مخيمات العودة الخمسة المنتشرة


تحولت مخيمات العودة الخمسة المنتشرة شرق وشمال قطاع غزة تدريجيًا إلى ساحات نابضة بالحياة، كما يتم ممارسة مختلف الأنشطة الرياضية والترفيهية وحتى الترفيهية، وعزف الموسيقى والرسم، وحتى الغناء والدبكة، ومخاطبة جنود الاحتلال بلغتهم، فلم تعد مجرد مكانًا إلى الاعتصام والتظاهر .

حلاقة مجانية

وشارك عدد من الحلاقين في مخيمي خان يونس والبريج على طريقتهم الخاصة، بتخصيص أيام مجانية إلى حلق رؤوس المعتصمين دون عوائد مادية.

وجلب حلاقون شباب معداتهم، وجلسوا وسط مخيمي العودة المذكورين، وبدؤوا بحلق رؤوس الراغبين من المعتصمين، في مشهد أضفى مزيداً من الحياة على المخيم.

وأكد أحد الحلاقين أنه قرر التضامن مع المعتصمين في المخيم بتقديم خدمة الحلاقة مجاناً، وهو الأمر الذي يجيده، معتبراً عمله رسالة تضامن وتكافل داخل المخيمات، ومن قبل كان الحلاق أيمن بريك يحلق رؤوس المعتصمين في مخيم العودة في منقطة البريج وسط قطاع غزة، دون أي عائد مادي.

 

ماراثون جري

ونظم القائمون على مخيم العودة في محافظة خان يونس مارثون جري شارك فيه العشرات من الفتية والشبان وحتى الأطفال، وجرى تحديد نقطتي بداية ونهاية، وسلم الفائزون في الماراتون دروعاً وهدايا رمزية.

وقال الشاب محمود بكر أحد المشاركين في الفعالية "إن المخيمات الخمسة باتت ولادة بالفعاليات والإبداعات التي تجعها مستمرة، وآخرها كانت فكرة الماراتون الذي حشد المئات إما للمشاركة فيه أو مشاهدته وتشجيع المشاركين.

ودعا بكر للمزيد من الفعاليات المماثلة، على أن يتم توزيعها على كل أيام الأسبوع، بحيث تبقى المخيمات حية ومستمرة، وتستقطب مزيداً من الشبان والمواطنين.

وإلى جانب الماراتون نفذت أنشطة رياضية عديدة، من بينها مباريات كرة قدم، وتدريبات كارتيه وفنون قتال، وعروض باركور "قفز في الهواء"، وغيرها من الأنشطة الرياضية.

زفة عرسان

واختار عدد من العرسان أن يبدأوا حياتهم الزوجية بالتبارك بخيام العودة، حيث أقاموا زفتهم هناك، على وقع الأناشيد الوطنية الحماسية، وعلى مرأى ومسمع جنود الاحتلال.

ويقول الشاب أحمد الطويل وشارك في زفة أحد العرسان، إنه اقترح على صديقه أن يزف في مخيم العودة بخان يونس، ورتب له الأمر، وبالفعل توجهت عدد من السيارات تقل العريس وأقاربه، وهناك التف حولهم المعتصمون في المخيم، وأقيمت زفة كبيرة للعريس، ورقص المشاركون على أنغام الأناشيد الوطنية.

وأقيمت في مخيم العودة برفح أكثر من زفة عريس، بمشاركة واسعة للمتواجدين في المخيم.

دحية وأشعار

تمارس في المخيمات الخمسة يوميًا طقوسًا تراثية متنوعة، ما بين فقرات شعبية ووصلات من الدحية والأناشيد الوطنية، وإلقاء أبيات من الشعر، بمشاركة شعراء من القطاع.

ويقول الناشط محمد سرحان، إنه يومياً يشارك في فعاليات مماثلة، وكم يسعده وجود شيوخ ومسنين بعضهم عاصر النكبة، ويقدمون وصلات تراثية ويسمعوا الحاضرين أناشيد فلسطينية قديمة كادت تنقرض.

وأوضح سرحان أن وصلات الدحية البدوية التي يقدمها شبان يجيدون هذا الفن الراقي، تلقى إعجاب واستحسان الجميع، وهي تعتبر فاكهة المخيمات على حد تعبيره.

رسائل بالعبرية

وكان نشطاء في مخيم خان يونس بثوا رسائل باللغة العبرية لجنود وضباط الاحتلال، جاء فيها "أيها الجندي، نحن أناس سلميون، يوجد بيننا شيوخ ونساء وطلاب مدارس، وحتى مقعدين وذوي احتياجات خاصة، فلا تطلق النار علينا، أتينا هنا كي نحقق قرار الأمم المتحدة رقم 194 الذي يضمن حق العودة، فلا تتبع قرارات قيادتك، اتبع قرار عقلك، حتى لا تتحمل المسؤولية القانونية والأخلاقية".