غارات الاحتلال

في سابقة هي الأولى من نوعها منذ انتهاء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، استيقظ سكان مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة على أصوات انفجارات ناجمة عن غارتين شنتهما طائرات الاحتلال الإسرائيلية على أحد المواقع التابعة للمقاومة شرق محافظة خان يونس، لم تسفرا عن أي إصابات أو أضرار, حسب وزارة الصحة.

وتأتي الغارتان بعد إطلاق قذيفة صباح الجمعة، من قطاع غزة باتجاه المجلس الإقليمي اشكول، حسب مزاعم الاحتلال، دون أن تعلن أي من الفصائل الفلسطينية مسؤوليتها، ويُعد هذا القصف الأول من نوعه تجاه أهداف للمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة منذ نهاية العدوان الإسرائيلي في السادس والعشرين من آب/ أغسطس الماضي.

ويرى المحلل السياسي هاني البسوس أنَّ القصف الإسرائيلي يأتي في إطار عملية رد الفعل فقط ولا يمكن أن يتعداه، مبينًا أنَّ الاحتلال أراد أن يرسل رسالة إلى الفصائل الفلسطينية وإلى حركة "حماس" خصوصًا، أنَّ أي أعمال على حدودها ستواجه برد قاس من قبلها.

وشدَّد البسوس على أنَّه لا يمكن للاحتلال أن يدخل في الوقت الحالي في موجة صراع جديدة مع القطاع لأنها على أبواب انتخابات، مبينًا أنَّه على الرغم على كون القذيفة المطلقة مجهولة الهوية إلا أنَّ الاحتلال دائمًا يبادر لتحميل "حماس" المسؤولية، مشيرًا إلى أنَّ الأوضاع السياسية الراهنة والأمنية غير مواتية للتصعيد بالإضافة إلى أنَّ الفصائل غير معنية بالدخول في عميلة جديدة.

ومن جهتها، حذرت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" الاحتلال الإسرائيلي من تكرار حماقاته في غزة بعد قصفه الليلة لأحد المواقع جنوب القطاع.
وصرّحت الحركة في بيان وصل "العرب اليوم" نسخة عنه صباح السبت, بأنَّ قصف الاحتلال بمثابة تصعيد خطير في ظل التهدئة المبرمة بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي، ودعت "حماس" المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته تجاه العدوان الإسرائيلي المتواصل بحق الفلسطينيين.

ومن جهته أكد القيادي البارز في حركة "الجهاد الإسلامي" خضر حبيب، أنَّ فصائل المقاومة ستبحث الرد على التصعيد الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة والخروقات الجديدة لاتفاق التهدئة الذي تم توقيعه في العاصمة المصرية.

وأضاف حبيب في تصريح صحافي إنَّ الاحتلال يسعى بالخروقات المتواصلة لاتفاق التهدئة، إلى أن يكون الدم الفلسطيني ثمنًا لارتفاع شعبية رئيس الحكومة الحالي بنيامين نتنياهو استعدادًا للانتخابات المقبلة، موضحًا "هناك نوايا سيئة لدى الاحتلال تجاه قطاع غزة والفصائل ستدرس التصعيد الأخير وسيكون لها حق الرد".

وكانت طائرات الاحتلال شنت  في الساعة الأولى من صباح السبت غارتين منفصلتين في محررة "حطين" شمال غرب مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة دون الحديث عن وقوع إصابات، ودعت كتائب "المقاومة الوطنية"، لاجتماع عاجل لبحث الرد على القصف الإسرائيلي.

وأكدت الكتائب، أنَّ قصف الاحتلال لمواقع المقاومة في قطاع غزة واستمرار خروقات الاحتلال وتنصلاته لاتفاق التهدئة، يدفع بالتفكير بشكل جدي لأن نكون في حل من الاتفاق والعودة إلى التصعيد في وجه الاحتلال دفاعًا عن أبناء شعبنا الفلسطيني

ومن جانبه حذّر القيادي في حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، صلاح البردويل، من أن يكون التصعيد العسكري الإسرائيلي الجديد ضد قطاع غزة واستمرار خروقات التهدئة، جزء من الحملة الانتخابية لرئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

وبيّن البردويل على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، "إنَّ القصف الذي نفذته الطائرات الصهيونية علي أراض زراعية في خان يونس فجر السبت، وإطلاق النار المتقطع تجاه الصيادين والمزارعين الفلسطينيين في غزة، إلى جانب التلاعب في زمن عملية إعادة إعمار القطاع، هو عبث صهيوني باتفاق التهدئة"، على حد تقديره.

وأضاف "الحذر من أن يكون ذلك جزءًا من حملة نتنياهو الانتخابية التي يسعى من خلالها إلى تعويض هزيمته أمام أبطال المقاومة الذين مرغوا أنفه في التراب"، مشدّدًا على ضرورة إعادة دراسة ملف التهدئة، في محاولة لأن "يرتد تخطيط العدو إلى نحره"، وفق تصريحه.