الرمادي مدينة أشباح

قرّر النواب والوزراء السنة  في العراق مقاطعة جلستي البرلمان والحكومة بدءًا من اليوم  الثلاثاء للاحتجاج على العنف الذي يستهدف المسلمين السنة في بلدة المقدادية شرقي بغداد
وذكرت قناة السومرية  نقلا عن عضو البرلمان بدر الفحل أن إئتلافا من الاعضاء العرب السنة في مجلس النواب إتخذ القرار بعد اجتماع ترأسه رئيس المجلس سالم الجبوري وهو أبرز ممثلي السنة في الحكومة العراقية.
وأثارت تفجيرات إستهدفت الشيعة اعلن تنظيم "داعش" المسؤولية عنها في 11 يناير كانون الثاني في بلدة المقدادية هجمات انتقامية على الطائفة السنية مما أودى بحياة عدد غير معروف من الاشخاص.
ولم تعلن الشرطة حتى الان رقما للضحايا في العنف الذي استهدف السنة في المقدادية. ووفقا لمصادر أمنية قتل ما لا يقل عن 23 شخصا واصيب 51 آخرون في تفجير مزدوج في منطقة يرتادها مقاتلو ميليشيا شيعية  متطرفة في البلدة في 11 كانون الثاني.
وقال الفحل في مقابلة مع السومرية "الكتلة النيابية والوزارية لاتحاد القوى عقدت مساء الإثنين اجتماعا في منزل رئيس مجلس النواب سليم الجبوري لمناقشة أحداث المقدادية والوضع العام للبلاد."
وأضاف قائلا "الاتحاد قرر إنسحاب كتلته الوزارية من جلسة مجلس الوزراء التي تعقد اليوم الثلاثاء.. وكذلك الكتلة النيابية لمجلس النواب بسبب
الاحداث التي حصلت في المقدادية."
وفي مؤتمر صحفي الاحد تحدث الجبوري عن "عمليات إنتقامية تستهدف صحفيين وأناسا أبرياء وأماكن للعبادة" في المقدادية دون ان يذكر مزيدا من
التفاصيل.

وتتواصل المعارك عند أطراف مدينة الرمادي والمناطق القريبة منها بين قوات الجيش العراقي وتنظيم "داعش" المتطرف الذي كان سيطر عليها في مايو أيار واستعادها الجيش العراقي الشهر الماضي بعد حصار دام ستة أشهر.

واعتبرت بغداد وواشنطن استعادة الرمادي أوّل نصر كبير للجيش العراقي الذي تدعمه الولايات المتحدة منذ انهياره في مواجهة اجتياح التنظيم المتشدد لشمال وغرب البلاد في منتصف عام 2014 لكن تكتيكات الأرض المحروقة التي استخدمها الجانبان حوّلت الرمادي الى مدينة أشباح.

وأكد مسؤولون عراقيون إن مئات الغارات الجوية التي شنّت على الرمادي منذ تموز_ يوليو الماضي كان لها دور حاسم في استعادة المدينة. وبعد أكثر من ثلاثة أسابيع على إعلان العراق النصر في أكبر مركز سكاني تتم استعادته من تنظيم "داعش"، مازال دوي القصف الجوي يسمع كل بضع دقائق.

وقبل أن يسيطر تنظيم "داعش" على المنطقة كانت هذه الأراضي الزراعية معقلا لتنظيم القاعدة الذي قاتلته القوات الأمريكية وبعدها القوات العراقية علىمدى سنوات لاستعادتها وقال قائد عسكري نظامي إن المنطقة "بطبيعتها الجغرافية توفّر للإرهابيين بيئة خصبة لاستخدام السيارات الملغومة وتجنب
الغارات الجوية".
وتدوي أصوات طلقات نار بين الحين والآخر ناجمة عن نيران قناصة تابعين للجيش وقوات مكافحة الإرهاب ووحدات خاصة شكلتها الولايات المتحدة بعد غزو عام 2003 ترفع تقاريرها مباشرة إلى رئيس الوزراء.

ودكت غارات جوية عشرات المباني وتحولت المسافة بين طابق وآخر في المباني إلى مجرد طبقة من التراب. وتحمل مئات من هياكل المباني الأخرى آثار أسلحة أصغر لكنها مدمرة كذلك مثل قذائف المورتر والقذائف الصاروخية والبنادق الآلية.