مقتل جنديين إسرائيليين قرب الحدود اللبنانية

قُتل جنديان إسرائيليان، بعدما تم إطلاق صاروخ مضاد للدبابات من داخل لبنان على سيارة عسكرية إسرائيلية، وسط توترات متزايدة على الحدود الشمالية للبلاد مع لبنان وسورية.

وأٌصيب أربعة جنود في الحادث الذي وقع صباح الأربعاء، قرب منطقة "هار دوف الجبلية"، وتبنى "حزب الله" مسؤولية الحادث، كما قٌتل جندي لحفظ السلام في جنوب لبنان بعد أن أصيب في قصف إسرائيلي ردًا على الهجوم.

وصدرت أوامر للسكان الذين يعيشون على طول الحدود الشمالية لإسرائيل بالبقاء في منازلهم، فيما نفت إسرائيل الشائعات التي ترددت حول أسر "حزب الله" أحد الجنود خلال الهجوم.

وعلى الرغم من أن الجنديين الإسرائيليين لم تُذكر أسماؤهما، إلا أنَّه تم تحديد رتبتهم فالأول قائد مشاة والآخر قائد سرية، وأظهرت لقطات تلفزيونية وصور من موقع الحادث أنَّه تم حرق سيارتين إسرائيليتين، وهناك صور توضح مساعدة الجنود لزملائهم الجرحى.

وكان الجنديان يستقلان مدرعة إسرائيلية عندما تم استهدافهما من خلال الصاروخ، وبعد بضع ساعات تم الإعلان عن أن ضابط إسباني، من قوات حفظ السلام العاملة في بعثة المراقبة "يونيفيل" في جنوب لبنان، قد توفي بعد الرد الإسرائيلي.

وأعلنت وزارة الدفاع الإسبانية، مقتل أحد جنودها ويُدعى فرانسيسكو خافيير صوريا، (36) عامًا، من مدينة مالقة.

ودعا وزير الخارجية الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان ـ الذي كان يجتمع مع وزير الخارجية الصيني في بكين ـ إسرائيل إلى الرد بكل حزم وقوة على هذا الهجوم.

كانت هناك سلسلة من الهجمات عبر الحدود بين القوات الإسرائيلية والمقاتلين في سوريا ولبنان في الـ24 ساعة الماضية، بما في ذلك أعضاء من "حزب الله".

وتم إطلاق قذائف الهاون على المواقع العسكرية الإسرائيلية قرب منطقة جبل هار دوف وجبل الشيخ، بعد ساعة من هجوم صاروخي مضاد للدبابات على القوات الإسرائيلية.

في المقابل أطلقت إسرائيل ما لا يقل عن 50 قذيفة مدفعية على لبنان، ردًا على هذا الهجوم.

وصرحت مصادر عسكرية إسرائيلية أن المدرعة الإسرائيلية التي تم استهدافها كانت تسير في قافلة مع مدرعات أخرى، عندما سقط عليها الصاروخ من مسافة قريبة.

وأكد "حزب الله"، في بيانٍ، أنه استهدف عدد من السيارات الإسرائيلية التي كانت تنقل ضباط وجنود إسرائيليين، وتسبب هذا الحادث في وقوع إصابات بين "صفوف العدو".

ووصف المتحدث باسم إسرائيل الحادث بأنه خطير, موضحًا أنَّ إسرائيل لها الحق في الرد على "حزب الله" وحكومتي سورية ولبنان.

وقطع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، زيارته إلى سديروت، بالقرب من الحدود مع قطاع غزة ، لحضور اجتماع طارئ مع كبار المسؤولين الأمنيين في تل أبيب.

وأضاف نتنياهو: من يحاول أن يتحدانا على الحدود الشمالية اقترح عليه ألا يختبر قوتنا فمن يلعب بالنار تحرق أصابعه، ومن يريد اختبار قواتنا في الشمال فليتذكر ما حدث في غزة، حيث تكبدت حركة "حماس" أقوى ضربة لها منذ تأسيسها والجيش الإسرائيلي مستعد للعمل في أي مكان.

وجاء هذا الحادث بعد ساعات قليلة من ضرب الطائرات الإسرائيلية عدة مناطق داخل سورية، سقطت بالقرب من قرية الوزاني.

وتصاعدت التوترات على الحدود الشمالية لإسرائيل منذ شهور ولكن تصاعدت بشكل حاد خلال الأسبوع الماضي، لاسيما بعد غارة إسرائيل بالقرب منطقة القنيطرة السورية والتي أسفرت عن مقتل قائد إيراني وقائد كبير في "حزب الله"، وهددا كلا من "حزب الله" وإيران بالرد على هذا الهجوم.

وسقط صاروخان، في منطقة الجولان المحتلة من إسرائيل، الثلاثاء، لذا عادت إسرائيل لإطلاق النار بالمدفعية.

وحمّل وزير الدفاع الإسرائيلي، موشيه يعلون، الحكومة السورية مسؤولية هذه الهجمات التي تنطلق من أراضيها، وسوف يدافع الجيش الإسرائيلي عن المدنيين الإسرائيليين بأي وسيلة.

وأضاف: لن يتم التسامح مع مثل هذه الانتهاكات الصارخة ضد القوات الإسرائيلية.

وعلى الرغم من التصعيد الحاد في العنف خلال الـ24 ساعة الماضية، أوضح محللون أن "حزب الله" نفذ هذا الهجوم انتقامًا لمقتل أحد قياداته والجنرال الإيراني، ما يشير إلى أنَّ "حزب الله" قد يرغب في الحد من تداعيات الهجوم.

جاءت أحدث الهجمات عبر الحدود، عندما اكتشف الجيش الإسرائيلي أنفاق لمقاتلي "حزب الله".

وصرح مسؤولون إسرائيليون أنَّ "حزب الله" متورط في الأزمة السورية، والقتال مع القوات الموالية للرئيس السوري، بشار الأسد، كما أن "حزب الله" يفعل هذا لشن حرب واسعة النطاق ضد إسرائيل في المستقبل القريب.