محاكمة جنود ليبيين

استمعت محكمة بريطانية، إلى قضية الاعتداءات الجنسية التي ارتكبها جنديان ليبيان، يتلقيان تدريبهما في معسكر قاعدة "باسنجبورن" العسكرية للتدريب، التي تقع بالقرب من وسط بريطانيا.

وغادر الجنديان، مختار ع.س. (33 عامًا)، وإبراهيم أ.ج (23 عامًا)، ثكنتهما العسكرية دون إذن، واغتصبا الضحية المزعومة، وهو شاب في العشرينات من عمره، غادر حفل الزفاف وهو في حالة سكر كاملة.

ويشارك الجنديان الليبيان في برنامج للتدريب العسكري في بريطانيا، كجزء من اتفاق بين الحكومة البريطانية وليبيا لتعزيز قدرات ليبيا العسكرية، بعد أن مزقتها الحرب عقب الإطاحة بنظام العقيد معمر القذافي عام 2011.

وصرَّح وكيل النيابة جون فارمر، بعد افتتاح جلسة محكمة "كامبريدج كراون" البريطانية في القضية أمس الأربعاء، بأنَّ حادث الاعتداء الجنسي وقع عندما غادر المتهمون ثكنتهما العسكرية دون إذن، والتقيا الضحية المزعومة، وهو شخص مجهول في العشرينات من عمره، وسط المدينة في 26 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.

وأوضح فارمر أنَّ الشاب الضحية كان قد غادر حفل زفاف بعد شرب كميات "هائلة" من الكحول، والتقطته كاميرات المراقبة، بينما يقتاده المتهمان إلى حديقة "كريست بيسيز"، وأضاف: "لم يكن المعتدى عليه في حالة من الوعي الكافية للقبول أو الرفض، واعتدى عليه المتهمان مثل كلاب الصيد عندما تعتدي على حيوان جريح".

وتابع: "تمكن المتهمان من إحكام السيطرة عليه، واغتصباه بقوة تدريجية، إلى أن استسلم لهما، واغتصباه الواحد تلو الأخر، واستمر الأمر لمدة 38 دقيقة، وأبلغت الضحية الشرطة بعد الحادث بدقائق معدودة، بعدما فر المتهمان".

وكشفت الصور التي التقطتها كاميرات المراقبة، واطلعت عليها المحكمة، أنَّ الجانيين مختار وإبراهيم كانا يلفان المنطقة، إلى أن التقيا الضحية.

وأضاف فارمر: إنَّ افتقار المتهمين إلى اللغة الإنجليزية يعد عاملًا مهمًا جدًا،  مع تطور القضية، وبيَّن أن المتهمين اعترفا بممارسة الجنس مع الشاب، ولكنهما قالا إنه وافق، إلا أنه اختلق هذه المزاعم، بعد سرقة الأموال منهما، وأنكرا تمامًا إقدامهما على  الاغتصاب، أو المساعدة والتحريض عليه.

يُذكر أن الشرطة البريطانية قد اعتقلت ثلاثة جنود ليبيين آخرين من المعسكر نفسه، في الوقت نفسه لتورطهم في سلسلة من الجرائم الجنسية، وينتظرون حاليًا صدور الحكم بعد اعترافهم بجرائمهم، وتتزامن هذه الأحداث مع مجموعة من المخاوف الأخرى بشأن سلوك الطلبة الليبيين الذين يتلقون تدريباتهم العسكرية في القاعدة البريطانية.

ودفعت هذه الجرائم، الحكومة البريطانية إلى إلغاء برنامج التدريب العسكري الذي يشمل تدريب ألفين جندي ليبي ضمن فريق المشاة و القيادات الصغيرة، وقررت وزارة الدفاع البريطانية ترحيل 300 جندي ليبي إلى بلادهم قبل انتهاء مدة البرنامج.

ومن المقرر أن يقدم الضحية المزعومة، الخميس، أدلته إلى المحكمة، التي من المقرر أن تستمع إلى شهادات ضباط الشرطة الذين وصلوا إلى مكان الحادث ، بعد مكالمة الاستغاثة التي تلقوها من الضحية، وتستمر المحاكمة.