الجامعات الفلسطينية

حمل الخبير الاقتصادي سمير حمتو، الجامعات الفلسطينية مسؤولية كبيرة، لاستمرارها في تخريج الطلاب الجامعيين بشكل عشوائي، دون دراسة لحاجة السوق من التخصصات المختلفة، الأمر الذي زاد من أعداد البطالة في المجتمع الفلسطيني.
وأضاف :"أن زيادة نسبة البطالة في المجتمع الفلسطيني بالإضافة إلى استمرار تخرج آلاف الخريجين الجامعيين سنوياً دون عمل، يدفع أولئك الشبان للبحث عن أي عمل من أجل مواجهة ظروف الحياة الخانقة".

وأضاف حمتو :"إن توقف مسيرة التوظيف الحكومي بسبب الانقسام الفلسطيني وعدم القدرة على دفع رواتب الموظفين الحاليين، قتلت الأمل في نفوس الخريجين في الحصول على وظيفة يستطيعون من خلالها بدء حياتهم وتأسيس أسرهم بالزواج والإنجاب الذي يتطلب وضعاً معيشياً مستقراً".
وتابع :"لذلك يلجأ بعض الشباب للمشاريع الصغيرة، ولكن سرعان ما تفشل بسبب انعدام التسويق وتدهور الوضع الاقتصادي وبسبب تكدس المشاريع بغزة، حيث بات العرض في الأسواق أكثر من الطلب، الأمر الذي يعيق طموحات وأحلام الخريجين"، لافتاً إلى أن أعداد البطالة ازدادت لأكثر من 150 ألف عاطل.

وأشار الى أن الوضع الاقتصادي في القطاع، يسير من سيء إلى أسوء, مشيرا إلى أن الحرب الإسرائيلية للمرة الثالثة على غزة قضت على معالم الاقتصاد والصناعات فيما انضم مجموعة من أرباب العمل إلى طابور البطالة بسبب إغلاق المصانع واشتداد الحصار وإغلاق المعابر.
بدوره، قال الشاب "بسام حلس" (27 عاماً)  لـ"فلسطين اليوم"، :"لم أترك باباً لمؤسسة أو مركز إلا وطرقته، علني أحظى بفرصة عمل، ولكن كانت جهودي تذهب سدى، ما أجبرني للعمل في تنظيف الطرقات عبر برامج دولية لتشغيل العاطلين، وهذا هو الخيار الوحيد أمامي".

وأضاف :"الظروف الاقتصادية في غزة وضعتني أمام خيار العمل بأي شيء مقابل عدم الجلوس مكتوف الأيدي وطلب المساعدة والتسول، فالعمل ليس بالعيب حتى لو لم يتناسب مع كوني حاصلاً على تعليم عالٍ في تخصص اكاديمي، ولكن العيب هو الجلوس والتسول".
من جانبه، قال الخريج الجامعي "عاهد النواجحة" (28 عاماً) خريج تجارة من الجامعة الاسلامية :"منذ تخرجي وأنا أبحث عن وظيفة تناسب تخصصي، أنا أعرف الكثيرين ممن هم في وضعي ويعملون في مهام ومهن لا تليق بمستوى تعليمهم الجامعي، ولا ينتابني الخجل إزاء ما أنا عليه الآن، فهذا الأمر الذي يعاني منه شريحة واسعة من الخريجين المفترض أن يكون مخجلاً للمسئولين في غزة".

وأضاف :"أنا مستعد أن أفعل أي شيء أو أن أمتهن أي مهنة من أجل مواجهة الفقر والبطالة والمساهمة في إعالة أسرتي، ولكن لدي هاجس يدفعني للبقاء هنا والانتظار لعل الله يكتب لنا مستقبلاً أفضل".