الرئيس محمود عباس

نفى القيادي الفتحاوي، قدورة فارس، ما جاء في موقع "والا" العبري من ترتيبات واتفاقات يجريها القيادي الفتحاوي الأسير مروان البرغوثي في اليوم التالي لغياب الرئيس محمود عباس, وقال فارس في تصريحات صحفية الثلاثاء: "أجريت مقابلة مع مراسل الموقع للشؤون العربية آفي سيسخاروف، وفوجئت بما جاء فيها عن تحضيرات لليوم التالي لغياب الرئيس أبو مازن، لأن الحديث لم يتطرق لليوم التالي لغياب الرئيس أبو مازن، وما جاء من تصريحات في هذا الإطار هو كذب وعار عن الصحة، ومن تأليف الصحافي الإسرائيلي".

وكان موقع "والا" الإسرائيلي قد زعم في تقرير خاص نشره أمس الاثنين، أن القيادي في حركة "فتح"، الأسير مروان البرغوثي، توصل إلى اتفاق مع قادة من حركتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي"، لإطلاق انتفاضة فلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي، عبر انتفاضة شعبية غير مسلحة، وبالاعتماد على السلمية, وقال الموقع إن أربعة من قادة حركة "فتح" هم الذين أداروا الاتصالات مع حركتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي"، وهم أحمد غنيم وقدورة فارس وسرحان دويكات ومحمد حوراني، ومعروفون بأنهم من قادة الذراع العسكرية لحركة "فتح" وأصدقاء البرغوثي منذ سنوات التسعينيات، من القرن الماضي.

وأكد فارس، المعروف بقربه من الأسير البرغوثي، على أن "ما قلته بدقة وأعنيه تماما حول القائد البرغوثي هو أنه ما زال يؤمن بنفس الأهداف السياسية التي تتبناها منظمة التحرير، وهي دولة فلسطينية مستقلة تضم الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية عاصمة، وحق العودة كما جاء في القرار 194", وتابع: "هذا الموقف عبّر عنه قبل فترة البرغوثي في مقال مطوّل كتبه، وفي جميع تصريحاته السياسية، وهو يدرك تماما أن هناك إنسدادًا سياسيًا وبأن الحركة الوطنية الفلسطينية لم تتنازل عن هدفها الذي قامت من أجله أصلا، وهو الحرية والاستقلال، أما المفاوضات والعملية السلمية فقد دمرتها الحكومات اليمينية الإسرائيلية المتعاقبة".

وأوضح أن مروان مقتنع بأن الشعب الفلسطيني يجب أن يقاوم عبر آلية مقاومة سلمية، تؤدي للاستقلال. وحول التوافق مع حركة "حماس" على آلية المقاومة، قال: "عرضنا الفكرة على حركة حماس، وهي آلية كفاحية مقبولة لديها 100%، بحيث يكون قرار السلم والحرب قرار جميع مكونات الحركة الوطنية الفلسطينية". وحول مشاركة فارس وآخرين مقربين من البرغوثي في حوار مع قادة "حماس" لإنهاء الانقسام، قال: "إنهاء الانقسام هدف ومطلب وطني فلسطيني ضروري، وفتح تسعى لإنجاز المصالحة، لذلك الحوارات مستمرة حتى هذه اللحظة".

وكان قدورة وعدد من قيادات "فتح" المعروفة بقربها من البرغوثي قد شرعت بحوار مع قادة "حماس" في تركيا وقطر، نهاية العام الماضي، دون العودة إلى الرئيس محمود عباس، الذي استهجن الأمر في البداية، لكن أمام إصرار هذه القيادات على الشروع بحوار جاد لإنهاء الانقسام مع قادة "حماس" التزم الصمت، وطلب منهم وضع مسؤول ملف المصالحة في حركة "فتح" عزام الأحمد في صورة كل ما يتوصلون إليه.

وتشير مصادر مطلعة إلى أن الآلية الكفاحية التي تضمن مقاومة سلمية شعبية واسعة وفاعلة، وهي أمر غير موجود حاليًا، قد تمت صياغتها في وقت مبكر من هذا العام، من قبل قدورة فارس، وتم عرضها على المجلس الاستشاري لحركة "فتح" الذي ناقشها في جلساتها، لكنه لم يقم بإقرارها بعد.