القوى الوطنية والإسلامية في غزة

أجمعت القوى الوطنية والإسلامية في غزة "ما عدا حماس" على رفض قرار الحركة بتوزيع الأراضي الحكومية الذي أصدرته "حماس" خلال الأسابيع الماضية.

وذكرت الفصائل في ختام اجتماع عقدته في مقر الجبهة العربية الفلسطينية في مدينة غزة أنها ترفض بشدة خطوة توزيع الأراضي التي أعلنت عنها "حماس" وطالبتها بالتراجع الفوري عنها لأنها مخالفة للقانون وتزيد من الانقسام.

وطالبت الفصائل، "حماس" بالسماح لحكومة التوافق الوطني بممارسة عملها بحرية ودون أي قيود حتى تستطيع أن تقدم خدماتها للمواطنين بطريقة صحيحة ومعالجة مشاكلهم اليومية. ودعت الفصائل حكومة التوافق إلى العمل على حل مشكلة الموظفين في غزة وتوفير رواتبهم سعيًا إلى حل مشكلة الموظفين الحكوميين بشكل عام.

وكان عدد من رجال الأمن التابعين لحركة "حماس" حاولوا منع عقد الاجتماع الذي دعت له هيئة العمل الوطني قبيل التئامه إلا أنهم فشلوا في ذلك بسبب إصرار منظمي الاجتماع على عقده باعتباره حقًا للفصائل والقوى.

وجرى في المكان نقاش مستفيض حول الاجتماع تم في ختامه الاتفاق مع رجال أمن "حماس" على إزالة اللافتة الرئيسة للاجتماع مقابل السماح بعقد الاجتماع الا أن عناصر الأمن أصروا على حضوره كاملًا. وفي بداية الاجتماع تحدث الدكتور زكريا الأغا منسق هيئة العمل الوطني وعضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" معلنًا رفضه لقرار "حماس" توزيع الأراضي على الموظفين مطالبًا بوقف فوري لهذه العملية والتي بدأت الثلاثاء أولى خطواتها الفعلية على الأرض من خلال بدء تسجيل الموظفين على الموقع الإلكتروني الخاص بتوزيع الأراضي.

وأكد الأغا أن "حماس" لا تمتلك حق توزيع الأراضي لافتًا إلى أن القرار الذي يشكل سابقة خطيرة على المشروع الوطني الفلسطيني سينعكس سلبًا على ملف المصالحة. ونوه إلى أن قرار توزيع الأراضي غير معترف به قانونيًا لأنه لم يصدر عن هيئة قانونية معترف بها مطالبًا حماس بعدم اللجوء إلى سياسة الأمر الواقع. وأشار الأغا إلى أنه مع الحل العادل لمشكلة موظفي غزة منوهًا إلى أهمية ضمان الحق الوظيفي لكل موظف. وتابع: الحل ينبع من قرار وطني تصدره حكومة التوافق الوطني بدعم شعبي وفصائلي. وطالب الأغا بحراك شعبي وفصائلي من أجل الوقوف في وجه قرار توسيع الأراضي والضغط من أجل إلغائه.

وطالب الشيخ خالد البطش القيادي البارز في حركة "الجهاد الإسلامي" في فلسطين، حكومة التوافق الوطني بحل مشكلة موظفي غزة في أسرع وقت ممكن مؤكدًا رفضه قرار حماس بتوزيع الأراضي باعتبارها ملكًا للدولة. ودعا البطش الرئيس محمود عباس إلى عقد اجتماع طارئ للهيئة القيادية العليا لمنظمة التحرير تحضره كل الفصائل لمعالجة كل القضايا العالقة التي يعاني منها الشعب الفلسطيني.