لندن _ كاتيا حداد
كشفت دراسة جديدة أن ملايين الأمهات الجدد لا يدعمن الرضاعة الطبيعية، التي من شأنها تقليل نسبة الأمراض والعدوى لدى الأطفال وتحمي من الاضطرابات الضارة، بما في ذلك مرض السكري والسمنة في المستقبل، ولكن على الرغم من هذا، فإن بريطانيا لديها أدنى معدلات الرضاعة الطبيعية في العالم، مع واحد فقط من 200 يختارون الرضاعة الطبيعية لأطفالهم بعد عيد ميلادهم الأول.
وبيّنت أبحاث حديثة، أن دعم الرضاعة الطبيعية مفقود في أجزاء كثيرة من بريطانيا، حيث لا تتوفّر مساعدة من أقرانها إلا في 56% من البلاد، وقال الباحثون إن عدم وجود أمهات مخصّصات للرضاعة، سببه انخفاض التمويل في أجزاء كثيرة من البلاد، وأوضحت منظّمة الصحة العالمية أن الأطفال يجب أن يرضعوا من أمهاتهم فى أول 6 أشهر من الولادة، وبعد ذلك يخلط اللبن مع الطعام حتى يبلغ عامين، فينبغي أن تقدم العائلة الدعم إلى الأمهات المرضعة، وفى الماضي كانت المرضعات عادة من المتطوعات، ولكن الأبحاث الجديدة تكشف أن توافر هؤلاء المرضعات يختلف بشكل كبير من منطقة إلى أخرى.
وأوضحت الدكتورة إيمي غرانت، العالم الاجتماعي في كارديف جامعة الغارديان، أنّه "خلافًا للتوجيهات الوطنية، التي تنصّ على أن دعم الأقران يجب أن يكون متاحا في بريطانيا للمساعدة في بدء واستمرار الرضاعة الطبيعية، وجدنا أن التغطية في جميع أنحاء بريطانيا وداخل المناطق كانت متغيرة، ينبغي الآن القيام بمزيد من العمل للوصول إلى الأمهات من المناطق المحرومة، لمنع حدوث المزيد من التفاوتات الصحية".
ودشّنت هذه الدراسة بناءً على مسح 696 منسقًا لتغذية الرضع متمركزين في وحدات الولادة في جميع أنحاء بريطانيا، وكشفت النتائج أن المرضعات لا يتوفرن إلا على 56 في المائة من مناطق بريطانيا، كما أن الرضاعة الطبيعية تدعم المجموعات التي تقدمها المنظمات الخيرية في 89% من المناطق البريطانية.
وأضاف الباحثون أن يوركشاير وشمال شرق لندن، من المناطق السيئة بشكل خاص فى تقديم الدعم للرضاعة الطبيعية للأمهات الجدد"، مشيرين إلى أنّ المنسقين أفادوا بأن نقص التمويل هو السبب في تراجع دعم الرضاعة الطبيعية، وقالت مديرة الخدمات في جمعية "ن ك ت" للجمعيات الخيرية للوالدين، جولييت ماونتفورد، إنها شعرت بخيبة أمل ولكن لم تصدم بالنتائج، وتبيّن الأبحاث أن "80 في المائة من الأمهات اللواتي يوقفن الرضاعة الطبيعية في الأيام الأولى يفعلن ذلك قبل أن يرغبن في ذلك، وتقول لنا النساء كم يقدرن الدعم الماهر لمساعدتهن على الاستمرار"، وأضافت الدراسة أن النتائج تعزّز الحاجة إلى تغيير الموقف تجاه الأمهات المرضعات، "يجب أن يكون هناك تحول في القيم المجتمعية والمواقف تجاه الرضاعة الطبيعية، لا تزال الأمهات يشعرن بعدم الارتياح والحرج عند الرضاعة الطبيعية في الأماكن العامة - وهذا أمر غير مقبول ويجب تغييره".