مبيعات الأسلحة

كشف خبراء في مجال الأمن، عن مخاوف حيال استقرار المنطقة في ظل تزايد مبيعات الأسلحة في الشرق الأوسط الذي ينغمس بشكل أعمق في سباق التسليح، حيث يصل المبلغ المتوقع إنفاقه على الأسلحة هذا العام إلى حوالي 18 مليار دولار، وهو أمر قد يؤجج التوتر الخطير والصراع في المنطقة وفقًا لآراء الخبراء.

وصلت مبيعات الأسلحة من قبل الغرب (بما في ذلك الولايات المتحدة وكندا والمملكة المتحدة) لدول الخليج ذات الأغلبية السنية إلى مستويات غير مسبوقة، في حين يبدو أن قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي أعلنه الأسبوع الماضي بإرسال صواريخ مضادة للطائرات لإيران قد يؤدي إلى تسريع احتمالية الانتشار النووي.

 وسجلت مبيعات في المنطقة حوالي 12 مليار دولار أميركي في العام الماضي ومن أكثر المُعدات شيوعًا هي المقاتلات النفاثة والصواريخ والمدرعات والطائرات بدون طيار وطائرات هليكوبتر.

 وكشف وزير الخارجية الفرنسي، لوران فابيوس، الأسبوع الماضي عن تقدم في محادثات بيع طائرات مقاتلة إلى الإمارات العربية المتحدة، واحدة من أكبر مشتري الأسلحة في الشرق الأوسط.

 ويثير استعداد روسيا لزيادة مبيعات الأسلحة لإيران المخاوف من نشوب التوترات بالإضافة إلى وجود النزاعات المشتعلة في سورية والعراق وليبيا واليمن، واستمرار المواجهات في مصر ضد المتطرفين الإسلاميين في سيناء.

 وتواجهان السعودية وإيران أيضًا بسبب الصراع الدائر في اليمن، وعلى الرغم من إعلان الرياض يوم الثلاثاء أنها أوقفت حملة القصف لمدة شهر إلا أن الطائرات واصلت ضرب مواقع للمتمردين الحوثيين القريبة من العاصمة صنعاء.

 وفقًا لصحيفة "نيويورك تايمز"، فإن مسؤولي صناعة الدفاع في الكونغرس قالوا إنهم تلقوا طلبات إضافية من الدول العربية التي تقاتل "داعش" التي ستطلب الأسلحة الجديدة المصنوعة في الولايات المتحدة، بما في ذلك الصواريخ والقنابل لإعادة تخزين مخزونات الأسلحة.

 وقد كشفت التقارير التي نشرتها "أي أتش إس" ومعهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام أن المملكة العربية السعودية أصبحت أكبر مستورد للأسلحة في العالم.

 وتشهد المنطقة تدخلًا في اليمن، بالإضافة إلى دعم طهران لحكومة الرئيس السوري بشار الأسد عن طريق المساعدات العسكرية والأسلحة، ودعم بعض دول الخليج لجماعات متمردة مختلفة، بما في ذلك الجماعات الإسلامية وفقًا لصحيفة الغارديان.

 ودافع الرئيس الروسي عن قرار تزويد إيران بالصواريخ خلال برنامج تلفزيوني في الأسبوع الماضي، واستشهد بحق روسيا في متابعة مبادرات السياسة الخارجية الخاصة بها.

وحذر الخبير في القضايا الأمنية في الشرق الأوسط في جامعة إكستر عمر عاشور، من نوايا التحالف العربي الجديد بقيادة السعودية، حيث يعتقد أن تدخلاته لن تسهم في الاستقرار.

 وأضاف متحدث لصحيفة الغارديان الأسبوع الماضي، "زيادة في مبيعات الأسلحة ستسبب في زعزعة الاستقرار للغاية  حيث معظم التدخلات كانت ضد أهداف ضعيفة مثل استهداف المملكة العربية السعودية للمتمردين في اليمن أو حملة مصر ضد البدو في سيناء" على حد وصفه.

 

وحذر أحد كبار الباحثين في معهد ستوكهولم بيتر ويزمان، من عدم الاهتمام في الحد من التسلح بين الدول في المنطقة وقال "هناك عدم الاستقرار في المنطقة منتشر على عدة مستويات حيث تعاني دول من عدم الاستقرار مثل اليمن وسورية والعراق وهناك عدم استقرار بين إيران ودول الخليج. وسيتم النظر إلى التوسع الهائل للقوات المسلحة في المملكة العربية السعودية والإمارات وقطر باعتباره تهديدًا واضحًا لإيران".