مدينة تدمر الأثرية السورية

انتهى مدير متحف "اللوفر"، جان لوك مارتينيز، من وضع خطة مكونة من 50 نقطة لحماية الكنوز الثقافية في أنحاء العالم بطلب من الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، داعيًا إلى الحفاظ على القطع الأثرية كما اقترح إصدار قانون لحمايتها.

وتعتبر فرنسا محقة في تقديرها للتراث الثقافي ونضالها ضد تنظيم "داعش" المتطرف، ولا يعني هذا الدفاع عن القطع الأثرية فقط من النهب.

وتشمل الخطة عمل قاعدة بيانات أوروبية جديدة للممتلكات الثقافية المسروقة فضلا عن مركز للمراقبة الأوروبية للتدقيق في التجارة غير المشروعة للآثار. ويعتقد مارتينيز أن20% من تمويل "داعش" يأتي من المسروقات الثقافية التي تبيعها في الخارج، ويأمل في اعتماد خطته رسميًا على المستويين الوطني والأوروبي أو ربما من قبل "اليونسكو".

وتقترح الخطة كذلك إنشاء صندوق خاص لحفظ وإعادة القطع الأثرية المعرضة للخطر وإطلاق برنامج لتدريب علماء الآثار في العراق وسورية. ومن المقرر عمل نصب تذكاري لعالم الآثار الشجاع خالد الأسعد الذي قتل على يد "داعش" لعمله على الحفاظ على آثار تدمُر السورية في حديقة "التويلري".

وربما يعتقد البعض أن هذه الخطوة مناسبة للنخبة الثقافية الفرنسية، وربما يقولون إنه بدلا من الدفاع عن متحف "اللوفر" أوروبي الحضارة يجب على فرنسا ضخ الأموال لإقامة معارض متعددة الثقافات خصوصًا الإسلامية لكسر الحواجز، إلا أن هذا تم بالفعل حيث تبنت المتاحف ثقافة عالمية، واحتفلت بها البرامج مثل الحج في المتحف البريطاني.

ولا فرق لدى المتطرفين في حالة الإعجاب بالمعابد الكلاسيكية أو مآذن العصور الوسطى لأن رؤيتهم للدين تجعلهم يكرهون كل ما يعني التعبير عن الفكر والإبداع بما في ذلك العديد من التقاليد الإسلامية ذاتها، وفي مدينة تمبكتو دمر المتطرفون الأضرحة الصوفية وهاجموها باعتبارها ضد تصورهم النقي للإسلام، ولذلك تعتبر الحضارة مهددة وتحتاج إلى الدفاع عنها.