لندن ـ كاتيا حداد
كشف مجموعة من الخبراء إنَّ أكثر من رُبع النساء لا يحصلن على كمية كافية من الحديد، مما يعرضهن لخطر التعب طوال الوقت ، وفقدان الشعر، وتقلبات المزاج، والإصابة بالأنيميا.
وتعتبر الأسباب الرئيسية لذلك كثيرة بداية من انتشار مستخدمي موقع "إنستغرام" النباتين إلى انتشار المطاعم الخالية من اللحوم، وتناول كميات أقل من اللحوم، أو الابتعاد عنها والذي يعتبر الآن توجه رائع.
ويُحذر الخبراء من أنَّ النصائح المُضللة حول اللحوم الحمراء والمبادئ التوجيهية الغذائية المُصممة لتتناسب مع الجميع ، تُعرض الملايين من النساء البريطانيات لخطر نقص التغذية؛ ونقص الحديد.
ويمكن أن يؤدي نقص المغذيات الرئيسية الموجودة في اللحوم الحمراء إلى التعب المستمر، وفقدان الشعر وتقلب المزاج ، وهناك 27% من النساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 19 و64 عامًا لا يحصلنَّ على الحد الأدنى المُوصي به من الحديد.
ووجدت آخر دراسة استقصائية عن التغذية والنظام الغذائي لتقييم العادات الغذائية أنَّ النساء يأكلن ما متوسطه 47 غرامًا فقط من اللحوم الحمراء يوميًا على مدار السنة، وهو مؤشر خطر أقل خطورة بالثلث عما تنصح به وزارة الصحة، والتي تبلغ 70 غرامًا في اليوم.
وفي العام الماضي، كان دليل " إيتويل" الحكومي الذي يُوفر المشورة الغذائية للبريطانيين قد تم تحديثها لينصح الجميع بأن "يتناولون لحمة حمراء أقل" ، وهذه التوصيات خطيرة لأنها نصيحة لا تتناسب مع الجميع فيما يتعلق باستهلاك اللحوم الحمراء، وفقًا لما ذكرته الدكتور إيما ديربيشاير، خبير التغذية والصحة العامة ، قائلة "إنَّ هذا ضمانًا أنَّ الجميع يحتاجون إلى تناول نسبة أقل من اللحوم الحمراء والمعالجة، في حين أن هذه النصائح لا تنطبق إلا على أولئك الذين يستهلكون اللحوم الحمراء والمعالجة في المقام الأول ، حيث أن َّإيصال مثل هذه الرسالة إلى الجميع يضع مجموعات ضعيفة مثل الفتيات والنساء اللواتي يحصلن على كميات منخفضة بالفعل من اللحوم معرضة لخطر الإصابة بفقر الدم ونقص الحديد".
وتابعت ديربيشاير "هذا يعني ضمنًا أنَّ الجميع يحتاجون إلى تناول كميات أقل من اللحوم الحمراء واللحوم المصنعة، في حين أن هذه المشورة لا تنطبق إلا على أولئك الذين يستهلكون اللحوم الحمراء والمعالجة بشكل مفرط في المقام الأول ، وإنَّ ما نشر مثل هذه الرسالة على الجميع يضع الجماعات الضعيفة مثل الفتيات والنساء اللواتي لديهن بالفعل انخفاض في تناول اللحوم في خطر الإصابة بفقر الدم ونقص الحديد".
ويُعد فقر الدم الناجم عن نقص الحديد هو اضطراب التغذية الأكثر شيوعًا في العالم وفقًا لمنظمة الصحة العالمية ، وفي بريطانيا، تري المجلة الطبية البريطانية أنَّ ثلاثة% من الرجال و 8% من النساء يُعانين من فقر الدم الناجم عن نقص الحديد في حين أن واحدة من بين عشر نساء بريطانيات يعانين من نقص الحديد ، وعلاوة على ذلك، في حين أنَّ الأطفال يحتاجون إلى الحديد اللازم لعملية النمو، تُشير الدراسة إلى أنَّ ما بين 15 و 40% قد لا يحصلون على الحديد الذي يحتاجونه، وإذا كان هؤلاء يرضعون من الثدي، قد يمكن ذلك بفضل النظام الغذائي للأم ، حيث أن النساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 16 و49 عامًا في بريطانيا يستهلكن 47 غرامًا يوميًا من اللحوم الحمراء والمُصنعة، بينما تقترح الحكومة أن نحصل على نحو 70 غرام كل يوم ، أو 500 غرام في الأسبوع ، للحصول على كمية الحديد اللازمة للحفاظ على مستويات صحية جيدة.
وتباع الدكتور جيل جينكينز، طبيب ممارس في مستشفى بريستول ، إنَّ نوع الحديد الموجود في اللحوم يسمى حديد الهيم ، وهو ما يعبتر أكثر سهولة في عملية الاستيعاب من نوع الحديد الذي نحصل عليه من البقول والخضروات ، كما أنَّ الحديد الموجود في السبانخ يعتبر جيد بالنسبة لنا".