الحرس الثوري

أكد مصدر أمني أنه تم قتل أربعة أعضاء من الحرس الثوري في سورية على مدى العامين الماضيين ينحدرون من بلدة في أصفهان التي لعبت دوراً حاسماً في الحرب بين إيران والعراق، مشيرًا إلى أنّ البلدة تُعتبر تربة خصبة لتجنيد أعضاء "الباسيج"، وهو بمثابة قوات "ميليشيا" بدوام جزئي يديرها الحرس الثوري الإيراني حسب صحيفة "الجارديان".

وأوضح المصدر أنّه الأربعة الذين لقوا حتفهم في سورية على مدى العامين الماضيين، يتحدرون من بلدة "نجف أشرف"، لافتًا إلى أنّ هذه المدينة الإيرانية لعبت دورًا هامًا في تاريخ الجمهورية الإسلامية.

وأضاف أنّ هذه البلدة أيضاً هي مسقط رأس حسين علي منتظري، الذي كان من المفترض أن يعقب آية الله الخميني كزعيم، مشيرًا إلى أنّ البلدة تشتهر حالياً بالبيوت الفاخرة والكثير من المساجد والمراكز الدينية الحسينية.

وأشار إلى أنّ أحدث من تم قتلهم في سورية من أعضاء الحرس الثوري من هذه البلدة هو الملازم الثان علي رضا نوري الذي دُفن في 28 آذار/مارس، وكافيلزاديه الذي قُتل في سورية في ربيع 2013، ودفُن بعد ذلك في النجف في حين محسن حيدري، قُتل في 19 آب/أغسطس عام 2014 بالإضافة إلى قتل موسى كاظمي قرب نهاية صيف 2013 بعد قتال إلى جانب قوات الرئيس بشار الأسد لمدة 15 شهرًا.

وبيّن أنّ "الفرقة المدرعة 8 " تشتهر بدورها في حرب الثمانية أعوام مع العراق، التي قُتل منها 8000 جندي تحت قيادة اللواء أحمد كاظمي، الذي توفي لاحقًا في حادث تحطم طائرة بالقرب من بحيرة أورميا، شمال غرب إيران، في 9 كانون الثاني/ يناير 2006.

ولفت المصدر إلى أنه وعلى الرغم من إصرار القادة العسكريين الإيرانيين بأن دور إيران في سورية هو استشاري بحت، فإنه تم مقتل عشرات من الحرس الثوري والباسيج من جميع أنحاء إيران في سورية خلال الثلاثة أعوام الماضية.

وأبرز أنّ عائلات الجنود الذين قُتلوا نظمت جنازات بالرغم من عدم إصدار المسؤولين المدنيين أو القادة العسكريين عدد محدد للجنود الإيرانيين الذين لقوا حتفهم في سورية، مشيرًا إلى أنه يتم إقامة مراسم الدفن دون تغطية من الصحافة الوطنية.

وأفاد بأن بعض صناع السينما في إيران أنتجوا أفلامًا وثائقية عن بعض القتلى من الباسيج وجنود الحرس الثوري، لافتًا إلى أنّ الحكومة تزعم أن المقاتلين ذهبوا إلى العراق وسورية طوعًا وأنّ الباسيج والحرس الثوري لا يلعبون أي دور في هذا الأمر.