د. إيهاب بسيسو

 بدأت مؤسسة "شاشات" تنفيذ المرحلة الثانية من مبادرة "ما هو الغد"، السينمائية المجتمعية، والتي تبني على ما تم إنجازه في المرحلة الأولى.

وبدأت المرحلة الأولى العام الماضي، وضمت إنتاج أربعة أفلام وثائقية من قبل مخرجات فلسطينيات شابات، وقد نُظم افتتاحان لهذه الأفلام، في رام الله وغزة برعاية وزير الثقافة الفلسطينية، د. إيهاب بسيسو، وعرضت الأفلام الأربعة في اثنين وعشرين مدينة وبلدة ومخيم خلال جولة تضمنت تسعين عرضا، تبع كل عرض نقاش يسره أشخاصا من البيئة المحلية. وهذه العروض تمت بالشراكة مع ثماني جامعات وكليات، ومدرستين، وأربع عشرة مؤسسة شبابية وثقافية ومجتمعية، هذا بالإضافة إلى إنتاج حلقة تلفزيونية هي فيلم وثائقي "ما هو الغد" شمل مقتطفات من النقاشات وتم بثه على فضائية فلسطين.

وتتضمن المرحلة الثانية من مبادرة "ما هو الغد" إجراء دراسة علمية ونقدية حول النقاش الذي أثارته الأفلام الأربعة في المجتمع الفلسطيني، وتتضمن دراسة أكثر من ثلاثة آلاف تقييم واستمارة، وهي عبارة عن آراء الجمهور الذي شارك في مشاهدة الأفلام، حيث تجاوزوا ستة آلاف مشارك، وبلغت نسبة الشباب فيه الثلثين، أي 66%، وإضافة إلى ذلك، تتضمن المرحلة الثانية دراسة نحو مئة وخمسة وعشرين تقريرًا من الميسرين حول ما تم في النقاشات، وأيضا دراسة تقييمات وتقارير المؤسسات التي استضافت العروض، والتي تبلغ أربعة وعشرين مؤسسة، وذلك من أجل تحليلها واستنتاج ما تشير إليه، بهدف تطوير مسودة أولية عن "وضعية الشباب الفلسطيني" تبني على الاستنتاجات من مهرجان شاشات "ما هو الغد".

ويجري حاليا جولة عروض للفيلم الوثائقي "ما هو الغد" (51:10 دقيقة)، في معظم الأماكن التي شاركت في العروض في المرحلة الأولى، إضافة إلى أماكن أخرى. ويشكل عرض ونقاش هذا الفيلم الوثائقي الذي صور في جامعتين ومؤسستين أهليتين في الضفة الغربية وقطاع غزة، مادة إضافية لإظهار أبعاد التفكير المجتمعي، لاسيما الشبابي منه، في الغد الفلسطيني.

يُشار إلى أن الباحثين اللذين يشرفان على الدراسة، رامي سلامة، أستاذ علم الانسان في جامعة بيرزيت وأحمد حنيطي باحث مستقل، سيشاركان أيضا في بعض نقاشات الفيلم الوثائقي في عدد من الجامعات والمؤسسات الأهلية إلى جانب المناقشين، من أجل إغناء هذه النقاشات ولدعم الدراسة، ونقاش تصورات الجمهور عن "ماذا بعد" من أجل التفاعل مع توصيات الجمهور وتطويرها إلى آليات وسياسات.

وسيتم بالتوازي مع هذا عقد عدة لقاءات متخصصة مع الشخصيات والمؤسسات ذات العلاقة، وذلك بهدف نقاش وتطوير مسودات الدراسة، التي تركز على "وضع الشباب الفلسطيني ورؤيتهم للغد"، وهذه اللقاءات سيتم تنظيمها في معظم محافظات الوطن، وتختتم لقاءات نقاش مسودات الدراسة في اجتماع عام في رام الله، يليه انتاج دراسة حول "رؤية الشباب الفلسطيني للواقع وللغد" تحضيرا للمرحلة الثالثة من مبادرة "ما هو الغد"، والتي ستتضمن نقل هذه التوصيات والتصورات عن "ماذا بعد" إلى مؤسسات وصانعي القرار، من أجل الاستجابة لما تم طرحه في هذه اللقاءات الجماهيرية والمتخصصة خلال عامين.

يُذكر أن مؤسسة "شاشات سينما المرأة" مؤسسة أهلية فلسطينية غير حكومية وغير ربحية، تركز في عملها منذ تأسيسها العام 2005 على تنمية وتطوير قدرات القطاع السينمائي الفلسطيني النسوي الشاب، انطلاقا من مركزية مشاركة المرأة في إنتاج ثقافة فلسطينية مبدعة ومعاصرة تضع مفاهيم من خلال منظور النوع الاجتماعي في عين الاعتبار لأهميتها في التنمية المستدامة، ويتكون مجلس إدارة "شاشات" من الناشطين في مجال الثقافة والإعلام والتعليم والتنمية من كلا الجنسين.