قوات الاحتلال الاسرائيلي

روى المواطن عماد البحيصي العامل في جمعية الهلال الأحمر، كيف تمكن من إنقاذ شاب فلسطيني مصابًا قرب السياج الأمني، حيث استطاع أن يتقدم صفوف المسعفين والمتظاهرين في خطوات سريعة كالبرق نحو شاب مصاب على بُعد أمتار عدة من السياج الأمني، غير آبه برصاص جنود الاحتلال الذي انهمر حوله لمنعه من التقدم خطوات أخرى لنقله من المكان إلى سيارة الإسعاف".

وقال البحيصي إلى جريدة "الأيام"، منذ اللحظة الأولى لرؤيتي الشاب المصاب ملقى على الأرض شرق مخيم البريج وهو يرفع يده مستنجدًا، أدركت أن جنود الاحتلال يريدون قتله من خلال الإبقاء عليه في مكانه ينزف إلى أن يلفظ أنفاسه الأخيرة، حينها قررت رغم الخطر المحدق بي أن أصله وأقوم بنقله إلى أقرب سيارة إسعاف أو نقطة طبية، مهما كلفني ذلك من ثمن.

وأضاف البحيصي، ما هي إلا لحظات حتى حملت المصاب على ظهري، وسارعت في الزحف به للخروج من دائرة الخطر، فتارة كنت أصعد تلة رملية وأخرى أهبطها، حتى استطعت أن أبتعد قليلاً، حينها سارع نحوي العشرات من المسعفين والشبان الذين حملوا المصاب ووضعوه في سيارة الإسعاف التي نقلته إلى مستشفى شهداء الأقصى بدير البلح.

وتابع البحيصي، حين تيقنت أن مهمتي أُنجزت على أكمل وجه وأن سيارة الإسعاف توجهت بالمصاب للمستشفى المذكور، حتى نمت على ظهري قليلًا لآخذ نفسا عميقا من شدة التعب والإرهاق، ولكن ما إن ارتحت وحاولت النهوض من مكاني، لأتوجه نحو النقطة الطبية التي أعمل فيها مع زملائي من الأطباء والمسعفين، حتى عاجلني قناص برصاصة استقرت في قدمي.

وأشار إلى أنه من الواضح أن جنود الاحتلال الذين اغتاظوا من ما قمت به في إسعاف المصاب، ونقله من مكان الخطر، هم أنفسهم من عاجلوني برصاصة متفجرة من قناص موتور في منطقة القدم، في خطوة منهم لمنعي مرة أخرى إذا قُدر لي من إسعاف أي مواطن يقوموا بإصابته.

ولفت البحيصي، إلى أنه في اللحظات الأولى لإصابته لم يشعر إلا بوخزة كوخزة الإبرة، ولكن حين رأي الدماء تتدفق من قدمه بغزارة، أدرك أنه أُصيب ليقع بعدها على الأرض مضرجا بدمائه، فأصبح يحتاج بعدها إلى مسعف لحمله وتقديم الإسعافات اللازمة له قبل نقله للمستشفى.

من جهته، قال ضابط الإسعاف في جمعية الهلال الأحمر إياد البسيوني إلى "الأيام"، "لم يسلم ضبُاط الإسعاف العاملون في جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني من استهداف قوات الاحتلال الإسرائيلي لهم، بسبب تقدمهم الصفوف وتقديمهم الإسعافات الأولية للمُصابين أثناء اندلاع المواجهات بين المتظاهرين وجنود الاحتلال عند نقاط التماس في مسيرة العودة الكبرى لينقلوا إلى المستشفيات القريبة.

وأضاف البسيوني، لقد أضحت الإصابات بين صفوف المسعفين والطواقم الطبية بالعشرات، لاسيما وأن جنود الاحتلال يتعمدون شلّ حركة الإسعاف من خلال إصابة من فيها، لمنعها من الاقتراب من ميادين المواجهة رغم ارتدائهم الشارات التي تدل على عملهم.

وتابع "يتعمد جنود الاحتلال في المواجهات الدائرة يومياً على نقاط التماس، إعاقة أو منع سيارات الإسعاف والطواقم الطبية من وصولها إلى أماكن متقدمة، والقيام بدورها، موضحاً أنه حتى ولو كانت هذه السيارات متواجدة في المكان أصلاً، يتم تهديد من فيها بالقتل إذا لم يغادروا".

ولفت البسيوني إلى أن العديد من المسعفين تم استهدافهم بشكل مباشر، كما حدث بعد عصر أول من أمس من إصابة المسعف عماد البحيصي أحد طواقم الإسعاف التابعة للهلال الأحمر الفلسطيني عصر اليوم، بعيار ناري في قدمه شرق مخيم البريج وسط قطاع غزة، أثناء تأدية واجبه المهني والوطني ضمن فعاليات مسيرة العودة الكبرى.

ويُذكر أن قناصة الاحتلال المتمركزة على طول الشريط الحدودي شرق مخيم البريج، أطلقت نيران أسلحتها صوب طواقم الإسعاف العاملة في الميدان، ما أدى لإصابة المسعف البحيصي في منطقة القدم، حيث تم نقله لأقرب مستشفى بالمنطقة لتلقي العلاج اللازم.