احتفالات عيد الميلاد في بيت لحم

عمت الاحتفالات مدينة بيت لحم بعيد الميلاد المجيد اليوم، بالرغم من الحواجز والعراقيل التي وضعتها قوات الاحتلال، فسادت أجواء ممزوحة بالفرح وحزينة على القدس المحاصرة والمهودة، حيث حضرت الأعلام الفلسطينية برمزيتها في ساحة المهد، ودوت المعزوفات الوطنية وسط الاحتفالات الرسمية والتقليدية والشعبية.

وأكد الناطق باسم بطريركية الروم الأرثوذوكس الأب عيسى مصلح، أن المسيحيين والمسلمين في القدس، موحدون على قلب رجل واحد للدفاع عنها، مشيرا إلى الاحتفال بأعياد الميلاد رغم جراح شعبنا وظروفه الصعبة. وقال مصلح، رغم الجراح والآلام التي تسبب بها إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب بشأن القدس، الذي كان صفعة لابتسامة شعبنا في ظل ظروف نهيئ فيها لاستقبال ملك السلام، فنحن مسلمون ومسيحيون على قلب رجل واحد دفاعاً عن القدس، سنحتفل بالأعياد المجيدة، ونقول لترمب: لا يحق لك أن تعطي القدس التي ليست لك للاحتلال الإسرائيلي، وسنبقى في القدس مسلمين ومسيحيين حتى تحقيق آمالنا بقيام دولتنا المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

ووجه الأب مصلح رسالة للمسيحين للاحتفال بأعياد الميلاد المجيدة رغم الجراح، باعتبارها أعيادا وطنية، وقال: على العالم كله الاحتفال بقلب واحد للاستمرار على الصمود على أرضنا، أرض الأنبياء. ودعا المسيحيين في العالم، لدعم الشعب الفلسطيني، ورفع العلم الفلسطيني، وإعلاء صوتهم عبر المسيرات السلمية.

ووصل ساحة المهد وسط مدينة بيت لحم، موكب المدبر الرسولي المطران بيير باتيستا بيتسيبالا  لبطريركية القدس للاتين، في حوالي الساعة الثانية من بعد الظهر، وسط الاحتفالات الرسمية والتقليدية والشعبية، تتقدمه الفرق الكشفية التي عزفت المعزوفات الوطنية.

وكان في استقبال المدبر الرسولي والوفد المرافق له، المحامي أنطون سلمان وأعضاء المجلس البلدي، ومحافظ بيت لحم اللواء جبرين البكري، ووزير خارجية مالطا، ووزيرة السياحة والآثار رولا معايعة، وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حنا عميرة، ومستشار الرئيس م. زياد البندك، وقائد منطقة بيت لحم العميد الركن سعيد النجار، وقائد شرطة محافظة بيت لحم العقيد حقوقي علاء الشلبي، والنائبان فايز السقا ومحمد اللحام، بالإضافة إلى أبناء الرعية والآباء الفرنسيسكان ورؤساء وممثلي الكنائس، وعدد كبير من ممثلي المؤسسات والشخصيات الاعتبارية، ووجهاء المدينة وآلاف الفلسطينيين والسياح الأجانب المشاركين في احتفالات الميلاد، من فلسطين التاريخية والكثير من دول العالم.

وبعد مصافحة مستقبليه توجه الموكب البطريركي، برفقة رئيس البلدية ومحافظ بيت لحم وقائد الأمن الوطني وقائد الشرطة ورجال الدين والكهنة وسط قرع أجراس الكنائس وترانيم الميلاد إلى كنيسة المهد. واستقبل داخل الكنيسة من قبل الوكيل البطريركي للروم الأرثوذكس رئيس أساقفة نهر الأردن ثيوفيليكتوس، والارشمندريت خات الأرمن الأرثوذكسي، ورئيس دير اللاتين الأب ارتيميو فيتورس، بعدها ترأسَ صلاة خاصة.

وترأس سيادته صلاة خاصة والدورة التقليدية  إلى مغارة المهد وقرعت الأجراس معلنة بدء الاحتفالات الميلادية، وفي الساعة الحادية عشرة وعشرة دقائق مساء يوم الأحد  بدأ الاحتفال بالفرض الإلهي الذي ترأسه المدبر الرسولي المطران بيير باتيستا بيتسيبالا  وعاونه حارس الأراضي المقدسة الأب فرانشيسكو باتون ولفيف من المطارنة ورؤساء الأساقفة والكهنة ورجال الاكليريوس، وفي الساعة الثانية بعد منتصف الليل ترأس سيادته الدورة التقليدية للمغارة، وعاونه النائب البطريركي في القدس وفلسطين المطران وليم الشوملي، حيث استمرت الصلاة حتى ساعات الفجر.

وقد حضر الرئيس محمود عباس أبو مازن رئيس دولة فلسطين  ودولة رئيس الوزراء الدكتور رامي الحمدالله وعدد من الوزراء  وكبار المسؤولين في السلطة الوطنية الفلسطينية وقناصل الدول الأجنبية قداس منتصف الليل. وكان موكب المدبر الرسولي المطران بيتسيبالا  لبطريركية القدس للاتين انطلق من ديوان البطريركية الكائن في باب الخليل في الساعة الحادية عشر والنصف من قبل ظهر غد  يرافقه  كبار المطارنة والكهنة وكاهن رعية اللاتين الأب  نيروان البناء  ومختار اللاتين يعقوب عامر وممثلو ووجهاء المؤسسات والجمعيات اللاتينية في القدس ووجهاء الرعية في رتل من السيارات عبر طريق القدس.

وعند وصول الموكب أمام دير مار الياس كان في استقباله رئيس بلدية بيت جالا نقولا خميس  وأعضاء المجلس البلدي  والأب حنا سالم كاهن رعية اللاتين في بيت جالا وكهنة وممثلي مؤسسات بيت جالا ووجهاء المنطقة، والأب إبراهيم فلتس عضو المجلس الاستشاري لحراسة الأراضي المقدسة منسق شؤون المراسم والاحتفالات الدينية ممثل الحراسة لدى السلطة الوطنية الفلسطينية  ووجهاء من رعية اللاتين بيت لحم .

وبعد مصافحة مستقبليه واصل الموكب مسيرته إلى قبة راحيل، ومن ثم سار الموكب عبر البوابة التي تقيمها قوات الاحتلال في جدار الضم والتوسع شمال مدينة بيت لحم، حيث كان في استقباله والوفد المرافق له كاهن رعية اللاتين الأب رامي عساكرية  ونائب رئيس بلدية بيت لحم حنا حنانيا ورئيس بلدية بيت ساحور جهاد خير وكاهن رعية اللاتين في بيت ساحور الأب الياس تبان  ورؤساء  وأعضاء وممثلي  المؤسسات والجمعيات والراهبات وأبناء الرعية وبعد مصافحة مستقبليه يتابع الموكب سيره.

وعند فندق برادايس تقدم الموكب الدراجات النارية  لشرطة المرور الفلسطينية، وعند مفرق دوار  مؤسسة العمل الكاثوليكي تقدم الموكب الفرق الكشفية المشاركة من مختلف إنحاء فلسطين وعددها 22 فرقة ضمت ما يزيد عن 3000 فردا كشفيا،  بقيادة مجموعة كشافة تراسنطا بيت لحم في استعراض كبير عزفت خلاله ألحانها الوطنية والدينية عبر شارع راس افطيس وشارع النجمة.

وفي هذا السياق أشار مصدر في وزارة السياحة والآثار الفلسطينية الفلسطينية  أن عدد الحجاج المسيحيين والقادمين إلى بيت لحم فاق السنوات الماضية، إذ وصل العدد إلى 2.7 مليون مقارنة بالعام الماضي حيث وصل العدد إلى 2.3، وهو ما يعني أن الحركة والأنشطة السياحية عموما في الأراضي الفلسطينية في تزايد.

وتابعت أن الزيادة هذا العام نتيجة التعاطف العربي والدولي مع القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني رغم المواجهات ومحاولات الاحتلال لتشويه سمعة الفلسطينيين وأن الأراض الفلسطينية غير آمنة.