الصواريخ الإيرانية

كشفت مواقع ومعاهد دراسات إستراتيجية دولية عن شكوك تساور التحالف الدولي من إقدام إيران على تطوير منظومة الصواريخ لديها بشكل خطير مستفيدة من غطاء الاتفاق النووي مع الولايات المتحدة الأميركية والمجموعة الدولية. وتصاعدت هذه المخاوف التي تشاركت فيها دول الخليج العربي بعدما كشف الحرس الثوري الإيراني عن مواقع للصواريخ في معظم الجبال الإيرانية وبعضها لا يبعد عن مكة المكرمة أكثر من 400 كيلومتر.

ويعتقد موقع "بيزنس إنسايدر" أنّ إيران تملك أوسع مروحة من الصواريخ الإستراتيجية في الشرق الأوسط، وهي تنتج صواريخ باليستيّة قصيرة ومتوسّطة المدى، بالإضافة إلى صواريخ أخرى بعيدة المدى من بينها صواريخ كروز.

وتدخل هذه الصواريخ في صلب العقيدة الحربيّة لإيران حيث تهدف من خلالها إلى ضرب معنويّات الخصم بالإضافة إلى منشآته العسكريّة الحسّاسة. وتؤمّن لها أيضًا مرونة كبيرة وردّ فعل سريعًا على أيّ هجوم محتمل ضدّ أراضيها.
ويقدّر الموقع نفسه حيازة إيران لحوالي 800 صاروخ باليتسي قصير أو متوسّط المدى. من بينها صواريخ شهاب-1 ومداه 300 كيلومتر شهاب2 (500 كيلومتر) شهاب- 3 (1000-1300 كيلومتر) وقادر(1500-2000 كيلومتر).

وتستطيع كل هذه الصواريخ استهداف السفن الأميركية في الخليج العربي بينما يستطيع النوعان الأخيران الوصول إلى الداخل الإسرائيلي. ويمكن لسجّيل-2 أن يغطّي مسافة تصل إلى 2000 كيلومتر ما يعني الوصول إلى الجنوب الشرقي من أوروبّا لكنّ الموقع يستبعد أن يكون في الخدمة حاليًا لعدم جاهزيّته.

ويلقي "مركز الدراسات الإستراتيجية والدوليّة" الضوء في دراسة أصدرها في تشرين الأول/ أكتوبر عام 2014 على صواريخ ذات مدى أكثر بعدًا مثل صواريخ شهاب-5 وشهاب-6 والتي يتراوح مداها بين 3000 و5000 كيلومتر.

ونقلت الدراسة عن وزير الدفاع الإسرائيلي السابق إيهود باراك قوله:" الصواريخ الإيرانية ستصبح أكثر دقّة مع الوقت وخلال خمس سنوات، ستسمح دقّتها بإتاحة الخيار أمامهم في استهداف أيّ مبنى إسرائيلي يريدون".
ويعتبر المركز أنّ هذه القدرات ستسمح للإيرانيين بالدخول في حروب ترهيب نفسيّة وسياسيّة.

وكتب الباحث في الشؤون الأمنية للخليج العربي والمحيط الهندي شهريار باسانديده في مجلّة "وورلد بوليتيكس ريفيو" مقالًا بعنوان: "القوى الصاروخيّة الإيرانيّة تزداد مجالًا ودقّة وفتكًا". يلاحظ باسانديده أنّ البرنامج الصاروخي لإيران شفّاف نسبيًّا، ومع ذلك حصدت التحسّنات الملحوظة التي طرأت على ذاك البرنامج اهتماما غربيًّا أقلّ بكثير من الاهتمامات بشأن برنامجها النووي. ويضيف قائلًا:"الغرب يفترض أنّ إيران، على عكس كوريا_الشماليّة، لا تريد صاروخًا باليستيًّا عابرًا للقارات، لكنّها عوضًا عن ذلك، تسعى إلى صواريخ فعّالة أكثر كي تستخدمها ضدّ إسرائيل أو ضدّ الخليج العربي".

ويعتبر أنّ معظم صواريخها غير دقيق عند استخدامه لضرب قواعد عسكريّة محدّدة و"لذلك اعتبرها محلّلون كثر أنّها أسلحة رعب أفضل استخدام لها يكمن في توجيهها ضد أماكن سكنيّة كثيفة". لكن مع صواريخ فاتح-110 تبدّل الأمر خصوصًا بالنسبة للجيل الرابع من هذه الصواريخ التي يصل مداها إلى 300 كيلومتر تقريبًا. ويستطيع هذا الصاروخ أن يصيب المنطقة التي يقع فيها الهدف ضمن شعاع يبلغ حوالي 100 متر.

وقامت إيران بتطوير الرؤوس الحربيّة خصّيصًا لتحسين دقّة صواريخ شهاب كما قال الكاتب الذي تطرّق أيضًا إلى صاروخ عماد معتبرًا أنّه الأول من نوعه لجهة كونه صاروخًا بعيد المدى (أكثر من 1500 كيلومتر تقريبًا) وموجّهًا بدقّة بفضل رأسه الحربي المتطوّر. وحسّنت الجمهوريّة الإسلامية تصميم الرؤوس الحربيّة كي تصبح غير أحاديّة بحيث تصير الصواريخ معها أكثر فتكًا.