الهيئة العليا للمفاوضات السورية

تعقد الهيئة العليا للمفاوضات المنبثقة عن مؤتمرالرياض للمعارضة السورية

اجتماعها الأخير الخميس في العاصمة السعودية لاعطاء جوابها حول

المشاركة في مؤتمر "جنيف3" في ضوء الردود التي تنتظر تسلمها من الموفد

الخاص للأمم المتحدة ستيفان دي مستورا عن استيضاحات سبق وقدمتها خلال

اليومين الماضيين.

وأمضت الهيئة يوم الأربعاء وهي تنتظر رداً من الأمم المتحدة على مطالب

قدّمتها في شأن المفاوضات كي تحسم موقفها من المشاركة فيها وتكثّفت جهود

الدول الكبرى والإقليمية خلال الساعات الماضية لإزالة ثلاثة عوائق أمام

انطلاق المباحثات غير المباشرة بين ممثلي الحكومة السورية والمعارضة في

جنيف، في ظل استغراب الهيئة التفاوضية العليا  "الاستعجال" في بدء

المفاوضات "قبل تأمين شروط نجاحها".

وأعلن رئيس الوزراء السوري السابق المنسّق العام للهيئة التفاوضيّة

العليا الدكتور رياض حجاب الأربعاء، أن الهيئة أرسلت موافقتها على حضور

مفاوضات جنيف مباشرة إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، مطالباً

في الوقت ذاته بحضّ المجتمع الدولي على الوفاء بالتزاماته تجاه الشعب

السوري. وأشار حجاب إلى أن الهيئة متمسّكة في أجندة التفاوض بضرورة إنشاء

هيئة حكم انتقالي كامل الصلاحيات، وبوحدة الأراضي السورية، والحفاظ على

مؤسسات الدولة، مع إعادة هيكلة وتشكيل مؤسساتها الأمنية والعسكرية،

ورفْضِ الإرهاب بأشكاله كافة، وإقامة نظام تعدُّدي يمثّل كل أطياف الشعب

السوري، من دون أن يكون لبشار الأسد وأركان نظامه ورموزه مكان فيه أو في

أي ترتيبات سياسية مقبلة. لكنه لمّح إلى وجود تراجع في مواقف بعض الدول

الصديقة التي تخلّت عن تصريحاتها حول فقدان الرئيس السوري الشرعية، وتخلت

عن دعوته إلى "التنحي الفوري"، وباتت تتحدث عن إمكان تحقيق ذلك على

"المدى البعيد"، وترهن تطبيق القرارات الدولية بموافقة الحكومة الحالية،

وفقاً لمبدأ "الموافقة المتبادلة"، متجاهلة أنها ترفض مناقشة هذه المسألة

من حيث المبدأ، ولا تقبل بوضعها على أجندة المفاوضات.

وأوضح حجاب في بيان صحافي أن الهيئة أرسلت خطاباً آخر إلى دي ميستورا

تطلب منه "بعض التوضيحات، في ظل استكمال الإجراءات التي يتم تحضيرها في

الأروقة الدولية على عجل ومن دون مراعاة لبعض الترتيبات المهمة التي لا

يمكن إغفالها، بخاصة في ما يتعلق بدور الأمم المتحدة في رفع الحصار عن

المناطق والمدن والبلدات المحاصرة، وإيصال المساعدات الإنسانية إلى جميع

مَنْ هم في حاجة إليها. ووقف أي هجمات موجّهة ضد المدنيين".

ولم يوجّه المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا دعوة إلى "الاتحاد

الديموقراطي الكردي" بزعامة صالح مسلم لحضور المفاوضات، ما أثار غضب

معارضين آخرين يُحسبون على "القائمة الروسية"، فهدّدوا بعدم الحضور

أيضاً، فيما تردّدت أنباء روسية عن توجيه دي ميستورا دعوة إلى وزير

الخارجية وليد المعلم لترؤس وفد الحكومة السورية.

وأعلن هيثم مناع الرئيس المشترك لمجلس سورية الديمقراطية الأربعاء إنه لن

يشارك في محادثات السلام المقررة في جنيف إذا لم يتلق أيضا الزعيمان

الكرديان صالح مسلم وإلهام أحمد دعوة للحضور. وقال "إما أن أذهب

معأصدقائي أو لا أذهب. لا حل وسط في هذه المسألة."وأضاف "يقترحون علينا

الآن وفدا يمكننا فعليا أن نسميه الوفد الروسي ولست مستعدا لأن أكون عضوا

في الوفد الروسي. من حقنا أن يكون لدينا وفدنا الخاص".

وأكد وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس إن الزعماء السوريين الأكراد لن

يتلقوا دعوة لحضور محادثات السلام في جنيف وإن هيئة المعارضة التي تدعمها

الرياض ستقود المفاوضات.وأضاف أن مبعوث الأمم المتحدة

الخاص بسوريا ستافان دي ميستورا أبلغه بأن حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي

السوري لن يحضر المحادثات التي من المتوقع أن تبدأ  الجمعة. وقال فابيوس

في حديث إذاعي "جماعة حزب الاتحاد الديمقراطي هي أكثر ما يثير

المشاكل وأبلغني السيد دي ميستورا أنه لم يرسل لها خطاب دعوة."

وأوضحت متحدثة باسم دي ميستورا الذي أرسل الدعوات الثلاثاء دون تأكيد

أسماء المدعوين إنه يعتزم إصدار بيان عنهم الخميس وإنه لن يدلي بأي

تعليقات قبل ذلك.