بنيامين نتنياهو وافيغدور ليبرمان

هاجم أفيغدور ليبرمان رئيس حزب "إسرائيل بيتنا"، وزير الأمن الإسرائيلي السابق، حزبَ "الليكود" برئاسة بنيامين نتنياهو، متهما إياه بخرقِ اتفاقٍ بينهما ينص على القضاءِ على حركة حماس وإخلاء الخان الأحمر.

 وأكد ليبرمان عبر "فيسبوك" أنَّ هاتينِ المسألتينِ بالإضافة إلى قانون التجنيد تحمِلُه على رفض الانضمام إلى الائتلاف الحكومي.

وطالب، أعضاءَ "الليكود" بأن يكفُّوا عَمَّا وصفه بترويج الأكاذيب "وكأنَّ حزبَ إسرائيل بيتنا يبحث عن ذرائعَ للتملُّص من الانضمام الى الحكومة".

وتبادل ليبرمان ونتنياهو، خلال الأيام الماضية، اتهامات حول عرقلة تشكيل الحكومة المقبلة، بعدما وصلت المفاوضات إلى طريق مسدود، بسبب إصرار ليبرمان عن تمرير قانون التجنيد بالصيغة التي مرّر فيها بالقراءة الأولى قبل حلّ الكنيست في كانون أول/ ديسمبر الماضي.

وهدّد ليبرمان بالتوجّه إلى انتخابات مبكّرة إن لم يتم التوافق على ذلك قبل يوم الأربعاء، وأعلن أنه لن يوصي للرئيس الإسرائيلي بتكليف شخص آخر بتشكيل الحكومة غير نتنياهو.

وألمح ليبرمان إلى أنه تلقى عروضًا من أطراف أخرى داخل الليكود لدعمها لتشكيل الحكومة، وهدد نتنياهو خلال اجتماع عقده لوزراء حزبه الليكود، بتقديم قانون لحلّ الكنيست يوم الأربعاء المقبل، إن لم تُحلّ أزمة تشكيل ائتلافه الحكوميّ.

وقال نتنياهو حول مفاوضات حلّ الأزمة، "إن الحريديّين تقدّموا بـ90٪ باتجاه موقف ليبرمان، في ما يتعلّق بقانون التجنيد"، مشيرا إلى أنّ المتبقّي هو "من الذي سيحدد عدد الحريديين المجنّدين، الحزب أم الكنيست"، لكنّه هدّد بالقول "إن لم تحل الأزمة، فإننا سنعرض قانون حلّ الكنيست بالقراءات الثلاث يوم الأربعاء المقبل".

وأبلغ نتنياهو وزراء الليكود أنّه سيخوض الانتخابات المقبلة في قائمة مشتركة مع "كولانو"، التي يرأسها وزير المالية الحالي، موشيه كاحلون، وشنّ هجومًا على ليبرمان، قائلًا إنه "يبحث عن كافة الذرائع من أجل إسقاطي".

ونقل موقع "واينت" عن وزير رفيع عن حزب الليكود شارك في الاجتماع قوله "يتّضح أنّ الكنيست ستُحلّ حتى يوم مساء يوم الأربعاء"، كما أن وزراء الليكود بدأوا، فور انتهاء الجلسة، بإشاعة أجواء انتخابيّة في حساباتهم الخاصّة.

ومن غير الواضح أن كانت تصريحات نتنياهو ووزرائه جديّة أو أنها تهدف إلى ممارسة ضغوطات على "يهدوت هتوراه" و"يسرائيل بيتينو".

ووصفت صحيفة "يديعوت آحرنوت"، زعيم حزب "إسرائيل بيتنا" أفيغدور ليبرمان بأنه "لاعب قمار"، يعرف جيدا كيف يتسبب في توتير الآخرين وتسلية نفسه، في ظل جهود كبيرة يخوضها رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو معه، ليتمكن من تشكيل حكومته الخامسة.

وأوضحت في افتتاحيتها التي كتبها ناحوم برنياع، أن المظاهرة التي قادها حزب "أزرق أبيض" المعارض برئاسة رئيس الأركان السابق الجنرال بني غانتس ضد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، "هي الأولى لهذا الحزب الذي ما زال رئيسه في فترة تكيف، لأن ثقافة المظاهرات الاستفزازية، الفظة، غريبة عليه".

وأضافت أنه "برز متظاهرون قدامى ميدان غورن في بيتح تكفا، يرفعون في كل حدث يافطات كتب عليها رئيس المجرمين، ويهتفون بإيقاع نتنياهو في السجن"، معتبرة أن من نظم المظاهرة أخطأ في اختيار موقع المظاهرة الذي ضاق بالمتظاهرين.

ورأت أن "البشرى السيئة من ناحية نتنياهو، أن المتظاهرين لا تقودهم هذه المرة عصبة صغيرة، بل تقودهم كتلة من 35 نائبا في الكنيست على أجندتهم، الصراع ضد التشريع لإنقاذ نتنياهو، وهذا ما يوحدهم في هذه الأوقات، ويضاف لهم ستة من نواب حزب العمل ومع الكتل العربية وميرتس، فإن هذه الجبهة تمثل قوة برلمانية وجماهيرية وقانونية".

ويؤمن عضو الكنيست عوفر شيلح من "أزرق أبيض"، والذي يترأس القيادة المشتركة للأحزاب التي تشكلت لهذا الكفاح، "بأن هذه القصة ستستمر شهرين، مع احتمال جيد لإحباط مشروع القانون".

وذكرت "يديعوت"، أن "كل هذا على افتراض أن نتنياهو سيشكل حكومته حتى يوم الأربعاء المقبل، وفي حال لم يشكلها فإن كل مشاريع القوانين المناهضة للديمقراطية ستختفي وكأنها لم تكن".

وأكدت أن "المفتاح، لهذا الوضع مثلما في كل مرة في يد ليبرمان"، موضحة أن "ليبرمان هو سياسي يعرف كيف يوتر الآخرين ويسلي نفسه، وهو ليس استراتيجيا بل لاعب قمار، وبذكاء شديد نجح ليبرمان في أن يصل إلى مفترق يبدو في هذه اللحظة مثل الكسب المتبادل".

وتابعت، "الأصوليون إذا ما تراجعوا أمام إملائه في موضوع قانون التجنيد، سيبدو كمن انتصر على الحاخام من غور، حيث خضع نتنياهو لكل إملاءات الأدمور، أما ليبرمان فأنزل كليهما على ركبتيهما، وفي حال لم يستسلم الأصوليون فإنه سيركض نحو الانتخابات، فيما يعتبره الجمهور بأنه المعقل الأخير للعلمانية".

ونبهت أن "هناك أصواتا ذهبت في الماضي إلى مائير لبيد ستذهب إليه، أما أزرق أبيض فهو حلف يغازل الأصوليين ولا يصطدم بهم، ولديه احتمال جيد للعودة لكي يكون بيضة الميزان"، معتبرة أن "من يفترض به أن يدفع ثمنا باهظا حال إجراء انتخابات جديدة هو نتنياهو".

وبينت أنه "سيتعين على نتنياهو أن يتنافس بعدما أهين بتنازلات مبالغ فيها لثلاثة أحزاب ليست محبوبة لدى جمهوره، وهي يهدوت هتوراه وشاس والسموتريتشيين"، مضيفة أنه "توجد ذريعة قضائية للتشكيك بمجرد ترشيحه لرئاسة الوزراء"، كما بينت الصحيفة أن "القانون الذي يقضي بأن رئيس الوزراء يمكنه أن يتولى منصبه حتى قرار حكمه ليس بالضرورة نافذ المفعول، بالنسبة لمرشح لرئاسة الوزراء تحوم فوق رأسه لائحة اتهام"، موقعة أن "الفصل الأخير في قصة تشكيل الحكومة الإسرائيلية سيكون مخيبا للآمال".