موكب تشييع جثمان الشهيد مازن فقهاء

حذر محلل الشؤون الفلسطينية في موقع "واللا" العبري آفي زخاروف من تخطيط "حماس" لرد غير اعتيادي في أعقاب تصفية القيادي في الحركة مازن فقهاء. وقال زخاروف في مقالة نشرها الموقع مساء اليوم السبت، إن حماس اختارت عدم الرد الروتيني، مشيراً الى أن الخطورة تكمن في إمكانية سعي الحركة لرد آخر قد يكون أكثر إيلامًا من إطلاق الصواريخ.

ووصف زخاروف العملية بـ"الاحترافية" وأن المنفذين لم يتركوا أثرًا خلفهم، وهذا هو الدليل الوحيد على أنها نفذت بأيدي إسرائيلية، في حين كان لـ"إسرائيل" الكثير من الأسباب للسعي للتخلص من هذا الرجل، ومن بينها تورُّطه بتوجيه خلايا عسكرية لحماس في شمال الضفة الغربية المحتلة.

ويعد الكشف عن خلية كبيرة لحماس في منطقة نابلس قبل ثلاثة أشهر آخر ما نسبه "الشاباك" للشهيد فقها، حيث اتهم في حينها بتوجيه الخلية وتزويدها بالمال. كما تطرق زخاروف إلى تحرّك فقها بحرية في غزة ودون مرافقة ودون خشية من التصفية عبر نظرية أمنية كانت تقضي بعدم تجرؤ "إسرائيل" على تصفيته داخل غزة، في حين تعدُّ عملية الأمس ضربة لهذه النظرية على حد تعبيره.

وتحدث عن أن الهدف من وراء العملية هو إرسال رسالة قلق لقادة حماس وجناحها العسكري حيث سيتخذ هؤلاء تدابير أمنية مشددة من الآن فصاعداً. وأضاف زخاروف متحدثاً حول حرفية فريق التصفية قائلاً:" عملت الخلية بمهنية عالية وخلافاً لفقها ورفاقه فلم يتركوا بصمات خلفهم تدلل على هويتهم، فالمهنية العالية، واستخدام كواتم الصوت والاختفاء النظيف من المنطقة تجعل من أحد أذرع الأمن الإسرائيلية متهماً بالعملية".

ونوه زخاروف إلى أن امتناع "حماس" عن الرد المباشر على العملية ساعة الاغتيال لا يدلل بالضرورة على أن الرد لن يأتي، "فعلى رأس التنظيم في غزة يتربع يحيى السنوار الذي يوصف بأنه بالغ الخطورة ولا يمكن توقع تصرفاته، وبيَّن في حالات كثيرة أنه لا يمكن ضبطه، ومن الممكن إن ينتظر السنوار الوقت المناسب بالنسبة للتنظيم وضرب إسرائيل في الوقت الذي لا تتوقعه".

وأشار إلى أن الرد قد يأتي على شكل عملية خطف او أسلوب عمل سابق عبر عمليات تفجيرية مع عدم ترك البصمات حتى لا تجر الحركة قطاع غزة لحرب جديدة، في حين سترسل حماس عبر ردها رسالة واضحة لإسرائيل بأن استمرار التصفيات سيجر ردوداً قوية.

وحذّر ضابط سابق في الجيش الإسرائيلي من أن يؤدي اغتيال القيادي في كتائب القسام في غزة مازن فقها لمواجهة جديدة مع حماس في غزة. وقال عاموس يدلين، الذي يشغل اليوم منصب رئيس معهد دراسات الأمن القومي وشغل سابقاً منصب قائد شعبة الاستخبارات العسكرية "أمان" أن هذا الاغتيال من شأنه إيصال المنطقة إلى موجة حرب رابعة منذ العام 2008.

وأضاف يدلين في حديث نقلته القناة "العاشرة" العبرية أن لدى "إسرائيل" قوة ردع، إلا أن هذه القوة تعني أن يعمل أحدهم حساباً للرد قبل أن يضغط على الزناد، والناس يرتكبون أخطاءً في حساباتهم"، وذلك في انتقاد مبطن للعملية. وقال: "لدينا قوة ردع ولكن الردع هو ان يحسب أحدهم الحساب قبل ضغطه على الزناد والناس يرتكبون أخطاءً في حساباتهم، وبإمكان حماس أن تقرر بأن إسرائيل هي من اغتالت فقها وعندها سترد وسنرد على ردها وسنجد أنفسنا بسرعة كبيرة داخل مواجهة جديدة".

يذكر أن مسلحين مجهولين أطلقوا أربع رصاصات على رأس الأسير المحرر في "صفقة وفاء الأحرار" مازن فقها مساء الجمعة غرب مدينة غزة" مما أدى إلى استشهاده على الفور، واتهمت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس التي ينتمي إليها الشهيد الاحتلال الإسرائيلي بالوقوف خلف عملية الاغتيال، وأكدت انها سترد على العملية بنوعية.