وحدة خاصة لمكافحة التطرف

نشرت المملكة العربية السعودية 100 ألف من أفراد وضباط الأمن من أجل الإشراف على مراسم الحج الإسلامي السنوي على خلفية التهديدات التي يواجهها موسم الحج هذا العام الذي يعد الأكبر في العالم، حيث يقترب عدد الحجاج من ثلاثة ملايين حاج يؤدون مناسك الحج خلال الأيام المقبلة.

وتهدف فريضة الحج إلى تطهير النفس من الخطايا وغرس روح المساواة والإخاء فيما بين المسلمين، فالمسلم القادر يتطلب منه تأدية فريضة الحج مرة واحدة طوال حياته، ولكن ومع وجود مثل هذه الجموع الضخمة فإنه يتوجب الاستعانة بوجود أمني لمواجهة كافة التحديات والتهديدات التي تواجه الحجاج.

وصرَّح اللواء منصور التركي من مقر قوات الأمن التابعة لوزارة الداخلية التي تقوم بتأمين مناسك الحج، بأنهم دائمًا ما يركزون على تأمين مناسك الحج وما قد ينالها من تهديدات، مضيفًا أن السعودية يتم استهدافها من قبل التطرف منذ سنوات وحتى الآن ومن ثم فهم يدركون جيدًا مدى خطورة هذه الجماعات المتطرفة.

ويقع مقر قوات الأمن المسؤولة عن تأمين الحجاج في منى، والتي تبعد بضعة أميال عن المسجد الحرام في مكة المكرمة، ومن بين القوات التي سيتم نشرها للمساعدة في تنظيم الحشود وضمان سلامة الحجاج أعضاء وحدة خاصة لمكافحة التطرف، وشرطة المرور والدفاع المدني التي تشارك في حالات الطوارئ، على أن هذه القوات ستكون مدعومة بقوات إضافية من الجيش والحرس الوطني.

وأوضح اللواء التركي أنَّ هناك غرفة عمليات تضم عشرات الشاشات التي تراقب سير مناسك الحج بعدما تم تثبيت 5 آلاف كاميرا في كل من مكة والمدينة وهما المدينتان اللتان يتوافد عليهما الحجاج، مؤكدًا يقظتهم واستعدادهم للتعامل مع أي موقف طارئ قد يحدث.

وكانت الطوارئ في الدفاع المدني من بين أول المستجيبين لحادث انهيار رافعة في المسجد الحرام والذي وقع في 11 أيلول / سبتمبر الجاري، وأسفر عن مقتل 111 شخصًا وإصابة نحو 400 آخرين ممن جاءوا لأداء فريضة الحج، وأرجعت السلطات أسباب سقوط هذه الرافعة إلى الرياح الشديدة ذلك اليوم فيما انتقدت المقاول لعدم إتباع إجراءات التشغيل.

وأقام كل من الجيش والشرطة في المملكة العربية السعودية عرضًا للقوات يوم الخميس الماضي للتأكد من مدى جاهزية القوات في مواجهة أي هجوم متطرف، بحضور ولي العهد ووزير الداخلية الأمير محمد بن نايف، الذي كان هو نفسه هدفا لهجوم متطرف عام 2009.

ويتزامن الحج لهذا العام مع تصاعد وتيرة التطرف الذي يستهدف المملكة العربية السعودية، ففي شهر أيار/ مايو تعرض مزار للشيعة شرقي المملكة لهجوم متطرف من قبل اثنين من الانتحاريين السعوديين، كما قام انتحاري ثالث بتنفيذ هجوم متطرف في شهر حزيران/ يونيو داخل الكويت.

وأعلنت تنظيم "داعش" مسؤوليته عن الهجوم الأكثر دموية منذ أعوام، يستهدف قوات الأمن في المملكة والذي وقع الشهر الماضي في أبها التي تبعد 350 ميلًا جنوب مكة، ونتج عن ذلك الاعتداء سقوط 15 قتيلًا داخل مسجد في مجمع للشرطة.

وأقرَّ التركي بأن هذا العام شهدت المملكة وقوع أعنف الاعتداءات المتطرفة منذ عام 2003، مشيرًا إلى أن مؤيدي "داعش" داخل المملكة العربية السعودية لا يتعدون كونهم خلايا عنقودية صغيرة أو حتى أفراد مستلهمين من التنظيم والذين يجدون بعضهم البعض عن طريق التواصل عبر الإنترنت.

وشدَّد على أنَّ الحديث عن وجود ولاية لذلك التنظيم داخل المملكة هو أمر لا يرقى إلى مجرد ترويج عبر الإنترنت، لا يستطيعون السيطرة على سنتيمتر واحد في أي مكان في المملكة العربية السعودية.