مسيرات العودة


ينتظر الجريح محمد عوض الله الزعانين، 31 عامًا، قدوم فريق "الممرض المتطوع" لمنزله في بيت حانون، كي يقدم له الخدمات التمريضية التي يحتاجها، ورغم مغادرته المستشفى إثر تعرضه لعيار ناري في القدم اليمنى إلا أنه يحتاج للمتابعة والعناية الطبية اليومية، بعد إجراء عملية جراحية وتثبيت قضبان من البلاتين.

وتتطلب حاجة مئات المصابين بجروح إثر تعرضهم لنيران الاحتلال عناية مستمرة للخدمات التمريضية سواء داخل المستشفيات أو المنازل، خصوصًا أن طبيعة الجروح التي تعرضوا لها تتطلب الاهتمام والمتابعة الطبية الدائمة، فالجريح خالد ناصر، 28 عامًا، الذي أصيب بعيار ناري في الفخذ اليسرى، يحتاج لعمليات تنظيف وغيار طبي على مدار الساعة، وهو ما يثقل على كاهل عائلته التي تفتقد للخبرة الكافية في هذا المجال.

ويحاول فريق "الممرض المتطوع" الذي يضم مجموعة من الممرضين والممرضات الحاصلين على شهادات علمية، نشاطاته الطبية الميدانية وفق برنامج محدد لتقديم الخدمات التمريضية لهؤلاء الجرحى، بعد خروجهم من المستشفى، وقال صابر الزعانين، منسق الفريق، إن الفكرة تولدت في ظل حاجة هؤلاء للمتابعة الطبية بعد خروجهم من المستشفيات، وكذلك حاجة الكثيرين من المرضى لهذا النوع من الخدمات في منازلهم.

وأضاف الزعانين، هؤلاء الجرحى لا يستطيعون الوصول للمستشفيات أو على الأقل يجدون صعوبة في ذلك، وهو ما شجع الفريق الطبي على المبادرة وزيارتهم في منازلهم والالتزام بوصفات الأطباء والتعليمات الطبية بعد العمليات الجراحية، وقال "فكرة العمل لا تقتصر على تقديم الغيار وعمليات التنظيف لجروح المصابين، لكنها تتوسع لإجراء فحوص وقياس ضغط الدم والسكر والحقن الطبية، بحسب إرشادات الأطباء".

مبادرة تمريضية
على الصعيد ذاته، دفعت الحاجة لزيادة هذا النوع من الخدمات إدارة المستشفى الإندونيسي إلى تأسيس مبادرة تمريضية لتقديم خدمات التمريض للجرحى في إطار موازٍ للخدمات الطبية التي تقدمها أقسام المستشفى لهؤلاء الجرحى، ويعمل في هذه المبادرة عدد من فريق الممرضين المتخصصين في الغيار المتقدم.

وأوضحت دائرة العلاقات العامة في المستشفى على موقعها الإلكتروني، أن الفريق يتميز بالكفاءة العالية للتعامل مع مختلف الجروح التي تنجم عن الإصابات جراء إطلاق النار من قبل قوات الاحتلال، مؤكدة أن الحاجة لعمل هذا الفريق تتواصل حتى بعد إجراء العمليات الجراحية وفق ما هو متاح من الإمكانات.

وتجدر الإشارة إلى أن مستشفى الإندونيسي هو المستشفى الوحيد الذي أسس أول فريق تمريضي متخصص بغيار الجروح، للمصابين الذين تتطلب حاجتهم المكوث في المستشفى، وقال الحكيم عصام نبهان، مشرف قسم التمريض في المستشفى الإندونيسي، إن هذه التجربة جاءت بعد وصول أعداد كبيرة من المصابين خلال الأحداث، وتحتاج إلى عمليات جراحية صغرى وتنظيفات طبية مستمرة للجروح بعد إجراء العمليات الجراحية، وذلك بشكل مستمر تجنبًا للالتهابات وحفاظًا على حياة وسلامة المصابين، وتشمل المبادرة أيضًا تقديم الدعم النفسي للمصابين والجرحى الذين يمكثون في المستشفى، لا سيما الذين تعرضوا للبتر أو قد تتطلب إصابتهم إجراء عمليات بتر في الأطراف.

خدمات تمريضية أخرى
من جهة أخرى، يعمل فريق "الممرض المتطوع" في تقديم خدمات تمريضية أخرى لحالات مرضية من غير المصابين، وأوضح "الزعانين" في معرض حديثه، أن الممرضات من فريق العمل يقدمن خدمات تمريضية لنساء تعرضن لحروق وحوامل ومسنات وحالات استئصال ثدي وعمليات جراحية أخرى، مؤكدًا أن جميع هؤلاء المستفيدات من الحالات الإنسانية الفقيرة، مشيرًا إلى أن فريق "الممرض المتطوع" ناشد بعض المؤسسات الطبية من أجل مساعدته وتوسيع دائرة نشاطاته المقدمة للجرحى، لكنها لم تجد أي ردود إيجابية، ويقوم وبجهود ذاتيه في الإنفاق على نشاطاته والخدمات التي يقدمها للجرحى.