الكنيست الإسرائيلي

هاجم رئيس الكتلة البرلمانية للقائمة المشتركة "التجمع الوطني الديمقراطي" في الكنيست الإسرائيلي، النائب جمال زحالقة، رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، وحمّله مسؤولية مقتل الآلاف في حربه على غزة عام 2014. جاء ذلك خلال جلسة عاصفة للجنة "رقابة الدولة" في الكنيست، جرى خلالها بحث تقرير "مراقب الدولة" حول أداء حكومة نتنياهو والمجلس الوزاري المصغر خلال الحرب الأخيرة على غزة  .

وقال زحالقة إن "نتنياهو اختار الحرب، ويخطط لحرب جديدة على غزة، ويرفض أي بديل للحرب مستقبلًا أيضًا، ويجب بحث من المسؤول عن قتل 2200 فلسطيني في غزة، ومن خطط لذلك؟ من أصدر الأوامر؟ من أطلق النار؟ ويجب معاقبة المجرمين جميعًا"، وهنا هاج نواب الليكود وبعض الحضور في الجلسة وانفلت ممثل عن عائلات القتلى الإسرائيليين على زحالقة قائلًا: "ماذا تفعل هنا أنت أصلًا؟ كيف أدخلوك إلى هنا؟ اذهب واضرب عن الطعام مع مروان البرغوثي. خسارة أنه لم يقتل في غزة 20 ألفًا. أخرجوا زحالقة من الجلسة".

وتوجه زحالقة إلى نتنياهو وأعضاء الكنيست قائلًا إنهم اختاروا الحرب ويبحثون موضوع "الإدارة الناجعة" لآلة الموت، ويستبعدون أي إمكانية أخرى يمكن أن تؤدي إلى وقف سفك الدماء. وقاطع نتنياهو حين قال إنه "لا يمكن التوصل إلى اتفاق مع حماس" وسأله "وهل توصلت إلى اتفاق مع أبو مازن؟" مضيفًا: "أنت لا تريد أي تسوية وخيارك الوحيد هو القمع والحرب".

وعقب زحالقة على النقاش في لجنة رقابة الدولة، مؤكدا  "أجواء الحرب كخيار وحيد خيمت على الجلسة والاستنتاج الوحيد هو أن إسرائيل تعد لحرب جديدة ضد غزة والمسألة تتعلق بالتوقيت"، منوها الى ما قاله نتنياهو بأنه في الماضي لم يكن بديل سوى الحرب ولا إمكانية غير ذلك مستقبلًا وبأن إسرائيل تحظى بقدرات أكبر وبغطاء إقليمي ودولي أفضل للقيام بما أسماه "ضرب حماس في غزة".

ودعا الى "الإسراع في تحقيق المصالحة والوحدة الوطنية الفلسطينية، حتى يواجه الشعب الفلسطيني العدوان الإسرائيلي موحدًا، ولسد الطريق على الاستغلال الإسرائيلي للانقسام الفلسطيني لتمرير مخططاتها الهادفة إلى خنق مشروع التحرر الوطني الفلسطيني برمته" حسب قوله.

وفي سياق متصل استبعد ضابط كبير في جيش الاحتلال "الإسرائيلي" اندلاع مواجهة قريباً مع حركة "حماس" في قطاع غزة وذلك على خلفية مواصلة الجيش تشييد السور الفاصل حول القطاع. وحذر الضابط الذي لم تورد وسائل الإعلام العبرية هويته، من أن أي حدث تكتيكي قد يتدحرج بسرعة إلى مواجهة، زاعما أن على الطرف الآخر "حماس" عدم تجريب قدرات الجيش مرة أخرى.

وقال: "من جهتي أعتقد أنه لا فرصة لاندلاع الحرب، إلا أن حدثاً تكتيكاً واحداً من شأنه التطور والتدحرج إلى حدث كبير، ونحن نستعد لهكذا سيناريو طوال الوقت، ونحن مستعدون وعليهم عدم تجريبنا" على حد زعمه. وكرر الضابط المزاعم الإسرائيلية بشأن شخصية رئيس المكتب السياسي الجديد لحماس في قطاع غزة يحيى السنوار.وادعى أن السنوار "شخصية متطرفة جداً وانتخابه أوقف حالة الفصل التي كانت تعيشها حماس ما بين المستوى السياسي والعسكري" على حد زعمه.

وادّعى الضابط بأن إيران لا زالت تدعم حركة "حماس" بمبلغ ما بين 60 إلى 70 مليون دولار سنوياً يذهب جلها للتسلح. وعبر الضابط الإسرائيلي عن قلقه من المعطيات التي أشارت إلى أن غالبية القتلى الإسرائيليين منذ بداية العام قضوا في عمليات لفلسطينيين من حملة الهويات الزرقاء، وذكر أن الجيش يقيم الأمور بناءً على هذه المعطيات السالفة.