توزيع الطعام على الأسر العراقية في المناطق المنكوبة

استعادت قوات الجيش العراقي، الاثنين، قرية تل الرمان غرب الموصل، من قبضة تنظيم داعش ، وفي وقت أجرت قوات الجيش، استطلاعًا من أجل نصب أول جسر عائم يربط المناطق المحررة من قبضة تنظيم "داعش" في الساحلين الأيمن والأيسر في مدينة الموصل الذي يفصلهما نهر دجلة، يأتي هذا في وقت أعرب برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة عن قلقه البالغ إزاء الوضع الإنساني، الذي تواجهه الأسر في غرب الموصل، ويعيش أكثر من 750 ألف شخص في ظل ظروف قاسية.

وأضاف في بيان، أنه على الرغم من أن الحصول على معلومات موثوق بها عن الأوضاع داخل غرب الموصل محدود، وتحدث فريق الرصد التابع للبرنامج وبعض الشركاء، إلى عدد من الأسر داخل المدينة، ضمن عملية لتقييم إمكانية الحصول على الغذاء ومدى توفره، خلال المقابلات الهاتفية، أعلن العديد من الأسر المنكوبة أنهم لا يمكنهم تحمل نفقات الطعام، بينما قال آخرون إنهم لا يستطيعون الحصول على الطعام مطلقًا. فبسبب تصاعد حدة القتال، يخشى الناس مغادرة منازلهم، مما يجعل الأمر أكثر صعوبة للبحث عن المواد الغذائية الأساسية.

وأعلن رجل يبلغ من العمر 46 عامًا، ويعيش داخل المدينة أن "الوضع لا يصدق...لا يوجد هناك غذاء ولا ماء نظيف، ولا غاز للتدفئة، ولا دواء، ولا خدمات". ونقل البيان عن سالي هيدوك، ممثل برنامج الأغذية العالمي في العراق قولها "يراقب البرنامج الخطوط الأمامية للصراع ويظل على استعداد دائم لتقديم المساعدة الغذائية العاجلة، بمجرد أن يستطيع الوصول للأسر بأمان". وأضافت "سمعنا من بعض الأسر أن أسعار الغذاء ارتفعت بشكل كبير، ولم يعد بمقدورهم تحملها. وفي بعض الحالات الشديدة، لا يمكن للناس الحصول على الطعام مطلقًا. لذا، فنحن نناشد جميع أطراف النزاع تسهيل وصول المساعدات الإنسانية فورًا ومن دون عوائق إلى جميع العراقيين المحتاجين للمساعدة".

وأوضح أن "برنامج الأغذية العالمي قدَّم حتى الآن وجبات جاهزة للأكل، لأكثر من 6000 شخص فروا من قراهم إلى الجنوب بغرب الموصل. واتجه معظمهم إلى مخيمات حمام العليل والجدعة في القيارة والحاج علي. ويوجد لدى البرنامج ما يكفي من الغذاء في المخازن لتغطية الاحتياجات الفورية لـ 770,000 شخص يقيمون في منطقة غرب الموصل".

وأشار إلى أنه "ووفقًا لمسح أجراه برنامج الأغذية العالمي، أصبح الغذاء في غرب الموصل شحيحًا، نتيجة قطع خطوط الإمداد، وارتفعت أسعار جميع المواد الغذائية بشكل كبير، ونظرًا لأن معظم الأسر تعيش بدون دخل منذ العامين ونصف العام الماضيين، بات كثير من الناس يعانون من أجل إطعام أسرهم". وأكد أنه بفضل مساهمات من كندا، والمفوضية الأوروبية، وألمانيا، واليابان، والمملكة العربية السعودية، والولايات المتحدة الأميركية، قدم برنامج الأغذية العالمي وجبات جاهزة للأكل لأكثر من مليون شخص، منذ بدء الهجوم على الموصل في أكتوبر/ تشرين الأول 2016. وتم تقديم هذا الدعم لجميع الأسر النازحة في المخيمات، وتلك الباقية في شرق الموصل، وكذلك في المناطق التي تم استعادتها داخل ممر الموصل.

وكشف مصدر امني مسؤول الصحافيين، أن "كتائب التجسير العام التابعة لوزارة الدفاع أجرت استطلاعًا موقعيًا لنصب أول جسر عائم يربط ضفتي نهر دجلة بعد وصول القوات العراقية إلى الجسر الرابع الخارج عن الخدمة وهو أول جسر تسيطر عليه القوات العراقية من الضفتين الأيمن والأيسر". وقال قائد حملة "قادمون يا نينوى" إن قوات الجيش استعادت، الاثنين، قرية تل الرمان غرب الموصل من قبضة تنظيم "داعش".

وبيّن الفريق الركن عبد الأمير رشيد يارالله، أن "قطعات الفرقة المدرعة التاسعة حررت قرية تل الرمان "قرية العبور"، ورفعت العلم العراقي فيها بعد تكبيد العدو خسائر بالأرواح والمعدات". ويأتي التقدم بعد قليل من تمكنت قوات الفرقة المدرعة التاسعة، من استعادة قرية خبيرات العطشانة جنوب ناحية بادوش بـ ٧ كيلومترات. وكانت القوات العراقية قد استعادت في وقت سابق اليوم حيي الجوسق والطيران جنوبي المدينة من جهة الساحل الأيمن، وبدأت الحملة العسكرية قبل أسبوع لانتزاعها من قبضة "داعش".

وكان رئيس مجلس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة، أعلن صباح يوم 19 من الشهر الجاري عن انطلاق العمليات العسكرية بتحرير ما تبقى من الموصل من قبضة التنظيم المتشدد، الذي فرض سيطرته عليها في شهر حزيران/يونيو من عام 2014 في أكبر تحد للحكومة العراقية بعد خروج القوات الأميركية. وأكد مدير العمليات المركزية في الحشد الشعبي أبو منتظر الحسيني، "استمرار الجهد الهندسي بتحصين المناطق المحررة وإغلاق الثغرات التي يحاول عناصر داعش استغلالها في تعرضاتهم غرب وشرق تلعفر"، متوقعًا أن يشن العدو بعض العمليات التعرضية ليحاول فتح ثغرة باتجاه تلعفر، خاصة في الجبهة الغربية الواصلة إلى الجزيرة".

وأوضح الحسيني، أن "داعش لا يزال يحاول فتح ثغرة نحو تلعفر أو الساحل الأيمن، إلا أن قوات الحشد عقدت العزم على قطع جميع خطوط إمداده وافشال مخططاته". ولفت إلى أن الجهد الهندسي للحشد كان له دور كبير جدًا في معارك الصد في أيام 12 و17 التي سبقت انطلاق عمليات تحرير مناطق غرب وشرق قضاء تلعفر”، مبينًا أن "رجال الجهد الهندسي أدوا عملًا مضنيًا في فتح السواتر وبناء التحصينات، وتسوية بعض طرق القطعات قبيل وأثناء المعركة".

وأعلنت مديرية "الاسايش" – الأمن الكردي – في محافظة كركوك، الاثنين، عن إلقاء القبض على "جاسوس" لتنظيم داعش، في إحدى مخيمات النزوح في المحافظة. وقالت المديرية في بيان لها، إنه في مخيم خاص بالنازحين، ألقت قوات الأسايش على شخص من القومية العربية يعمل جاسوسًا لتنظيم داعش المتطرف. وأوضح البيان أنه قد وردت سابقاً معلومات للاسايش تفيد بأن المدعو زياد خلف علي محمد يتجسس لصالح مسلحي التنظيم، مضيفًا أن المقبوض عليه يقوم بنقل اخبار ومعلومات عن مخيمات النزوح وكذلك عن مدينة كركوك إلى التنظيم".

وذكر بيان لوزارة الدفاع أن "رئيس أركان الجيش الفريق أول الركن عثمان الغانمي، استقبل صباح اليوم الجنرال جونز نائب قائد قوات التحالف الدولي". ونقل البيان عن رئيس أركان الجيش القول " أقدم شكري وترحيبي بهذه الزيارة التي تهدف إلى تعزيز التعاون، والتنسيق بين الجانبين في جميع المجالات من أجل تطوير القدرات القتالية والدعم والإسناد لقطعات الجيش" .

وأشاد بـ" التعاون المشترك بين البلدين والدعم الكبير الذي تقدمه دول التحالف للقوات الأمنية العراقية، في حربها ضد عناصر داعش، داعيًا في الوقت نفسه إلى ضرورة استمرار تأمين المعدات والأسلحة للقطعات الأمنية بكافة صنوفها وتشكيلاتها"وأشاد الجنرال جونز بحسب البيان " بالقدرات القتالية لقوات الجيش العراقي، التي أبهرت كل دول العالم بالانتصارات الكبيرة التي حققتها في الموصل". وأكد "مواصلة استمرار التحالف الدولي بتقديم كل أنواع الدعم والإسناد للجيش العراقي، الذي يحارب ويدافع عن العالم اجمع".