سجون الاحتلال


أكدت مفوضية الأسرى والمحررين في حركة "فتح" في قطاع غزة، السبت، مرور 45 عامًا على عملية تحرير أول أسير للحركة فتح والثورة الفلسطينية المعاصرة، محمود بكر حجازي، الذي اعتقل على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي في 17 كانون الثاني/ يناير عام 1965.

وأعلن الناطق باسم مفوضية الأسرى والمحررين، وممثل الحركة في لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية في قطاع غزة نشأت الوحيدي، أن الأسير الوطني محمود بكر محمد حجازي "أبو بكر"، من مواليد منطقة تقع بجوار أبواب المسجد الأقصى في مدينة القدس الشريف في العام 1936، وله 6 أبناء منهم 3 ذكور و3 إناث، وكان أعزبًا عندما تم اعتقاله، وقد أفرج عنه في عملية تبادل نوعية في 28 شباط/ فبراير 1971، وأشرف عليها الرئيس الشهيد ياسر عرفات شخصيًا.

وأضاف الوحيدي أن قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتقلت حجازي على خلفية انتمائه لـ"فتح"، وقيامه مع مجموعة من الفدائيين بعملية نوعية تم خلالها نسف جسر مركزي بالقرب من بلدة بيت جبرين في قضاء الخليل، وكانت قوات الاحتلال تستخدمه كممر مركزي.

وأوضح أن الحكم الذي صدر بحقه في حينها من المحاكم العسكرية الإسرائيلية غير القانونية، كان الإعدام، إذ كان معتقلًا في زنزانة رقم 139 في سجن الرملة المركزي، وهو سجن أقامته بريطانيا لاعتقال وتعذيب رجال المقاومة، مشيرًا إلى أن إدارة مصلحة السجون الإسرائيلية حاولت مرات عديدة أن تغتاله بالسم، وكادت تنجح إحدى محاولاتها.

وأفاد الأسير المحرر بأن الرئيس الشهيد أبو عمار وأمير الشهداء أبو جهاد والرئيس أبو مازن، عملوا على جلب محامٍ فرنسي يدعى "جاك فيرجيس" للدفاع عنه أمام المحكمة العسكرية الإسرائيلية، ومنعته إسرائيل من إكمال مهمته الإنسانية بسبب تصريحاته حينها، بأن مكان الفلسطيني هو منصة الحكم وليس في قفص الاتهام.

وبيّن الناطق باسم مفوضية الأسرى والمحررين أن حجازي أُطلق سراحه في أول عملية تبادل للأسرى مقابل الإسرائيلي "صموئيل روزن فايزر" في رأس الناقورة، وذكر أن وزراء في حكومة الاحتلال قدموا استقالاتهم، ومن بينهم جولدا مائير التي شغلت منصب رئيس الحكومة الإسرائيلية، ودايان الذي كان يشغل منصب وزير الحرب، ودون يوسف وزير العدل في حكومة الاحتلال؛ بحجة أن حكم الإعدام لم ينفّذ، وأن الثورة الفلسطينية استطاعت فرض وشروطها على دولة إسرائيل.

وأشار إلى أن المجلس الوطني الفلسطيني كان قد اعتمد في دورته العاشرة في القاهرة في العام 1974 يوم 17 نيسان/ أبريل يومًا وطنيًا للأسير الفلسطيني، تكريمًا للأسرى والمعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال، ووفاء لأرواح شهداء فلسطين والحركة الوطنية الأسيرة.

يُذكر أن الأسير المحرر الأول لحركة فتح والثورة الفلسطينية محمود بكر حجازي واجه  القاضي الإسرائيلي ساخرًا منه "لا يحق لكم أيها الغرباء أن تحاكموني في وطني"، وأن طبيبًا إسرائيليًا عمل على قياس ضغط الأسير حجازي بعد صدور حكم الإعدام بحقه، فوجد ضغطه عاديًا، ما أثار حفيظة الطبيب فسأل الأسير مستغربًا عن السبب، فكانت إجابة الأسير أبو بكر حجازي "هذا ليس غريبًا، فأنا مقاتل من أجل الحرية، وكم تمنيت أن أكون مع أبطال الثلاثاء الحمراء محمد جمجوم وعطا الزير وفؤاد حجازي".