جيش الاحتلال الإسرائيلي

أعدَّت سلطات الاحتلال الإسرائيلي مخططا استيطانيا كبيرا يشمل بناء مراكز تجارية ووحدات سكنية في منطقة جنوب جبل الخليل، ويدعي واضعو المخطط أن المراكز التجارية ستخدم المستوطنين والفلسطينيين وسكان النقب؛ ما يعني أنه يهدف إلى محو "الخط الأخضر" أيضا.
 
وتعهدت "الإدارة المدنية" التابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي بدفع "خطة استراتيجية" من أجل "تطوير منطقة جنوب جبل الخليل"، حسبما ذكرت صحيفة "هآرتس" الاثنين 15 آب/ أغسطس الجاري.

ووفقا للصحيفة، فإن وثيقة داخلية أرسلت في الأشهر الأخيرة من مكتب رئيس "الإدارة المدنية" السابق العميد دافيد مناحيم، إلى رئيس المجلس الإقليمي لمستوطنات جنوب جبل الخليل يوحاي دماري، تضمنت تعهدا بالعمل على إقامة عدد من مشاريع البناء الكبرى في هذه المنطقة، ضمنها مراكز صناعية ومركز طبي ووحدات سكنية؛ وتقضي الخطة بإقامة منطقتين صناعيتين، واحدة تجارية في منطقة مستوطنة "تينا عوماريم" والثانية "لاحتياجات لوجيستية" في قرب بلدة ترقوميا الفلسطينية.
 
ويوجد مركز تجاري في المنطقة بالقرب من مستوطنة "عتنيئيل"، وبحسب المجلس الإقليمي وسلطات الاحتلال، فإن المناطق الصناعية المخطط إقامتها ستخدم المستوطنين في المنطقة والفلسطينيين وسكان جنوب البلاد داخل "الخط الأخضر". وادعت "الإدارة المدنية" في رد على استجواب "هآرتس" أنه "لم يتم تسليم مؤسسات التخطيط مخططات لإقامة هذه المراكز"، ورجحت الصحيفة أن هذه المخططات لا تزال في مراحل تخطيط أولية، لكن جيش الاحتلال نفذ في تموز العام الماضي - وفقا للصحيفة - عملية مسح لأراض في هذه المناطق من أجل إقامة المراكز الصناعية المذكورة، وأجرت عملية المسح هذه دائرة تابعة لجيش الاحتلال ومسؤولة عن توفير "أراضي دولة"، أي أراضي فلسطينية مصادرة، لإقامة مثل هذه المشاريع فيها.
 
وتشمل المخططات إقامة مركز طبي في المنطقة الاستيطانية "أدوريم" بادعاء خدمة المستوطنين والفلسطينيين، ويشمل المخطط بناء وحدات سكنية جديدة، لكن الوثيقة لم تورد تفاصيل حول عددها أو الموقع الذي ستُبنى فيها. وقالت "الإدارة المدنية" إن بناء الوحدات السكنية سيخضع لقرار الحكومة الإسرائيلية، علما بأن هذا الشرط لم يذكر في سياق إقامة المراكز الصناعية والطبية.

ويشار إلى أن المجلس الإقليمي لمستوطنات جنوب جبل الخليل يضم 15 مستوطنة يسكنها نحو 8500 مستوطن. وتوجد بالقرب من هذه المستوطنات بلدات فلسطينية بينها بني نعيم ويطا.  
 ومن المتوقَّع أن يقدم وزير الأمن الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان اليوم موقفه من إخلاء قرية سوسيا الفلسطينية الواقعة في جنوب جبل الخليل، وسيقدم ليبرمان موقفه ردا على التماس قدمته منظمة "حاخامات من أجل حقوق الإنسان" التي تطالب بتنظيم البناء في القرية الفلسطينية، وطالبت منظمة "ريغافيم" الاستيطانية المحكمة بهدم القرية وإخلاء سكانها لمصلحة المستوطنين.

وصادقت اللجنة اللوائية الإسرائيلية للتخطيط والبناء في لواء وسط الضفة الغربية مساء أمس على خطة لبناء 4200 وحدة استيطانية في مستوطنة "موديعين" غرب رام الله الواقعة داخل جدار الفصل، ووفقًا لما نشره موقع "واللاه" العبري فإن المخطط المذكور يشمل بناء 4200 وحدة إلى الغرب من الشارع رقم 3، ويضم أحياء سكنية ومرافق تجارية على مساحة تصل إلى 1140 دونم، ومستوطنة "موديعين" مقامة على أراضي قرى غرب رام الله وضُمت لمستوطنة "مكابيم ريعوت" عام 2003 لتصبح مستوطنة واحدة ويبلغ عدد سكانها تقريبا 100 ألف مستوطن.