جانب من مسيرات العودة

أُصيب عدد من المواطنين الفلسطينيين مساء اليوم الاثنين؛ أثناء قمع الاحتلال الإسرائيلي للحراك البحري الثاني عشر والمتظاهرين المؤازرين له شمال قطاع غزة. وأفادت مصادر محلية بأن أكثر من 20 متظاهرًا أصيبوا جراء القمع الإسرائيلي المتواصل بالرصاص الحي والقنابل الغازية، ضد المشاركين في الحراك البحري شمال القطاع والمؤازرين له.

وكانت انطلقت عصراً ، مسيرة شعبية لكسر الحصار عن قطاع غزة بمشاركة الآلاف من أبناء الشعب الفلسطيني شمالي القطاع، قرب السياج الفاصل مع الأراضي المحتلة. وأفادت مصادر محلية أن المسيرة البحرية انطلقت الساعة 3 عصرًا من منطقة "الواحة" على شاطئ بلدة "بيت لاهيا" شمال القطاع بمشاركة 25 قاربًا، ومساندة حراك برّيّ في المنطقة ذاتها.

وقالت الهيئة المشرفة على المسيرة البحرية إنه يأتي بالتزامن مع الذكرى السابعة لصفقة "وفاء الاحرار" وتحرير المقاومة الفلسطينية لأكثر من ألف أسير "لنؤكد أننا على عهد الأحرار وأنه آن الأوان لكسر هذا السجن الكبير الذي يحاصر فيه 2 مليون إنسان". وبيّنت أن احتشاد الجماهير في الحراك البحري الماضي وجمعة "انتفاضة القدس" يؤكد أننا شعبنا ماضٍ في حراكه بكل المسارات والاتجاهات حتى يكسر الحصار، وأنه "غير ملتفت لكل التحركات السياسية التي تحاول الالتفاف على مطالبه وعلى هذا الحراك".

وأطلقت "هيئة الحراك الوطني قبل نحو شهرين عدة رحلات بحرية نحو العالم الخارجي والحدود الشمالية للقطاع، في محاولةٍ لكسر الحصار البحري عن قطاع غزة، إلا أن الاحتلال يقمع المشاركين فيها، ويعمل على إفشالها واعتقال من على متنها.

وقالت الهيئة الوطنية لمسيرات العودة وكسر الحصار، اليوم الاثنين: إن "زخم مسيرات العودة الشعبي والجماهيري، يضعنا أمام مسؤولية وطنية تحتم علينا استمرارها حتى تحقيق أهدافها كافة". وأكدت الهيئة في بيان أن "كل الحلول الجزئية تحت عناوين إنسانية لن تنطلي على شعبنا الذي عقد العزم على مواصلة المشوار وفيًّا للدماء الزكية وللتضحيات الغالية حتى ينتصر لها".

ودعت الجماهير لمواصلة الزحف والمشاركة الحاشدة في مسيرات جمعة "معًا غزة تنتفض والضفة تلتحم"، "التي تأتي في إطار مواصلة الحراك الممتد دلالةً على أن شعبنا لم تقهره ولن تهزمه كل أسلحة العدو وترسانته العسكرية الغاشمة إيماناً راسخاً بقضيتنا العادلة ومشروعنا الوطني الذي لا حياد عنه".

وذكرت أن "الأصوات البائسة التي انبرت للهجوم والتحريض ضد نضال شعبنا في مسيرات العودة والتشكيك بجدواها، تسهل على قادة الاحتلال ارتكاب المزيد من الجرائم والمجازر بحق شعبنا". وأكدت الهيئة أن ذلك يتطلب من الجميع التسلح بروح المسؤولية الوطنية، وتشكيل حالة من الاصطفاف الجماهيري والشعبي لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي ومساعيه لتصفية حقوق شعبنا وثوابته.

وبينت أنه "وفي ظل الأوضاع الاقتصادية الكارثية التي يعيشها أبناء شعبنا، وفي ظل تواصل الحصار المفروض على القطاع نطالب بضرورة تحقيق الوحدة الوطنية وإنهاء صفحة الانقسام البغيض". ودعت الهيئة حكومة الحمد الله لوقف جميع الإجراءات العقابية التي فرضت على أبناء الشعب الفلسطيني في غزة فورًا وعاجلًا، فهو يستحق أن تعزز مقومات صموده لا أن يخنق ويعاقب.

وطالبت الهيئة بالتصدي لقطعان المستوطنين والخروج بمسيرات ضد حواجز الاحتلال في الضفة الغربية المحتلة؛ احتجاجاً على إجرامها، ومقدمة لتعزيز مسيرات العودة، مطالبين المؤسسات الدولية والحقوقية كافة بملاحقة قادة العدو والمستوطنين.