خالد مشعل

أكد التلفزيون الاسرائيلي القناة الثانية بأن رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل سيضطر لترك منصبه خلال الأشهر المقبلة.

وذكرت القناة العبرية الثانية مساء الجمعة أن قيادة حركة حماس في قطاع غزة ترفض أن يتم التجديد للقيادي خالد مشعل لولاية ثالثة في رئاسة المكتب السياسي للحركة، وحسب القناة، فإن قيادات الحركة طالبوا بتطبيق قواعد اللوائح الداخلية، ما يعني أن مشعل سيضطر الى ترك منصبه خلال الأشهر المقبلة.

واوضحت القناة أن يحيى السنوار الذي تحرر من الاسر ضمن صفقة شاليط والرجل الأول في حماس في قطاع غزة الآن، سيكون مرشحُا لخلافة مشعل، وكان عضو المكتب السياس لحركة حماس محمود الزهار قال في تصريحات صحفية أن اللوائح الداخلية تمنع مشعل من ترشيح نفسه لولاية جديدة.

وكتب الصحفي الاسرائيلي المتخصص في الشؤون الفلسطينية آفي ساخاروف، مؤخراً تقريرا نشره في موقع "واللا" العبري، عن القيادي في حماس يحيى السنوار الذي أفرج عنه خلال صفقة الجندي جلعاد شاليط، وتطرق فيه الى مراحل تطوره في الحركة من أسير محرر ثم قيادي بارز إلى أن أصبح "العدو الأول لإسرائيل في غزة"، وحسب ساخاروف، فإن السنوار يمتلك كاريزما قوية حتى بات يشكل تهديدا لقيادات حماس في حال تمت الانتخابات الداخلية للحركة، قائلا انه قد يزيح نائب رئيس المكتب السياسي إسماعيل هنية من منصبه ويطمح مستقبلا لأن يكون رئيسا للمكتب السياسي.

ويشير ساخاروف إلى أن السنوار متشدد جدا في مواقفه ويقود ما أسماه بـ "خط الصقور" في حماس، ويتفهم احتياجات حركته سياسيا وعسكريا، وبسط سيطرته بشكل كبير داخل مؤسسات الحركة، واعتقل يحيى السنوار أول مرة عام 1982 لمدة 4 شهور اداري، وفي عام 1985 اعتقل لـ8 أشهر بتهمة تأسيس جهاز الأمن الخاص بحماس الذي عرف باسم "مجد"، وفي عام 1988 اعتقل إداريا، قبل أن ينقل للتحقيق مجددا ويتم الحكم عليه بالسجن 4 مؤبدات إلى أن أفرج عنه في "صفقة شاليط"، "يحيى" له شقيق اسمه "محمد" وكلاهما يُطلق عليهما اسم "أبو إبراهيم"، وقد تعرض "محمد" لعدة محاولات اغتيال، واتهمته إسرائيل بأنه جزء من عملية اختطاف شاليط، وقالت أنه أصر خلال مفاوضات الصفقة على الإفراج عن شقيقه يحيى وأنه لا يمكن إتمام الصفقة بدونه، ومحمد السنوار من القيادات البارزة في كتائب القسام وأصبح مؤخرا المسؤول عن المنطقة الجنوبية في قطاع غزة بديلا للقيادي "رائد العطار" الذي اغتالته إسرائيل خلال الحرب الأخيرة، وبعد الإفراج عن يحيى، أصبح من أبرز قيادات الحركة في غزة وبات أحد أعضاء مكتبها السياسي إلى جانب صديقه في الأسر والخارج روحي مشتهى، وبات للرجلين دور كبير داخل مؤسسات الحركة حتى أصبح السنوار ممثلا لكتائب القسام داخل المكتب السياسي لحماس ينقل رؤى الكتائب ومواقفها للقيادة السياسية ويُعد منسقا بينهما قبل أن يصبح عاملا هاما سياسيا وعسكريا ويؤخذ بمواقفه وآرائه ولا يمكن استثناؤه بأي حال من الأحوال.

ويحظى السنوار بقبول كبير في أوساط القيادتين العسكرية والسياسية لحركة حماس، حيث كان له دور كبير في التنسيق بين الجانبين السياسي والعسكري بحماس خلال الحرب الأخيرة بغزة، وكان لاعبا هاما ومؤثرا في تحديد موقف الحركة من أي اقتراحات كانت تعرض للتهدئة وكان يدعم دائما مطالب ومواقف القيادة العسكرية بضرورة تنفيذ المطالب الفلسطينية.

وقررت حماس في يوليو/ تموز الماضي تعيين السنوار مسؤولا عن ملف الأسرى الإسرائيليين لديها وقيادة أي مفاوضات تتعلق بشأنهم مع إسرائيل، حيث تم اختياره من قبل قيادة القسام لهذا الملف لثقتها به خاصةً وأنه من القيادات المعروف عنها عناده وصلابته وشدته وهو ما أظهره خلال الاتصالات التي كانت تجري لمحاولة التوصل لتهدئة إبان الحرب الأخيرة، وفي أعقاب الحرب الأخيرة، أمر السنوار بإجراء تحقيقات في إخفاقات الحرب وأداء القيادات الميدانية جميعها بلا استثناء حتى خرجت لجان التحقيق بإقالة العديد من قيادات الكتائب وتغيير مناصبهم بسبب إخفاقاتهم بالحرب من بينهم أحد القادة الكبار "عز الدين الحداد"، كما يعرف عن السنوار أنه ذو شخصية أمنية كبيرة ولا يظهر على العلن إلا نادرا جدا، كما أنه يمتلك شخصية وكاريزما كبيرة ومتشدد في مواقفه.