بورصة لندن للأوراق المالية

تضع هيئة المراقبة المالية في بريطانيا حالياً قواعد جديدة من شأنها أن يتمخض عنها ظهور فئة جديدة لإدراجات الشركات التي تسيطر عليها الدول، في أسواق الأسهم في المملكة المتحدة البريطانية وتأتي المقترحات في الوقت الذي تتنافس فيه بورصات في أنحاء العالم للفوز بإدراج عملاق النفط الوطني "أرامكو" السعودية التي تسيطر عليها الحكومة، والمتوقع أن يكون أكبر طرح عام أولي في التاريخ.

وكانت "رويترز" قالت في مايو/أيار الماضي إن بورصة لندن للأوراق المالية تعكف على وضع نوع جديد من هياكل الإدراج سيزيد جاذبيتها لـ"أرامكو" كي تنضم إلى البورصة. وقالت سلطة "السلوك المالي" في بريطانيا أمس الخميس إنه توجد في الوقت الحالي "فجوة في قواعد الإدراج البريطانية" فيما يخص الشركات التي تسيطر عليها مؤسسات سيادية. وقالت إنها تقترح فئة جديدة للإدراج "الممتاز" بسوق الأسهم، ما من شأنه أن يستوعب فئة الشركات التي تسيطر عليها الدول، ويعفيها من متطلبات بعينها وفقا لفئات الإدراج التقليدية في بورصة لندن.

وبموجب مقترحات سلطة السلوك المالي البريطانية، فإن الشركات التي تسيطر عليها الدول ستتمكن من الحصول على إدراج "ممتاز" في بورصة لندن للأوراق المالية دون التقيد بقواعد محددة بشأن تعاملات الأطراف ذات الصلة والمساهمين المسيطرين. وفي الوقت الحالي، يتعين على الشركات التي لا تستطيع الوفاء بمتطلبات الإدراج "الممتاز" أن تدرج في الفئة "المعيارية". وينظر إلى ذلك على أنه مستوى أقل جاذبية للمستثمرين والشركات.

وتسعى هيئة الرقابة المالية في بريطانيا لخلق فئة جديدة لقيد الشركات المملوكة للدولة، الأمر الذي سيكون أكثر جاذبية لإدراج شركة بحجم "أرامكو" في البورصة البريطانية لطرحها العام الأولي. ويجوز لمنظم السوق في المملكة المتحدة تغيير قواعد الإدراج للشركات التي يمتلكها بلد ذات سيادة. ولدى بورصة لندن إمكانية التوصل إلى مجموعة واسعة من المستثمرين والشركات الكبيرة، الأمر الذي يمثل عنصر جذب لطرح كبير الحجم مثل "أرامكو"؛ في حين أن إدراج شركة بحجم "أرامكو" في بورصة لندن سينعكس بدوره إيجابياً على عاصمة المال والأعمال العالمية، خاصة في الوقت الذي تسعى فيه لحفظ هذه المكانة الدولية خلال رحلتها للخروج من الاتحاد الأوروبي.

وقال إدوارد بيبكو، رئيس أسواق رأس المال في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا في بيكر وماكنزي، إنه حل "ذكي" من قبل السوق البريطانية لاجتذاب "أرامكو"، مؤكدا أن قطاع الأعمال سيستفيد من هذه الفئة الجديدة. وخلال الشهور الماضية، قال مسؤولون سعوديون إنهم يتطلعون إلى إدراج ما يصل إلى 5 في المائة من "أرامكو" في الرياض وعالميا، وتشتد المنافسة بين بورصات لندن ونيويورك وهونغ كونغ وطوكيو وسنغافورة للفوز بهذا الإدراج. وتأتي هذه التحركات في وقت يتزايد فيه نشاط الاكتتاب في الشرق الأوسط، وتخطط شركات كبيرة مملوكة لدول في الطرح الأولي عالمياً.

وترغب الهيئة البريطانية في تخفيف بعض القواعد على المساهمين من القواعد التي تنطبق على معاملاتهم مع الشركات المدرجة في ظل النظام الحالي. وقال متحدث باسم شركة "بورصة لندن للأوراق المالية" في بيان، إننا "نؤيد المبادرات التي تمكن أسواق المملكة المتحدة من العمل على نحو جيد وبطريقة منظمة ومنافسة دولياً".