جانب من آثار الضربات الروسية في سورية

أطلقت روسيا عملية عسكرية جوية تستهدف مقاتلي "داعش" في سورية، والتي تسببت في مقتل 12 متطرفًا منهم حتى الآن.

وأوضحت وزارة الدفاع الروسية أنها أطلقت ضرباتها الجوية ضد معسكرات تدريب "داعش" بالقرب من معدن جديد، والتي تبعد 45 ميلًا عن مدينة الرقة.

وقصفت الطائرات الحربية في اليوم الثالث على التوالي للضربات الجوية الروسية، مناطق تحت سيطرة جماعات المتمردين، متسببة في رد غاضب من الغرب.

وغرّد مسلحو "داعش" على موقع "تويتر" قائلين: "الموت لبوتين، سوف نأتي إليكم قريبًا"، في وقت وصول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى فرنسا من أجل مباحثات مع نظيره الفرنسي فرانسوا هولاند في باريس، مما أثار تساؤلات حول من تحاول موسكو استهدافه في سورية.

وابتسم الزعيمان أثناء مصافحة أحدهما للآخر أمام قصر الإليزيه، حيث تدور المباحثات والتي تتناول الصراع في سورية، قبل اجتماع رباعي بحضور ألمانيا حول الأزمة في أوكرانيا.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، بأن الضربات الأخيرة قتلت على الأقل 10 مقاتلين من "داعش" الخميس الماضي على الحدود الغربية للرقة، وبالقرب من مطار طبقة العسكري، وأضاف أن جثثهم نقلت إلى مستشفى المحافظة.

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية الجمعة، أن طائراتها الحربية نفذت 18 عملية نوعية على 12 موقعًا تحت سيطرة "داعش" في سورية منذ الخميس، على الرغم من أن بعض من تلك المناطق كانت تحت النزاع من قبل مدنيين من المعارضة السورية.

وأضافت أن الغارات الروسية دمرت مكتب للقيادة ومركز للاتصالات مملوك لـ "داعش" في دارت العزة شمال محافظة حلب، إلى جانب مخابئ ومخازن أسلحة في معرة النعمان وحبيت في شمال محافظة إدلب، إلى جانب مركز قيادة "داعش" في كفر زيتا في محافظة حماة المركزية.

وأكد مصدر عسكري سوري، أن الضربات الجوية الروسية استهدفت الجمعة مدينة مسيحية قديمة في محافظة حمص، تدعى القريتين، والتي سيطر عليها "داعش" في آب / أغسطس الماضي.

وعلى الرغم من أن محادثات باريس كانت في الأصل لمناقشة أزمة الكرملين، إلا أن تدخل موسكو المفاجئ في سورية جعلها محور المحادثات.

وحذّر العسكري الروسي أليكسي بوشكوف، بوتين قبيل المحادثات من أن الضربات الجوية سوف تستمر لمدة من 3-4 شهور وسوف تتزايد حدتها.

وبيّن بوشكوف أن أكثر من 2500 ضربة جوية التي قام بها التحالف المرؤوس بالولايات المتحدة في سورية فشل في تحقيق ضرر حقيقي على مقاتلي "داعش"، ولكن الحملة الروسية قد تكون أكثر فاعلية.

وأضاف: "أعتقد أن التكثيف مهم للغاية، فتحالف الولايات المتحدة تظاهر بأنه يقصف داعش لمدة عام بدون نتيجة، فإذا فعلت الأمر بمزيد من التركيز والكثافة سوف يؤتي ثماره".

وأفاد المرصد السوري سابقًا، بأن طفلين مدنيين سوريين هما آخر ضحايا الضربات الجوية الروسية، والتي قتلت حوالي 36 مدنيًا، فيم اتهم جنرال أميركي موسكو باستخدام قنابل عنقودية غير موجهة والتي قد تمحي مناطق في حجم ملعب كرة قدم في هجومها على بعض الجماعات المتمردة.

وأصابت الضربات الأخيرة منطقة جبل الزاوية، تحت إمرة "القاعدة" وبعض الجماعات الإسلامية، واتهمت جماعة المعارضة السورية الرئيسية موسكو بقتل 36 مدنيًا في حمص الأربعاء، في ظل نفي الكرملين لأي من تلك الادعاءات.

وصرًح نائب رئيس الأركان للمخابرات والمراقبة للقوات الجوية الأميركية، بأن الروس ألقوا قنابل عنقودية، أو ما يسمى القنابل الغبية، والتي تفتقد إلى التوجيه، مما قد يقتل أبرياء من المدنيين، والذي قد يجلب المزيد من التطرف دون قصد، وجاءت تعليقاته في ظل فيديوهات أطلقتها وزارة الدفاع الروسية تستخدم فيه ما يبدو أنه قنابل عنقودية، وهو ما أكده المتحدث الرسمي باسم البيت الأبيض.

ودعت تركيا وحليفتها الولايات المتحدة روسيا إلى وقف عملياتها العسكرية على المعارضة السورية والتركيز على محاربة المسلحين المتطرفين، معربتين عن عميق قلقهما من هجمات موسكو.

وفي بيان مشترك، أعلنت الولايات المتحدة، بريطانيا، فرنسا، ألمانيا وتركيا أن تحركات روسيا تحتوي على تصعيد مستمر للأزمة في سورية، وأنها قد تكون السبب في موجة تطرف جديدة.

وزعم مصدر لبناني، بأن هناك قوات إيرانية أرضية دخلت إلى سورية لدعم حكومة بشار الأسد، في علامة إلى أن ذلك الصراع الإقليمي تحول إلى صراع عالمي.

وأضاف المصدر، أن القوات الإيرانية كلها من العساكر والضباط وليس مستشارين، أي أنهم مئات من المسلحين ينضمون إلى المعركة، وقابلين للزيادة، مدعومين بالضربات الجوية الروسية التي تقصف معسكرات للمتمردين السوريين المدربين من قبل "السي آي إيه".