الحرم الإبراهيمي في الخليل

حذرت فصائل فلسطينية من إقدام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، على اقتحام الحرم الإبراهيمي الشريف في مدينة الخليل المحتلة، مؤكدًة أنّه تصعيد خطير من أجل تحقيق مكاسب في الانتخابات الإسرائيلية.

وقال القيادي بحركة المقاومة الإسلامية "حماس" عزت الرشق، إنّ حركته تحذّر المجرم نتنياهو، من مغبّة الإقدام على اقتحام وتدنيس الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل، وتعدّه تصعيدًا خطيرًا لن يسكت عنه الشعب الفلسطيني.

ومن جهتها، حذرت حركة "فتح" على لسان المتحدث باسمها أسامة القواسمي، من التداعيات الخطيرة لزيارة نتنياهو، المزمعة للحرم الإبراهيمي الشريف خلال الأيام المقبلة.

وأكد القواسمي، في بيان صحفي، أنّ الزيارة مرفوضة وستصب الزيت على النار وتدفع إلى تأجيج الأوضاع وتسهم في تحويل الصراع من سياسي إلى ديني، الأمر الذي لا يستطيع أحد التكهن لمعرفة عواقبه الخطيرة إن حدثت.

وقال، إنّ نتنياهو، يشعل آتون الصراعات الدينية ويستغل أماكن العبادة لدعايته الانتخابية، متجاوزًا الخطوط الحمراء كافة، وضاربًا بعرض الحائط المحرمات والأماكن المقدسة، التي طالما طالبنا بتحييدها عن الصراع والحرم الإبراهيمي الشريف هو وقف ومسجد إسلامي خالص، وسندافع عن مقدساتنا كافة ولن نقبل بسياسة الامر الواقع التي تحاول حكومة الإحتلال فرضها.

أما الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، فأكدت على خطورة تداعيات الزيارة المزمعة لنتنياهو، إلى الحرم الابراهيمي، داعية إلى مقاومتها بمختلف الأشكال وبكل قوة لإفشال أهداف الإحتلال العنصرية في استكمال تهويد الحرم الشريف.

وشددت الجبهة على أنّ هذه الخطوة تأتي في سياق حملة الانتخابات الإسرائيلية، كما كانت زيارة "شارون" إلى المسجد الأقصى بالسابق، وتشكّل إمعانًا في العنصرية وفي استخدام الادعاءات الدينية الوهمية سبيلًا للوصول إلى السلطة ودون النظر إلى ما يترتب عليها من نتائج تتحمل مسؤوليتها حكومة الإحتلال.

وختمت الجبهة بالتأكيد على أنّ هذه الخطوة ستزيد من إصرار الشعب على مقاومة الإحتلال حتى رحيله كاملًا عن أرضنا، داعية اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير والسلطة إلى التحرك العاجل مع المؤسسات الدولية لتحميل نتنياهو، وحكومته ما قد يتولّد عن الزيارة المزمعة ولممارسة الضغوط عليها لوقفها.

وكانت مصادر مقربة من نتنياهو، قالت إن رئيس وزراء إسرائيل يسعى لكسب أصوات المستوطنين في انتخابات الكنيست الاسرائيلي، حيث سيقتحم الحرم الإبراهيمي الشريف في مدينة الخليل خلال أيام، ضمن جولة سيقوم بها في الخليل والتجمع الاستيطاني "جوش عتصيون" جنوب بيت لحم.

من جهته، حذر النائب في المجلس التشريعي الدكتور مروان أبو راس، الإحتلال الصهيوني من الحماقة التي قد يرتكبها رئيس وزرائه بنيامين نتنياهو باقتحام المسجد الإبراهيمي في الخليل بغرض الدعاية الانتخابية.

وطالب النائب أبو راس، في تصريح صحفي الثلاثاء، السلطة في رام الله بضرورة إطلاق يد المقاومة في الضفة الغربية للتصدي للإحتلال وعدوانه المستمر على أهلنا هناك، ولجم ممارساته العدوانية المتكررة والتي لا تستثني المقدسات الإسلامية ولا المسيحية.

وقال: إن المراقب لما يفعله العدو الآن في بلادنا ومقدساتنا، بما فيها الأقصى والحرم الإبراهيمي والأماكن المقدسة والمساجد جميعًا، يدرك تمامًا أنّ هذا العدو المجرم يتمادى في إجرامه وتدنيسه بسبب عدم وجود قوة ردع عربية أو إسلامية، مضيفًا أنّ العرب والمسلمين قد غفلوا عن فلسطين والمسجد الأقصى والحرم الإبراهيمي، ما جرأ هذا العدو علينا وعلى مقدساتنا.

وناشد أبو راس، الأمتين العربية والإسلامية أنّ تستيقظ من غفلتها، وأنّ تضع فلسطين على سلم أولوياتها، ولفت إلى أن الإحتلال الصهيوني يدنس المقدسات ويقتحم المسجد الأقصى كل يوم.

وتابع: "هذه جرائم كبيرة ترتكب الآن في فلسطين يقتلون ما يشاؤون ويدمرون المصانع والمزارع والبيوت على رؤوس أصحابها دون أن يجدوا أحدًا يقف في وجوههم، هذه مصيبة كبيرة تحدث الآن، مجازر حقيقة حدثت في غزة ومجازر إنسانية تحدث الآن في 48 أكثر من 64 مرة هدموا قرية العرقوب، وعشرات المرات هدموا بعض القرى في الخليل وما إلي ذلك، الآن أكثر من 20 ألف بيت مهددة في القدس بالتدمير والإزالة بإضافة إلى نزع هويات المقدسين.

ولفت إلى أن أكبر جريمة ارتكبت بحق المسجد الإبراهيمي والمقدسات اتفاق أوسلوا الذي أعطاهم الحق بالتقسيم الزماني والمكاني، وقال: "عباس يجب أن يرحل لأن وجوده يرسخ وجود الاحتلال ويحارب المقاومة"، مُشيرًا إلى أنّ إصرار عباس دائمًا على نهج المفاوضات والحلول السلمية والتنسيق الأمني المقدس من وجهة نظره؛ كلها أمور تجرِّئ الإحتلال أكثر فأكثر.

وشدد على أنّ هذا الإحتلال سيزول حتمًا، ولكن كل هذه الإجراءات التي يقوم بها عباس والصمت العربي والإسلامي والخذلان الدولي والتآمر الدولي؛ فقط هو يزيد عمر الاحتلال، ولكنه لا يعطيه ولا يمنحه أسباب البقاء أبدًا.

في غضون ذلك، اعتبر مصدر أمني فسطيني إعلان رئيس وزراء حكومة الإحتلال نتنياهو، عن اقتحام الحرم الإبراهيمي، بمثابة قنبلة موقوتة قد تنفجر في أي لحظة، وستجر المنطقة إلى المزيد من العنف والاضطرابات، فيما طالب محافظ الخليل كامل حميد، وزراء خارجية الدول الست الأعضاء في بعثة التواجد الدولي المؤقت في الخليل، بعقد اجتماع طارئ وعاجل في المدينة لحماية المواطنين من مخططات نتنياهو.

اقتحام نتنياهو للحرم الابراهيمي، بحسب حزب الليكود الإسرائيلي سيكون في العاشر من الشهر القادم، أي قبل اسبوع واحد من انتخابات الكنيست الإسرائيلي، كما أنها تتزامن مع الذكرى الـ21 لمجرزة الحرم الإبراهيمي والتي راح ضحيتها 29 فلسطينيًا وجرح عشرات آخرون، كانوا في صلاة الفجر حينما فتح عليهم المستوطن الإسرائيلي باروخ غولدشتاين، النار من أسلحة رشاشة.