تناول الحلويات يعرض لالإدمان

يتخلّى الكثيرون عن الوجبات الخفيفة السكرية خلال فترة الصوم الكبير، وذلك في محاولة لان يكونوا أكثر صحة، ولكن سواء كان ذلك من خلال الامتناع عن تناول الشوكولاتة، أو المشروبات الغازية أو الحلوى، فيجد البعض أنه من الصعب مقاومة هذه الوجبات، ويعتقد أحد العلماء أن الناس يمكن أن يصبحوا حقا "مدمني" سكر بهذه الطريقة والتي تصبح كمخدّر، ويؤدي التخلّي عنها إلى أعراض الانسحاب والرغبة الشديدة.

وشرحت طالبة الدكتوراه في كلية ولاية بنسلفانيا للطب، جاردون جاينز لويس، ما يحدث في الدماغ عندما يتخلى الشخص عن السكر، مشيرة إلى أنه في علم الأعصاب، يعتبر "الغذاء المكافأة الطبيعية" حتى يتسنى لنا البقاء على قيد الحياة كمخلوقات، يرسل الدماغ إشارات بالمتعة عند تناول الطعام أو ممارسة الجنس أو رعاية الآخرين إلى الدماغ بحيث يتم تعزيز هذه السلوكيات وتتكرّر، وأدى تطور في هذا المسار إلى تطوير نظام الدماغ الذي يقدّم هذه المكافآت الطبيعية لنا، فعندما نفعل شيئا ممتعًا، تستخدم مجموعة من الخلايا العصبية التي تسمى منطقة الجوفية السقيفية، الدوبامين وهو ناقل عصبي للإشارة إلى جزء من الدماغ يدعى النواة المتكئة، وتنشّط قشرة الفص الجبهي الهرمونات التي تخبر الجسم عند تناول قطعة من الشكولاتة مثلًا "مهلا، هذا كعكة جيدة حقًا، سأتذكرها في المستقبل"، وليست كل الأطعمة تعتبر مكافأة على قدم المساواة، بطبيعة الحال، فمعظمنا يفضل الحلويات على الأطعمة الحامضة ، لان نظامنا العصبي يعتبر الحلويات مصدر صحي من الكربوهيدرات لأجسادنا.

هناك 4 عناصر رئيسية من الإدمان "مخاطر الإكثار، والانسحاب، والحنين، وتخطى التوعية"، وتوجِد جميع هذه المكونات، النماذج الحيوانية لإدمان للسكر، وكذلك تعاطي المخدرات، وقد تم إجراء تجربة نموذجية لإثبات أن إدمان السكر هو إدمان حقيقي، حيث تم إعطاء مجموعة من الفئران حرموا من الطعام لمدة 12 ساعة كل يوم أطعمة سكرية بطريقة منتظمة، بعد شهر واحد من اتباع هذا النمط اليومي أبدت الجرذان سلوكيات مشابهة لتلك الموجودة في تعاطي المخدرات، ويطلق الدماغ مثل ما يحدث في المخدرات عند تناول السكر الدوبامين في النواة المتكئة، وعلى وجه التحديد، يزيد السكر من تركيز نوع المستقبلات المثيرة التي تسمى D1، في حين يقلّل نوعًا آخر من المستقبلات المثبطة والتي تسمى D2.