وزارة الخارجية الفلسطينية

أدانت وزارة الخارجية الفلسطينية، الاثنين، اقتحام وزير خارجية الاحتلال الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان ولفيف من عنصر حزبه، الحرم الإبراهيمي الشريف في قلب مدينة الخليل المحتلة، بعد اقتحام المتطرف اليميني بينت الحرم في محاولة لكسب المزيد من أصوات المستوطنين المحتلين قبل إجراء الانتخابات "الإسرائيلية" العامة.

وصرحت الوزارة، خلال بيان لها الاثنين، بأنها تنظر بخطورة بالغة إلى أبعاد ودلالات هذه الاقتحامات المتواصلة للمقدسات الفلسطينية، التي تتجاوز البعد الانتخابي الراهن، إذ يواصل اليمين المتطرف التمسك باحتلال أرض فلسطين، والاستمرار في توسيع البناء الاستيطاني ومصادرة الأراضي وتهويدها بما فيها القدس الشرقية، وإحلال ملايين المستوطنين فيها بدلاً من السكان الأصليين الفلسطينيين.

واعتبرت الوزارة أن ما حدث ويحدث من اقتحامات "ينسجم مع أيديولوجية اليمين المتطرف، ورؤيته لأرض فلسطين، وبما يضمن له أصوات الأعداد المتزايدة من المستوطنين".

وطالبت الوزارة المجتمع الدولي واللجنة الرباعية الدولية ومنظمات الأمم المتحدة المختصة بالتحرك الذي يمليه القانون الدولي من أجل حماية المقدسات الفلسطينية، ودور العبادة في دولة فلسطين، والعمل الجاد من أجل توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني من غطرسة الاحتلال والمستوطنين.

كان ليبرمان اقتحم، الأحد الماضي، الحرم الشريف في مدينة الخليل، وذلك ضمن دعايته الانتخابية سعيًا في الحصول على أصوات المستوطنين هناك.

بدوره، ندد المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية، خطيب المسجد الأقصى المبارك الشيخ محمد حسين، بما أقدم عليه ليبرمان، معتبرًا ما فعله يعود إلى أسباب انتخابية لا تخفى على أحد، ضمن سياسة الاستفزازات التي تهدف إلى استجلاب أصوات الناخبين المتطرفين والمستوطنين.

وأكد أن المسجد الإبراهيمي إسلامي ومكان لصلاة المسلمين وعباداتهم وحدهم، وأن ما يجري فيه من تقسيم وتدنيس إنما هو بفعل الاحتلال وعدوانه، وأن وضع سلطات الاحتلال يدها على المسجد عقب المذبحة المروعة العام 1994، إنما هو انتهاك للقوانين والأعراف والشرائع السماوية التي حرّمت المسّ بأماكن العبادة، وأن سلطات الاحتلال تتحمل عواقب هذه الاستفزازات، إذ إنها تعمل على حمايتها بدلاً من منعها.

وأدان حسين قرار ما يسمى بـ"المحكمة العليا الإسرائيلية" التي قررت السماح للمتطرفين اليهود بأداء الصلوات التوراتية في باحات المسجد الأقصى المبارك، واعتبار هذه الصلوات قانونية، محذرًا من عواقب مواصلة هذه الاستفزازات والانتهاكات لمقدسات تخص مسلمي العالم أجمع، وأن هذه السلطات ما انفكت تعمل على الاعتداء على أماكن العبادة الإسلامية والمسيحية جميعها.