مخيمات اللاجئين في لبنان

حذّرت جهات فلسطينية، الجمعة، من مخطط لتنفيذ عمليات اغتيال في مخيمات اللاجئين في لبنان، بغية إحداث الوقيعة بين الفصائل والتنظيمات الفلسطينية هناك.

وألمحت المصادر إلى أنَّ "جهات مشبوهة تعمل في مخيمات اللاجئين لإشعال الاقتتال الداخلي فيها، أسوة بما يجري في المنطقة من صراعات داخلية، لاسيما في سورية".

ونبهت إلى "خطورة جر اللاجئين الفلسطينيين في لبنان للاقتتال الداخلي"، مشيرة إلى "توافر معلومات لدى الأجهزة الأمنية في لبنان لوجود مخطط إرهابي يتمثل بعمليات اغتيالات شخصيات فلسطينية داخل المخيمات الفلسطينية وخارجها بهدف وقوع فتنة فلسطينية – فلسطينية داخلية".

وكانت مصادر أمنية لبنانية واسعة الاطلاع كشفت عن مخطط جرى وضعه باستهداف عدد من القيادات السياسية والأمنية والعسكرية داخل حركة "فتح"، في مقدمها قائد قوات "الأمن الوطني الفلسطيني" في لبنان اللواء صبحي أبو عرب، وعضو قيادة الساحة لحركة "فتح" في لبنان منذر حمزة، وقادة كتائب في الحركة، وفي الوقت نفسه يتم استهداف العميد محمود عبد الحميد عيسى "اللينو"، الذي كان قد جرى فصله من الحركة، في 6 تشرين الأول/أكتوبر 2013، وأنّ الاستهداف هو لقياديي "فتح" و"اللينو"، ومقربين منه، بهدف تبادل الاتهامات فيما بين "فتح" و"اللينو"، بالتزامن مع احتفالات حركة "فتح" بالذكرى الـ 50 لانطلاقتها، وإعلان "اللينو" أنه سيضيء شعلة الانطلاقة في المناسبة ذاتها.

وأكّدت المصادر أنَّ "هذه المعلومات يجري متابعتها جديًا، حيث تضمن المخطط أن يتم الاستهداف داخل مخيم عين الحلوة، وخارجه للقيادات المتواجدة في الخارج، ما يؤدي إلى احداث اقتتال فلسطيني – فلسطيني، حيث سيلي التنفيذ، ارتفاع الأصوات التي تؤكد أن ما جرى هو في إطار الخلافات بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس ومحمد دحلان (المفصول من حركة فتح بتاريخ 28 كانون الأول/ديسمبر 2010)، لاسيّما مع عودة الأخير للتحرك في قطاع غزة واحتمالات التحرك في أكثر من مكان".

واستحوذت هذه المعلومات على اهتمام الأوساط الأمنية، لأنَّ المخطط هو جر المخيمات إلى صراع، ومحاولة سيطرة بعض القوى على مخيم عين الحلوة، بعدما فشلت مخططات عدة وضعت لتفجير الوضع في المخيم، لاسيّما مع تأكيد مختلف القوى الوطنية والإسلامية  الفلسطينية، على عدم الانجرار إلى أي اقتتال فلسطيني – فلسطيني، أو فلسطيني – لبناني، أو اقتتال مذهبي، بل الحرص على حفظ الأمن والاستقرار، وهو ما تجلى منذ انتشار "القوة الأمنية الفلسطينية المشتركة" في مخيم عين الحلوة في 8 تموز/يوليو 2014.

وألمحت المصادر إلى أنَّ "الأسماء التي جرى التداول بها للاستهداف، يمكن أن يؤدي استهدافها إلى ردات فعل تساهم بتنفيذ المخطط".

وأُبلغ عدد من الأشخاص الذين ترددت أسماؤهم بذلك، مع التأكيد على ضرورة أخذ الحيطة والحذر، لاسيّما أنَّ من يسعى إلى تنفيذ هذا المخطط يحقق الغاية الإسرائيلية مع ارتفاع التهديدات للرئيس "أبو مازن" والقيادة الفلسطينية، مع الإصرار على التوجه إلى "مجلس الأمن الدولي"، لطرح التصويت على مشروع يجسد قيام الدول الفلسطينية على أرض الواقع، وينهي الاحتلال الإسرائيلي عن الدولة في مدة زمنية محددة، ومع المأزق الذي يعيشه رئيس الحكومة الإسرائيلية المستقيلة بنيامين نتنياهو، الذي يسعى إلى كسب المزيد من الأصوات الانتخابية، بما يحقق طلب نتنياهو من جهاز "الموساد" الإسرائيلي تنفيذ عمليات اغتيال لقيادات فلسطينية خارج الأراضي الفلسطينية المحتلة، ولا يستبعد أن يكون من ضمنها على الساحة اللبنانية.

وأشارت المصادر إلى أنَّ "هذا المخطط يسبق الأحاديث عن وجو خلايا إرهابية لتفجير الأوضاع في أكثر من منطقة لبنانية".