رئيس دولة فلسطين محمود عباس

عبر الأف المواطنين الفلسطينيين، الاثنين، عن سخطهم على استمرار السلطة الفلسطينية في التنسيق الأمني مع الاحتلال الإسرائيلي، وقمعهم للمظاهرة التي خرجت تندد بمحاكمة الشهيد باسل الأعرج وشهد دوار المنارة في مدينة رام الله أكبر مظاهرة شعبية لم تشهدها منذ أعوام، تنديدًا بممارسات الأجهزة الأمنية ضد المعتصمين والإعلاميين والصحافيين، أمام مجمع المحاكم خلاق وقفة رفض محاكمة الشهيد باسل الأعرج.

وانطلق هؤلاء بمسيرة غاضبة جابت مركز مدينة رام الله، بعد دعوات للتظاهر ضد سياسات السلطة في التعامل مع المواطنين والاستمرار في نهج التنسيق الأمني. وشهد مركز مدينة رام الله تجمعًا لمئات النشطاء والمواطنين وقادة الفصائل وممثلين عن جمعيات حقوقية، الذين نددوا بإجراءات الأجهزة الأمنية ورفضهم للاعتقالات السياسية، والتخلص من اتفاقية أوسلو ولأول مرة منذ أعوام، نادى المشاركون خلال هتافات برحيل الرئيس محمود عباس والحكومة، ورددوا هتافات ضد قادة الأجهزة الأمنية بالضفة الغربية وطالبوا بحل السلطة. ونددت قيادات فصائلية مشاركة في المسيرة بتعامل الأجهزة الأمنية مع المشاركين في التظاهرة الرافضة لمحاكمة الشهيد الأعرج، مطالبين بمحاسبة المسؤولين عن قمع المشاركين والاعتداء عليهم.

وتساءل القيادي في الجهاد الإسلامي خضر عدنان، عن سبب وقوع العمليات في القدس المحتلة دون الضفة الغربية. ووجه عدنان رسالة شديدة اللهجة للأجهزة الأمنية، قال فيها، "لن نغادر المواقع لو دستم على رؤوسنا .. يا عاركم إن أبناءكم يبصقون عليكم ..  إذا كنتم صادقين اقلعوا الأقنعة عن وجوهكم .. لا لقبضتكم .. لن ننكسر"ووجه القيادي في حماس فايز وردة رسالة للسلطة الفلسطينية، طالبهم فيها بوقف التنسيق الأمني ووقف الاعتقال السياسي، ووقف القمع المنظم من قبل الأجهزة الأمنية، مؤكدًا أن القمع خلفه قادة سياسيين يوجهونه. وطالب وردة السلطة بالرجوع لحضن الشعب والتوحد في وجه الاحتلال ووقف سياسة الباب الدوار، مؤكدًا أن الشعب الفلسطيني متوحدا خلف المقاومة وليس خلف خيارات السلطة.

وأكد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي في الضفة الغربية الشيخ سعيد نخلة، الاثنين، أن استمرار سياسة القمع والتغول لأجهزة أمن السلطة الفلسطينية، يهدد بفوضى عارمة لا يمكن لأحد التنبؤ بنتائجها. وحذّر نخلة خلال مسيرة حاشدة نظمتها الجهاد قرب دوار المنارة وسط مدينة رام الله، للتنديد بجريمة اعتداء الأجهزة الأمنية على المحتجين، ضد محاكمة الشهيد باسل الأعرج، السلطة من غضب جماهيري عارم قد يغيّر كل المجريات على الأرض.

وقال نخلة إن لجنة التحقيق التي أعلنت عنها السلطة هي "إبرة بنج" لذر الرماد في العيون فقط، داعيًا الأجهزة الأمنية إلى التوقف عن إجراءات القمع والملاحقة، وإنهاء التنسيق الأمني مع الاحتلال. وقال "استمرار هذا التغول سيؤدي إلى الفوضى، لأن التنسيق الأمني حبل مشنقة على رقبة الشعب الفلسطيني". وأضاف "التصريحات التي سمعناها من بعض الأبواق الإعلامية للسلطة مرفوضة ومردودة على أصحابها".

وكانت أجهزة أمن السلطة، قمعت بعد ظهر الأحد، مسيرة جماهيرية أمام مجمع المحاكم في مدينة البيرة، خرجت احتجاجًا على محاكمة الشهيد باسل الأعرج وخمسة من رفاقه معتقلين في سجون الاحتلال. وأصيب خلال قمع المسيرة عشرات المتظاهرين، بعد أن تم استهدافهم من قبل عناصر أمن السلطة بالهراوات وقنابل الغاز والهراوات، وكان من بين المصابين والد الشهيد الأعرج.