سالموند في قطر عام 2011

كشفت أوراق سرية مسربة أن رئيس الوزراء الاسكتلندي السابق أليكس سالموند حاول بيع أكثر المطارات ازدحاما لقطر، وأعد الأوراق موظفي الخدمة المدنية قبل سفر الوزير الأول إلى الخليج في عام 2011 لبيع مطار أدنبرة، وحاول الوزير الأول أيضًا إقناع الدولة الغنية بالنفط قطر والتي تتعرض لهجوم لسجلها في مجال حقوق الانسان استثمار المليارات من الجنيهات في مشاريع الطاقة الخضراء، وأصر سالموند أمس أنه على الرغم من كون بيع المطار كان من بين الأولويات المدرجة على قائمته، ولكنه لم ذكر هذا الأمر لحكام قطر.

وظهرت وثائق زيارة سالموند الى قطر تحت قانون حرية المعلومات، مع تفاصيل جرت بينه وبين الشيخ حمد بن خليفة ال ثاني زعيم تلك البلاد حتى عام 2013، وأتت التفاصيل بعد أيام من كشف وسائل الاعلام الصينية ان نقولا سترجون وقع اتفاقية استثمار بقيمة 10 ملايين جنيه استرليني مع بكين ، واتهم النقاد وزراء الحزب الوطني الاسكتلندي بتعاملهم مع أنظمة مشكوك فيها.

وجاء في مذكرات سالموند أن الغرض من القمة في الدولة الخليجية كان يهدف الى تعزيز التعاون بين اسكتلندا وقطر في قطاع الكربون وتسليط الضوء على الفرص الاستثمارية في اسكتلندا، واستكشاف الفرص المتاحة لخدمة جوية مباشرة بين اسكتلندا والدوحة وتعزيز الفرص لشراء مطار أدنبرة.
وعرض المطار للبيع في ذلك الوقت وفقا لقواعد مكافحة الاحتكار الذي أجبر أصحاب سلطة المطارات على بيع مطار أدنبرة أو غلاسكو، وتتعرض الروابط بين اسكتلندا وقطر الى الشكوك بعد حصول الأخيرة على فرصة استضافة كأس العالم في 2022.
وقتل المئات من العمال المهاجرين في ظروف معيشية مزرية بعد تجنيدهم لبناء الطرق والفنادق والملاعب من أجل البطولة، وصرح نيل فيندلي من حزب العمال أمس " يأتي هذا الكشف بعد أو وقع الحزب الوطني الاسكتلندي صفقة سرية مع كونسوتيوم الصيني، مما يظهر المزيد من الأسئلة حول صفقات الحزب التي يقوم بها من وراء ظهر الشعب."

وتابع " حاولت الحكومة اخماد حقيقة أن اليكس سالموند حاول بيع مطار أدنبرة قبل خمس سنوات، وحاولت التقليل من اتفاقيات بمليارات الجنيهات يحتمل أن تكون وقعتها مع كونسورتيوم الصيني قبل أسابيع قليلة، وعلى الرغم من اليكس سالموند كان يروج للروح الأصلية الاسكتلندية ولكن يجب تذكيره بحقوق الانسان، فالعملاق الصيني متهم بالفساد، ويحتاج الحزب الوطني الاسكتلندي أن يكون صادق مع الناس حول الصفقات التي يقوم بها."

صورة 2 مطار أدنبرة عرض للبيع في ذلك الوقت
 
ووجهت انتقادات أيضا للوزير الاول بسبب محاولته التقرب من كبار رجال الأعمال مثل دونالد ترامب وروبرد مردوخ والذي دافع عنه مدعيا أنه ساعد في جلب الاستثمار الى اسكتلندا، وأصر أمس أنه يناقش بيع المطار مع الشيخ ال ثاني، وتابع سالموند " انا لم أناقش قضية مطار أدنبرة مع الامير، وكنت أعلم أنه لم يكن هناك أي عطاءات على المستوى الدولي والمحلي للمطار، وفي الواقع اجتمعت مع بضع المستثمرين المحليين بهدف تأمين استثمارهم في البلاد، ولم يكن هذا معروفا لموظفي الخدمة المدنية الذين أعدوا الملاحظات التي جاءت في 90 صفحة صدرت عن وزارة الخارجية."

وأضاف " في الجزء الاقتصادي مع الامير، ركزت على القيمة المضاف الذي يقدمه الاستثمار القطري لصناعة الطاقة البحرية المتجددة في اسكتلندا، ولكني لم أنجح، مع انشاء خط جوي مباشر بين الدوحة وأدنبرة والتي نجحت في النهاية."
واشترت شركة البنية التحتية العالمية مطار أدنبرة في عام 2012، وكشف الاسبوع الماضي أن ستورجون صاغ مذكرة تفاهم مع شركة سنو فرنتون والسكك الحديدة الصينية رقم 3 والمجمعة الهندسية في 21 اذار/مارس.

وظهرت هذه الاخبار فقط على وسائل الاعلام الصينية، في الوقت الذي تعرض فيه نظام بكين للانتقادات بسبب اغراق أوروبا بالصلب الرخيص وفرض الرسوم الجمركية على الواردات الضخمة، واعترف ستورجون أنه لم يدلك ان أصحاب الشركة الهندسية ومجموعة السكك الحديدية الصينية واجهت مزاعم فساد قادة صندوق النفط النرويجي وضع الشركة على قائمته السوداء.

وأشار إلى أن التدقيق على الشركاء يتم بعد ابرام صفقات ثابتة، وأوضح السير ريتشارد هيجات مستشار الشركة الهندسية والذي وقع الاتفاقية أن هناك مناقشات حول ثلاث مشاريع هي بناء 5000 وحدة سكنية جديدة في فالكيرك أندبرة وايرشاير ومصنع للكتلة الحيوية في أيرشاير ومشروع غير محدد للسكك الحديدية على أن يبدأ العمل في غضون عام، ويواجه ستروجون أسئلة حول تورط المناح في الحزب الوطني الاسكتلندي براين سوتر في الصفقة والذي أشاد بها على موقع سينو فرتون، ونشر تحقيق صنداي ميل قبل عامين تعرض العمال في مشاريع النية التحتية التحضيرات لنهائيات كأس العالم لعام 2020 في قطر الى ظروف مروعة.

وكشف كيف أن العمال ماتوا بالنوبات القلبية والإنهاك من الحرارة في درجات تصل الى 40 درجة مئوية وعدم مقدرتهم على مغادرة البلاد بدون اذن صاحب العمل، ووعدت السلطات القطرية بإجراء اصلاحات على ظروف العمل، ولكن قبل أسبوعين ذكر تقرير منظمة العفو الدولية أن عمال بناء ملاعب كأس العالم مازالوا يعانون من ظروف صعبة، وعرضت الصحيفة كيف ناشد وزير التنمية الدولية حمزة يوسف قطر بدفع 1.3 مليار جنيه إسترليني للطرق السريعة والمستشفيات، ولكنه لم يثير أي مخاوف بشأن أوضاع العمال المهاجرين.

وكان كل من مطار أدنبرة وغلاسكو من المطارات المملوكة لهيئة المطارات البريطانية حتى أمر الرقيب على المنافسة ببيعها منها للاحتكار، واشترت شركة البنية التحتية العالمية مطار ادنبرة في عام 2012 مقابل 807 مليون جنيه إسترليني، وصرح متحدث باسم الحكومة الاسكتلندية أمس " من المناسب للحكومة تعزيز الاستمثارات المطلوبة لدعم الازدهار في اسكتلندا، وتلتزم الحكومة بصفقاتها مع المواطنة العالمية وتقف ضد انتهاكات حقوق الانسان أينما وجدت."