نقش الحناء على الأيدي

كشفت الكاتبة والباحثة شيخة الجابري في كتابها "زينة وأزياء المرأة في دولة الإمارات العربية المتحدة"، عن فلسفة الجمال لدى نساء الإمارات بشكل واضح وجميل، من خلال تركيز الباحثة على أدوات الزينة التي أبرزت هوية المرأة الإماراتية والتقاليد التي توارثتها، ولا تزال بعض طقوسها تمارس حتى الآن.

ملكة الزينة

وتعد الحناء ملكة الزينة لدى نساء الإمارات، وتاريخ استخدامها في الدولة يرجع إلى بداية الحياة في باديتها، وقد تفننت النساء في رسم الحناء ونقوشها وأشكالها الزخرفية رغم ضآلة الأشكال التي عرفتها النساء قديماً لرسمها، إلا أنها كانت ذات دلالات كثيرة من حيث الجودة والإتقان والدقة في استخدامها، ولا تستطيع أي امرأة أن تقوم بعملية الحناء إن لم تكن أتقنت الصنعة عن والدتها أو إحدى قريباتها.

أدوات النقش

وكانت أدوات النقش لا تتعدى عود الثقاب أو شوكة النخل، إذ كانت النساء تستخدمها لنقش الحناء على الأيدي والأرجل، إذ تغمس المرأة أياً من الأعواد في عجينة الحناء السائلة ثم ترفعه بحيث يكون قد أخذ كتلة من العجينة، وتوضع على المكان المرغوب في نقشه، كما كانت المرأة تستخدم السبابة لنفس الغرض، غير أن نقش السبابة يبدو أكثر كثافة ولا يمكن إتقان الرسم به.

أما بعد ظهور النفط، وحدوث الطفرة الاقتصادية فقد تغيرت الأوضاع، وابتكرت النساء ما يساعدهن على إنجاز عملهن بتقنية أعلى، ليظهر «القمع» وهو كيس بلاستيكي سميك ذو فوهة صغيرة جداً، ليكون أهم أداة تستخدمها المحنية لرسم النقوش والرسوم الصغيرة والمعبرة والتفنن في رسمها بدقة ونعومة.

تمازج

أما النقوش الحديثة للحناء، فقد اتخذت أشكالاً متعددة، وصارت المرأة تلجأ لصالونات التجميل من أجل الحصول على أحدث النقوش التي تتمازج مع المحلية والهندية والسودانية وغيرها، مما يزخر به السوق من نقوش وأفكار.