اللحوم الفاسدة

غزت الأسواق السورية في ظل غياب الرقابة والارتفاع الكبير في أسعار اللحم الطازج لحوم فاسدة مثلجة غير معروفة المصدر، ويرى السوريون في هذه الأنواع من اللحوم مخرجًا مناسبًا يُعيد اللحم إلى موائدهم بعد أن غاب عنهم لأعوام طويلة، وتوضح السيدة السورية حلا :"لا يمكننا شراء اللحوم الطازجة بسبب ارتفاع سعرها، بل نبحث في الأسواق عن اللحوم المثلجة التي يقول الباعة إنها مستوردة وحلال، وأسعارها رخيصة".

فيما يؤكد سامر، وهو "موظف" أنه لا توجد رقابة والأسواق أشبه بالغابة، فالجميع يحاول استغلال السوريين وفقرهم، والغش لا يقتصر على اللحوم، بل لا نعرف ماذا نأكل على صعيد الأجبان والألبان وحتى الأرز المستورد فيه حشرات، وكان مدير حماية المستهلك في وزارة التجارة الداخلية، حسام نصر الله، قد كشف عن انتشار حالات الغش وفساد الفروج بكميات كبيرة، حيث يتمّ نقلها في ثلاجات كبيرة من حماة إلى دمشق وتوزيعها على محال اللحوم وبيع الفروج في دمشق.

ويضيف نصر الله: "لقد تبيّن من خلال الكشف الحسي على المواد وجود لحوم غير صالحة للاستهلاك البشري، بسبب تغيّر مواصفاتها الفيزيائية، ووجود تزنخ يحتوي على رائحة الكابتون التي تؤدي لتغيير اللون، مما يدلّ على وجود فطور في اللحم ودخولها بمرحلة التحلل"، ويؤكد مدير حماية المستهلك في دمشق توجه دوريات حماية المستهلك نحو العديد من المحلات والمستودعات لكشف حالات الغش والفساد المتعلقة بمادة الفروج، إذ تمّ ضبط محل يحتوي على طن من الفروج المثلج.

وأضاف أن لحوم الفروج المضبوطة مؤخرًا، وغير الصالحة للاستهلاك البشري، بلغت نحو 24 طنًا، وتم ضبط في ثلاجة، كمية كبيرة من اللحوم وتمّ إتلافها فورًا، إضافة إلى سيارة تحمل طنًا من الفروج المثلج وأخرى تحمل 7 أطنان، إضافة إلى الضبطيات من بعض المحلات والمستودعات، وشهدت الأسواق السورية مؤخرًا، ارتفاعًا في أسعار الفروج، إذ وصل الكيلو غرام الطازج نحو 1100 ليرة وكيلو الشرحات الدجاج قفز لنحو 2000 ليرة، فيما بلغ سعر كيلو غرام الفروج المذبوح 975 ليرة، أما كيلو وردة الدجاج فبلغ 1300 ليرة، وتُشير مصادر من العاصمة السورية إلى ارتفاع أسعار الفروج في سوق الجملة، إذ بلغ سعر كيلو غرام الدجاج الحي نحو 660 ليرة والفروج المذبوح 942 ليرة والشرحات الدجاج 1800 ليرة.