عناصر من الاحتلال الصهيوني

أعدمت قوات الاحتلال، اليوم الأربعاء، المئات من أشجار الزيتون ودمرت مساحات واسعة من الأراضي الزراعية في قرية بردلا بالأغوار الشمالية، وذلك بعد ساعات من تهديدات أطلقها ما يسمى الارتباط الإسرائيلي تقضي بتدمير حقول الزيتون وعدد من المزارع.

وقال مسؤول ملف الاستيطان في محافظة طوباس والأغوار الشمالية معتز بشارات "إن قوات كبيرة من جيش الاحتلال، اقتحمت القرية، فجرا، ونفذت مجزرة بحق أشجار الزيتون والتي اقتلعت ما لا يقل عن 300 شجرة منها، ودمرت مساحات واسعة من الأراضي الزراعية وشبكات الري، إلى مساحات مزروعة بالخضار والحبوب".

ولفت بشارات، إلى أن سلطات الاحتلال تتذرع أن تلك الأراضي مصنفة على أنها أملاك للدولة، مؤكدا أنها أراض خاصة ويملك أصحابها الفلسطينيون أوراقا رسمية تثبت ملكيتهم لها، مؤكدًا أن سلطات الاحتلال تسعى إلى طرد أصحاب تلك الأراضي منها، كمقدمة للاستيلاء عليها لصالح مشاريع استيطانية.

وأشار بشارات، إلى أن ضباطا مما يسمى بالارتباط الإسرائيلي أبلغوا المواطنين في القرية، أمس، "ستكون دولة إسرائيل جميعها في بردلا"، وفقًا إلى قول أحد الضباط، حيث ذكر أن ضباط الاحتلال أبلغوا المزارعين أنهم سيقومون بتدمير حقل زيتون مزروع منذ نحو أربع سنوات ويبلغ عدد الأشجار فيه 300 شجرة، وتدمير مزارع أخرى مزروعة بمحصول الخيار تبلغ مساحتها عشرة دونمات، وسبعة دونمات مزروعة بمحصول الذرة.

وبين، أن مساحة الأراضي المهددة بالتدمير اليوم، تبلغ ٣٥ دونما، موضحا، أن الأراضي المستهدفة بالاعتداء تعود لعائلات حسين نمر صوافطة، وإياد عبد الرؤوف صوافطة، وإبراهيم محمد سعيد صوافطة، ونبيل سعيد أبو الشيخ، وبشير محمد سعيد صوافطة، وجهاد نمر حسين صوافطة، وصالح فارس فقها، وأكرم فقها.

وقال عضو مجلس قروي بردلا، ضرار صوافطة "إن ثلاث جرافات إسرائيلية شرعت باقتلاع أشجار الزيتون، وتجريف أراض زراعية منذ ساعات الصباح"، وقالت مصادر محلية في القرية "إن قوات كبيرة من جيش الاحتلال ترافقها ثلاث جرافات عسكرية، اقتحمت أراضي القرية وقامت باقتلاع أشجار الزيتون".

وبينت تلك المصادر، أن أعمار أشجار الزيتون المستهدفة بالاقتلاع والقص من قوات الاحتلال، يتيد عن خمس سنوات، ولم تكتف جرافات الاحتلال باقتلاعها، وإنما أقدمت على تجريف أراضي المواطنين، ومنعت قوات الاحتلال، المواطنين والصحافيين من الوصول إلى الأراضي التي تم تجريفها، فيما تجمع أهالي القرية على بعد مئات الأمتار لمراقبة عمليات التجريف، بعد أن هدد جنود الاحتلال باستخدام القوة لتفريقهم.

وقال خبير الاستيطان والانتهاكات الإسرائيلية في منطقة الأغوار الشمالية عارف دراغمة "إن هذا الاعتداء جاء في الوقت الذي يشن فيه المستوطنون حملات عنصرية في الاستيلاء على آلاف الدونمات من الأراضي في منطقة الأغوار، وزراعتها بالأشجار المثمرة والنخيل".

ودعا دراغمة، المؤسسات الحقوقية والإنسانية للوقوف إلى جانب الفلسطينيين في منطقة الأغوار، وحماية مصادر رزقهم وأملاكهم، ويسكن في منطقة الأغوار، نحو عشرة آلاف مواطن فلسطيني منهم نحو خمسة آلاف في الأغوار الشمالية، في بيوت من الصفيح وخيام، وتمنعهم سلطات الاحتلال من تشييد المنازل، ويعتمدون في حياتهم على تربية المواشي والزراعة.

وتخضع الأغوار الفلسطينية بالكامل للسيطرة العسكرية الإسرائيلية، وتنظر إليها دولة الاحتلال على أنها محمية أمنية واقتصادية، وتقول إنها تريد أن تحتفظ بالوجود الأمني فيها ضمن أي حل مستقبلي محتمل مع الفلسطينيين.