عناصر من وحدات حماية الشعب الكردي

هاجمت وحدات الحماية الكردية أحد السجون في القامشلي لتزداد الأوضاع شرق البلاد توترا وتعقيدا منذ إعلان "فيدرالية شمال سورية" في 17 آذار / مارس الماضي، في حين أنجزت الأمم المتحدة والهلال الأحمر السوري اليوم، صفقة تبادل 500 مواطنا بين القوات الحكومية وحلفائها من جهة، وبين فصائل المعارضة من جهة ثانية. وتحدث مصدر خاص لموقع "فلسطين اليوم" إن مقاتلي الوحدات الكردية والاسايش "قوات الشرطة الكردية" هاجمت ظهر اليوم الاربعاء سجن علايا في مدينة القامشلي وقتلوا ضابطا برتبة نقيب من الشرطة السورية، إضافة إلى عنصرين من الأمن في محاولة للسيطرة على مايسمى المربع الامني في المدينة الذي تتواجد فيه فروع الأمن التابعة للحكومة السورية.
 
واضاف المصدر أن المقاتلين الأكراد فشلوا في السيطرة على المربع الأمني حيث دارت اشتباكات عنيفة بين الطرفين سقط خلالها قتلى وجرحى بين المدنيين كما قتل اثنان من الاسايش وجرح 3 آخرين.
 
وفي ريف دمشق تم تنفيذ صفقة بإشراف الأمم المتحدة والهلال الأحمر السورية قضت بإخراج نحو 500 شخص من بلدتي كفريا والفوعة في ريف إدلب والزبداني ومضايا في إطار اتفاقية المدن الأربع التي تم التوصل إليها في أيلول الماضي.
 
وتحدثت مصادر من بلدة مضايا لموقع "فلسطين اليوم" إن الذين تم إخراجهم من البلدة غالبيتهم من الأطفال والنساء إضافة إلى عدد من المسلحين بينما تم إخراج 17 مسلحا من مدينة الزبداني.
 
وحصل موقع "فلسطين اليوم" على وثيقة عن عدد الأشخاص الذين شملتهم الصفقة  ووجهتهم حيث تم إخراج 189 شخصا من الفوعة و 53 شخصا من كفريا وتم نقلهم إلى مدينة اللاذقية في حين تم إخراج 17 شخصا من الزبداني ونقلهم بواسطة حافلات إلى إدلي و223 شخصا من مضايا تم نقل 71 منهم إلى دمشق والباقي إلى إدلب.
وأكدت المصادر تعرض سيارات من الهلال الأحمر السوري لإطلاق نار داخل بلدة مضايا دون وقوع إصابات بين متطوعي المنظمة.
 
ونفذت طائرات حربية سورية غارتين على مناطق في بلدة حزرما وغارة اخرى على مناطق في بلدة اوتايا بالغوطة الشرقية، ولم ترد معلومات عن إصابات.
في هذه الأثناء نفى الجيش السوري مسؤوليته عن وقوع مجزرة راح ضحيتها 44 شخصا في سوقين شعبيتين في محافظة ادلب في شمال غربي سورية نتيجة استهداف جوي.
 
وذكر مصدر عسكري سوري في تصريح نشرته وسائل الاعلام الحكومية أنه "لا صحة للأنباء التي تناقلتها وسائل الاعلام الشريكة بجريمة سفك الدم السوري يوم امس حول استهداف الطيران السوري مناطق سكنية في ريف ادلب".
 
وقال المصدر إن "وحدات الجيش بمختلف صنوفها لا تستهدف الأحياء السكنية وتنفذ عملياتها في إطار الحرب على الإرهاب التكفيري بدقة بناء على معلومات استخباراتية حول أوكار الإرهابيين ومناطق انتشارهم".
 
إلى ذلك أفادت مصادر أمنية أن حصيلة القتلى المدنيين الذين سقطوا في قصف جوي الثلاثاء أن 37 شخصاً، بينهم طفلان، قتلوا بقصف طاول سوقاً للخضار في مدينة معرة النعمان وحدها، وسقط سبعة آخرون في غارات استهدفت سوقاً للسمك في كفرنبل.
 
وأشارت الى ان عدد القتلى مرشح للازدياد نتيجة وجود جرحى. كما قتل وجرح آخرون في قصف على الغوطة الشرقية لدمشق. واعتبر "الائتلاف الوطني السوري" المعارض، المتحالف مع "الهيئة التفاوضية العليا"، بأن هذه الغارات تصعيد خطير.
 
ورجحت مصادر طبية سورية ارتفاع عدد القتلى جراء المجزرة التي نفذتها الطائرات الحربية في معرة النعمان في ريف إدلب، نظرًا إلى وجود جرحى بحالات خطرة ووجود أشلاء ومعلومات عن قتلى آخرين، فيما قصفت القوات الحكومية بالقذائف الصاروخية مناطق في عدة قرى في ريف جسر الشغور في ريف إدلب الغربي، كذلك قصف الطيران المروحي مناطق في قرية عابدين في ريف إدلب الجنوبي، ما أدى لإصابة عدة أشخاص بجراح.
 
وفي دير الزور تلقت القوات الحكومية السورية خسائر كبيرة بعدما سيطر تنظيم "داعش" على حي الصناعة وسط المدينة واصبح على مقربة من المطار العسكري. وذكرت مصادر من دير الزور أنه تدور اشتباكات حاليا يرافقها قصف من طائرات حربية عند "أطراف حي الطحطوح الذي يفصل بين حيي الصناعة وهرابش القريب من المطار".
 
وتحدث مصدر عسكري سوري عن مقتل العشرات من مسلحي تنظيم "داعش" في غارات للطيران الحربي شرق مطار دير الزور وقرية البغيلية في الريف الغربي.
 
وقصف الطيران المروحي مناطق في قرية القصابية في ريف حماة الغربي، بينما استهدفت الفصائل المقاتلة والإسلامية مناطق في قرية النهر البارد ومحيط قرية العبر في سهل الغاب في ريف حماة الشمالي الغربي، ما أدى إلى إصابة 3 أشخاص بجراح، فيما قصف الطيران الحربي مناطق في قرى سروج وسجافي وأبو عجوة والمعكر والمصيطبة والملولح وجناة الصوارنة في ريف حماة الشرقي، ما أدى إلى مقتل شقيقين اثنين ومعلومات عن مقتل والدتهم بالإضافة إلى سقوط عدد من الجرحى في قرية المصيطبة, ودارت اشتباكات بين قوات سورية الديمقراطية، وتنظيم "داعش" جنوب بلدة سلوك في ريف الرقة الشمالي الشرقي، ومعلومات عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين.
 
وفي حلب قال مصدر عسكري سوري إن القوات الحكومية "دمرت آليات ومقرات لتنظيم "جبهة النصرة" في قرى اورم الصغرى وكفرعمة وزيتان وبيانون".واضاف المصدر إن القوات الحكومية قصفت بؤرا لتنظيم "داعش" في قرية ابو جبار في ناحية كويرس بريف المحافظة الشرقي بينما استهدفت مدفعية القوات الحكومية حي الصالحين وسط مدينة حلب ما أدى إلى سقوط قتلى.
 
ولقيت امرأة مصرعها اثر اصابتها برصاص قناص في حي المشارقة الخاضع لسيطرة القوات الحكومية كما قتل رجلان شقيقان من بلدة عين دقنة إضافة لطفل، جراء قصف طائرات حربية لمنطقة القبر الانكليزي قرب بلدة حريتان بريف حلب الشمالي فيما نفذت طائرات حربية عدة غارات على مناطق في بلدة خان العسل بريف حلب الغربي، بينما تعرضت بلدة بيانون بريف حلب الشمالي، لقصف من قبل القوات الحكومية دون معلومات عن خسائر بشرية.
 
وفي حمص أكدت مصادر ميدانية لموقع "فلسطين اليوم" سيطرة قوات صقور الصحراء الموالية للحكومة على جبل الدرة وتلة المزار ومستودعات المركبات شمال شرق مدينة تدمر في حين قصف الطيران السوري أترال ىليات لتنظيم "داعش" في شمال وشرق المدينة باتجاه بلدة السخنة الواقعة على طريق دير الزور.
 
وفي ريف اللاذقية لا تزال معارك الكر والفر مستمرة بين القوات الحكومية، والفصائل المسلحة وجبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) في عدة محاور في جبلي الأكراد والتركمان في ريف اللاذقية الشمالي، ومعلومات عن المزيد من الخسائر البشرية في صفوف الطرفين.
 
وبالتزامن برز أمس تحذير للرئيس الأميركي باراك اوباما من تعرض سورية الى "التفسخ السريع اذا استمر التصعيد العسكري والجمود السياسي".
 
وقال أوباما إنه أبلغ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في اتصال هاتفي الاثنين، أن "سورية تتفسخ بسرعة أكبر،  وأنه لا يمكنها التحرك إلى الأمام ما لم تتفق آراء الولايات المتحدة وروسيا". وأضاف في مقابلة بثتها قناة "سي بي اس" امس: "لن يخدم هذا مصالح أي منا".
 
وكان المنسق العام لـ "الهيئة" المعارضة رياض حجاب قال أمس: إن المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا عرض ان يأتي خبير شارك في (صياغة) تشكيل هيئة الحكم الانتقالي في بيان جنيف الى الفندق وقلنا له أهلاً وسهلاً، وهو سيقابل زملاءنا القانونيين في الوفد.
 
وإذ جدد الإشارة الى أن "وفد المعارضة  جاء الى جنيف من أجل انتقال سياسي مبني على القرارت الدولية التي تقول جميعها بإنشاء هيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحيات لا مكان فيها للمجرمين وعلى رأسهم بشار الأسد"، شدد حجاب على "اننا لم نأتِ الى جنيف لننتج نظام بشار الأسد بل جئنا لننهي هذا النظام".
 
في موسكو، أكد الكرملين انه "لا يمكن السماح للارهابيين بالسيطرة على مناطق في سورية"، ودعا الى مواصلة المفاوضات في جنيف، بينما حملت موسكو المعارضة مسؤولية تعثر جولة المفاوضات بسبب غلبة متطرفين على الهيئة العليا للتفاوض. وحذر الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف من أن موسكو تأخذ في الاعتبار أن الوضع ليس سهلاً في المسار التفاوضي، لكن لا يمكن ايضاً تجاهل صعوبة الوضع على الأرض او التوقف عن محاربة الارهابيين الذين يسعون للتمدد في مناطق عدة.
 
ودعا إلى متابعة المفاوضات لأن الحوار هو الشرط الأساسي للتسوية. لافتاً الى ان التركيز على ضرورة متابعة الحوار والحفاظ على نظام وقف إطلاق النار، كان جوهر الاتصال الهاتفي بين الرئيسين بوتين وأوباما.