المنتجعات السياحية الخاصة في قطاع غزة

خيّبت بدايات موسم السياحة الداخلية الذي انطلق في أول أيام عيد الفطر أصحاب المنتجعات السياحية الخاصة المعروفة في قطاع غزة بـ"الشاليهات".ولم تشهد "الشاليهات" الحد الأدنى من الإقبال المنتظر من قبل أصحابها الذين استثمروا أموالاً طائلة في إنشائها وإعادة تأهيل ما هو قائم منها كما يقول المستثمر منير الهسي الذي يمتلك عددًا منها.

ووصف الهسي خلال حديث إلى مصادر صحافية، بداية الموسم بالكارثية لعدم وجود طلبات لحجوزات أو حتى استفسارات من المواطنين على عكس الأعوام الماضية التي شهدت إقبالاً ملحوظاً.وقال الهسي إن أصحاب الشاليهات سيتعرضون لخسائر كبيرة هذا الموسم بخاصة مع ارتفاع فاتورة النفقات الشهرية لتشغيلها.وأوضح أن الكثير من التجار ورجال الأعمال استثمروا في السنة الأخيرة في إنشاء الشاليهات ولكن جاء الموسم الحالي مخيبًا جداً.

وأضاف أن الأسعار الحالية المعروضة من قبل أصحاب الشاليهات متواضعة جداً ولا تغطي التكاليف المترتبة على تشغيله.وعزا ذلك إلى تردي الأوضاع الاقتصادية الذي يشهدها قطاع غزة خلال السنة الأخيرة والتي خفضت بأكثر من 60 في المئة نسبة الإقبال على الشاليهات.ويشاركه الرأي حسام نصر والذي استثمر مبلغاً كبيراً في إنشاء عدد من الشاليهات خلال الأشهر الأخيرة.

وقال نصر إنه اضطر إلى خفض أسعار الاستئجار إلى أقل من نصف ما كان عليه الحال العام الماضي لتشجيع المواطنين و" مع ذلك لا يزال الإقبال ضعيفاً"وأوضح نصر أن أكثر من ظرف أسهم في زيادة حدة خسائرهم ومن أبرزها ارتفاع تكاليف تشغيل الطاقة البديلة، إضافة الى النفقات المتعددة وانخفاض الأسعار وتراجع الطلبات.

ووصف الموسم السياحي الحالي بالكارثي خصوصاً وأن عطلة العيد لم تشهد الحد الأدنى من الحجوزات المتوقعة.وانتشرت خلال الأعوام الأخيرة في قطاع غزة ظاهرة المنتجعات السياحية الخاصة مع محدودية شاطئ البحر وتلوث أجزاء واسعة منه ورغبة المواطنين بخصوصية السباحة في برك خاصة.

وتتراوح متوسط مساحة الشاليه الواحد 800 متر مربع فيما تبلغ متوسط كلفة استئجاره ليوم واحد 400 شيكل مقارنة بألف شيكل خلال الأعوام الماضية ولم يكن حال أصحاب الاستراحات البحرية أفضل حالًا حيث إنه وبالرغم من الإقبال الكثيف للمواطنين على شاطئ البحر إلا أن الطلب للحصول على الخدمة من الاستراحات المنتشرة على طول الشاطئ ضعيف جداً كما يقول محمد السلطات صاحب استراحة شمال بيت لاهيا.

وقال السلطان: إن الأعداد الهائلة للمواطنين خلال الأيام الأخيرة لا تعكس الوضع الاقتصادي والجدوى الاقتصادية من وجودهم وأضاف خلال حديث لـ"الأيام" أن الفائدة الاقتصادية العائدة على الاستراحات التي تكلف مبالغ طائلة تبقى محدودة وضعيفة ولا تفي بالحد الأدنى من تطلعاتهم كمستثمرين.وأوضح أن الأسعار انخفضت كثيراً مراعاة للظروف الاقتصادية وتشجيعاً للمواطنين ولكن الإقبال بقي ضعيفاً وفي حدوده الدنيا.وأشار السلطان إلى أن المواطنين يكتفون باستئجار الخيمة فيما يصطحبون طعامهم وشرابهم معهم وهو ما يكبد الاستراحات خسائر كبيرة ويحرمها من مصدر دخل مهم.