تراجع الأسعار لإنعاش الطلب على النفط

أكّدت وكالة الطاقة الدولية، الجمعة، أنّ تراجع أسعار النفط ليس كافيًا لإنعاش استهلاك النفط في الأجواء الاقتصادية المتباطئة، مبرزة أنّها لاحظت نموًا متزايدًا في الإنتاج، بدفع من الدول غير الأعضاء في "أوبك".
 
وأوضحت الوكالة، في تقريرها الشهري، أنّه "باستثناء حالات نادرة مثل الولايات المتحدة، فإن المستوى المتدني للأسعار لم يشجع الطلب حتى الآن"، مشيرة إلى أنه "في كانون الأول/ديسمبر، خفضت الوكالة توقعاتها لنمو الطلب، بعدما كان عند 1,1 مليون برميل في اليوم، إلى 0,9 مليون برميل في اليوم، وهو المستوى ذاته الذي توقعته في التقرير السابق".
 
ويُتوقع أن يبلغ استهلاك النفط 93.3 مليون برميل في اليوم، في العام الجاري، مقابل 92.4 ملايين برميل في 2014، كما لفت التقرير إلى أنَّ "الفوائد المعتادة للأسعار المخفضة، مثل زيادة القدرة الشرائية للأسر وتراجع الكلف في القطاع الصناعي، طغت عليها إلى حد كبير الظروف الاقتصادية الضعيفة، والتي تعتبر السبب الرئيس لتراجع أسعار النفط".
 
وقلصت الوكالة، المدافعة عن مصالح الدول المستهلكة، توقعاتها لنمو الإنتاج في هذه الدول للعام 2015، إلى 350 ألف برميل في اليوم، مقارنة مع تقريرها السابق، إذ كان يُفترض أن يبلغ النمو 950 ألف برميل يوميًا، من أصل إنتاج يبلغ 57.5 مليون برميل يوميًا سنويًا.
 
ويشمل هذا الخفض أيضًا الولايات المتحدة، لكن بدرجة أدنى، مع تراجع 80 ألف برميل يوميًا على صعيد النفط الصخري، موضحة أنّ "كثيرًا من المنتجين يبدون مؤمّنين ضد أي انخفاض للأسعار على المدى القصير".
 
واعتبرت الوكالة أن "ارتفاع الأسعار ليس وشيكًا باستثناء وقوع حادث كبير، ولو أن الإشارات تحمل على الاعتقاد بأن الميل سيتغير، لاسيما على صعيد تطور الطلب في الدول غير الأعضاء في (أوبك)".
 
وأبرزت الوكالة أنَّ "سوق النفط عند منعطف تاريخي، وموقع النفط في مصادر الطاقة يتغير، إضافة إلى سياسة (أوبك) وثورة النفط الصخري في الولايات المتحدة"، لافتة إلى أنّ "الأعوام المقبلة يمكن أن تشكل لحظة حقيقة للسوق والصناعة التي اضطرت طيلة 150 عامًا إلى إعادة ابتكار ذاتها مرارًا".
 
وارتفع سعر خام "برنت"،بعد صدور تقرير الوكالة، أكثر من دولارين، إلى نحو 50 دولارًا للبرميل، وقفز سعر مزيج "برنت" في العقود الآجلة تسليم آذار/مارس إلى 50.16 دولارًا للبرميل، بزيادة 2.49 دولار عن مستواه، حين انتهى تداول عقود شباط/فبراير.
 
إلى ذلك، ارتفعت واردات الهند من الخام الإيراني 42% العام الماضي، مقارنة معها عام 2013، مع زيادة مشتريات شركات التكرير الهندية، للاستفادة من تخفيف العقوبات المفروضة على طهران.
 
وجاءت القفزة في مشتريات 2014 بدعم من ارتفاع الواردات 84% في كانون الأول، مقارنة معها قبل عام، إلى 348.4 ألف برميل يوميًا، أعلى مستوى لها منذ آذار/مارس.