مقاتل عراقي يلتقط صورا لقصر البغدادي المترامي الأطراف في الصحراء

ذكرت تقارير صحافية، أنه تم العثور على قصر لزعيم تنظيم "داعش" أبو بكر البغدادي في الصحراء المترامية الأطراف في منطقة مهجورة وسط مزاعم بأنه لا يزال هاربا  وعلى قيد الحياة، ونُشرت صورة للقصر في منطقة منبج في سورية على الانترنت، من مقاتل عراقي يدعى سردار محمود، وتظهر في صورته "سيلفي" حمام سباحة وحديقة حيوان بها عدد من الجمال والخيول، كما تبين الصورة مدى إحاطة القصر بجدران و حوائط، فيما تم أزيلت المياه من حوض السباحة، ويمكن مشاهدة الحيوانات تتجول في الخلفية.

وبحسب صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، فقد صور محمود نفسه على سطح القصر ، وكتب تعليق: "تلاحظون الإبل وعدد قليل من الخيول، فالبغدادي لديه حديقة حيوانات"، وقال إن البغدادي موجود في مدينة الموصل العراقية، على الرغم من وجود تقارير سابقة عن مقتل البغدادي، الذي يعد العقل المدبر للتنظيم. 

ويبدو محمود مخلصا إلى "وحدة حماية الشعب"، وهي جماعة كردية أُنشئت لمحاربة "داعش" في شمال سورية والعراق، وينشر محمود بانتظام صورا من جبهة القتال، بما في ذلك الأسلحة التي استولوا عليها من الجماعة المتطرفة والأنفاق التي يستخدمها البلطجية للتخفي والهروب من الوحدات الكردية المتقدمة والضربات الجوية، 

واستولى مقاتلوا الوحدات الكردية على قصر البغدادي منذ فراره بعد إصابته بجروح خلال غارة جوية على مدينة الرقة في سوري، وظهرت تقارير في الأسبوع الماضي تفيد بأن البغدادي، 44 عاما، قتل في هجوم أميركي، إلا أن هناك تقارير أخرى سابقة تفيد بأن ما تردد حول مقتل أو إصابة البغدادي، الذي أعلن نفسه خليفة للمسلمين جميعا منذ عامين، ربما تكون غير صحيحة.


وذكر موقع "أبنا 24" أن البغدادي قُتل صباح يوم الأحد الماضي في غارة جوية في سورية، ومع ذلك ليس هناك أي تأكيد لوفاته من قوات التحالف الأخرى، التي تستهدف المجموعات المتطرفة في سورية والعراق والولايات المتحدة ، وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية لـ"ديلي ميل"، إنهم لم يكونوا على علم بمقتل أي "أهداف ذات قيمة عالية". 

ووُلد البغدادي باسم إبراهيم عواد إبراهيم البدري،  عام 1971 في مدينة سامراء، باللعراق، لعائلة سنية الطبقة المتوسطة الدنيا. وزعمت قبيلته أنه من سلالة النبي محمد، وفي شبابه، كان البغدادي مراقب  دقيق للقانون الديني، ويمكن أن يقرأ القرآن من الغلاف إلى الغلاف، ثم انتقل إلى قيادة أسوأ مجموعة متطرّفة سيئة السمعة، و شنت هجوما مقزز في جميع أنحاء سورية والعراق، لكنه ما زال مستمرا بالبعد عن هالة الأضواء والبقاء في حالة غموض لافتقاره للظهور العلني، ولا تزال هناك مكافأة  10 مليون دولار  لرأسه، وهذا الموقف متناقض بشكل مباشر مع أسامة بن لادن، الذي ظهر بانتظام في أشرطة الفيديو التي روجت رسائل الكراهية، و كان معروفا على نطاق دولي حتى قبل وقت طويل من هجمات 11 سبتمبر. وجاء ظهور البغدادي الوحيد خلال شريط فيديو دعائي، في الصيف الماضي، عندما ألقى خطبة في مسجد في مدينة الموصل بشمال العراق.

وجاء الفيديو، الذي ظهر فيه ما يُعتقد أنه "البغدادي" ذو لحية سوداء ورمادية، ويرتدي عباءة سوداء وعمامة مطابقة، بعد استيلاء التنظيم على ثاني أكبر مدينة في العراق، وهي لحظة مرعبة سلطت الضوء على مدى سرعة هذه الجماعة الإرهابية في احتلال الأرض، وتشير تقرير للمخابرات العراقية إلى أن البغدادي، الحاصل على الدكتوراه في الدراسات الإسلامية وكان أستاذا في جامعة تكريت، إنه متزوج أيضا من امرأة ثانية، وكان معه ابن آخر، ويبدو أن البغدادي انضم الى التمرد، الذي اندلع بعد غزو العراق عام 2003 بقيادة الولايات المتحدة، و قضى وقتا في السجن العسكري الأمريكي في جنوب البلاد، لكنه لم يبايع زعيم تنظيم "القاعدة" أيمن الظواهري، الذي حث "داعش" على التركيز على العراق و ترك سورية إلى  "جبهة النصرة".

وتحدى البغدادي ومقاتليه علنا ​​زعيم تنظيم "القاعدة"، مما دفع بعض المعلقين إلى الاعتقاد بأنه يحتل حاليا أعلى مكانة بين العديد من المسلحين الاسلاميين،  وعلاوة على عدم اليقين المحيطة من هويته الحقيقية، وعدم معرفة مكانه أيضا، فإن هناك تقارير غير مؤكدة عن وجوده في الرقة، معقل "داعش" في سورية، وفي العام الماضي، تم الإبلاغ عن إصابة البغدادي عدة مرات، كما نُشر تقريرين عن إصابة البغدادي في الغارات الجوية، لكنها بدت غير دقيقة. كما نجا أيضا من القتل في ديسمبر/ كانون الاول عندما هاجمت الطائرات الامريكية قافلة من سيارتين في ضواحي الموصل.