الرئيس الأميركي دونالد ترامب

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنه يتناول عقار هيدروكسي كلوروكوين للوقاية من فيروس كورونا، وكرر ترامب مراراً أن الأدوية التي تم تطويرها بغرض علاج مرض الملاريا (الكلوروكوين ومشتقاته) تعالج مرض كوفيد-19 الذي يسببه فيروس كورونا رغم من أن العلماء يقولون إنه لا يوجد دليل قطعي على ذلك.

وتجري حاليا دراسات لمعرفة مدى فعالية الكلوروكين ومشتقاته التي تستخدم لعلاج الملاريا. وتقول منظمة الصحة العالمية إنها تشعر بالقلق من الأنباء التي تتحدث عن لجوء بعض الأشخاص إلى هذه الأدوية وما يسبب ذلك من أضرار بالغة لهم، وكرر هذه المخاوف كبير مسؤولي الصحة الأميركي السابق.

ويقول الدكتور ريك برايت الذي عزله الرئيس الأميركي دونالد ترامب من منصبه في أبريل / نيسان من قيادة جهود تطوير اللقاحات الحكومية ضد فيروس كورونا، إن تركيز ترامب على هذه الأدوية "شتت جهود عشرات العلماء الأمريكيين على مستوى البلاد"، وأدت التغطية الإعلامية المكثفة لهذا الموضوع إلى ارتفاع الطلب على هذه الأدوية كعلاج محتمل لكورونا على المستوى العالمي.

أشار الرئيس ترامب مراراً إلى الإمكانات التي يمتلكها عقار هيدروكسي كلوروكين في مؤتمراته الصحافية في البيت الأبيض. وقال خلال أحد هذه المؤتمرات: "ما الذي يمكن أن تخسره؟ تناوله" قاصداً الدواء. ولم يتأخر الرئيس البرازيلي جاير بولسونارو في تكرار إدعاءات ترامب حيث قال مقطع فيديو أن "هيدروكسي كلوروكوين يعمل في جميع المناطق" وسارعت فيسبوك إلى حذف المقطع بسبب خرق المقطع لقواعد فيسبوك المتعلقة بنشر الأخبار الزائفة.

بعد حديث ترامب عن هذا الدواء في أواخر مارس/ آذار الماضي شهدت الولايات المتحدة زيادة حادة في الوصفات الطبية لكل من الكلوروكين والهيدروكلوروكين. وقد تراجع الطلب عليها لاحقاً.تستخدم الأقراص التي تحتوي على مركب الكلوروكين منذ فترة طويلة في علاج الملاريا للحد من الحمى والالتهابات وتسود أمال أنها يمكن أن توقف تكاثرا الفيروس الذي يسبب مرض كوفيد-19لم تعط التجارب الجارية على هذا الدواء حتى الآن ما يكفي من أدلة على فعاليته في علاج مرضى فيروس كورونا اضافة الى المخاطر التي تحملها آثاره الجانبية ومن بينها تضرر الكلى والكبد.يقول كومي كبينيغي من جامعة أوكسفورد والذي أعد بحثا ضد اختبار هذه الأدوية على مرضى كوفيد-19: "نحن بحاجة إلى تجارب سريرية عشوائية على نطاق أكبر وعالية الجودة من أجل تقييم فعاليتها بشكل أفضل".وتجري حالياً أكثر من 20 تجربة في هذا المجال في انحاء مختلفة من العالم من بينها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وإسبانيا والصين.في الولايات المتحدة تجري تجارب مختلفة على استعمال مزيج من الأدوية بما في ذلك الكلوروكين وهيدروكسي كلوروكوين ومضاد حيوي يسمى أزيثروميسين في علاج مرضى كوفيد-19.

في أواخر مارس / آذار منحت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) تصريحاً لاستخدام هذه العقاقير في "حالات الطوارئ في علاج عدد محدود من مرضى كوفيد-19 في المستشفيات".وهذا لا يعني أن إدارة الغذاء والدواء الأمريكية ترى أن هذه الأدوية فعالة في معالجة المرض. لكنه يعطي المسشتفيات الأذن في ظروف معينة في طلب واستخدام هذه الأدوية من المخزونات الحكومية لاستخدامها في علاج مرضى كوفيد-19.وما لبثت أن أصدرت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية في 24 أبريل/ نيسان تحذيراً من مخاطر استخدام المواد بسبب التقارير التي تتحدث عن مشاكل في انتظام نبضات القلب لدى المرضى.وقالت الحكومة الأمريكية إن 30 مليون جرعة من دواء هيدروكسي كلوروكين تبرعت بها شركة أدوية مقرها ألمانيا للولايات المتحدة الأمريكية.كما تستعمل دول أخرى الأدوية المضادة للملاريا في علاج مرضى فيروس كورونا بدرجات متفاوتة.وسمحت فرنسا للأطباء بوصف هذه الأدوية لمرضى كوفيد-19 لكن هيئة الرقابة على الدوية في البلاد حذرت من آثارها الجانبية.

بيل غيتس: قد نحتاج لتقديم تنازلات للتعجيل بإنتاج لقاح لفيروس كوروناوأوصت وزارة الصحة الهندية باستخدام هيدروكسي كلوروكين كعلاج وقائي للعاملين في مجال الرعاية الصحية وكذلك للأسر التي تتعامل مع حالات مؤكدة لمرض كوفيد-19 وبموجب وصفة طبية من الطبيب.ورغم ذلك حذرت هيئة الأبحاث الحكومية الهندية من الاستخدام الواسع للعقار وقالت إنه "تجريبي" وفقط في حالات الطوارئ.سمحت العديد من دول الشرق الأوسط باستخدام هذا العقار أو تجربته. ومن بينها مملكة البحرين (التي تقول أنها كانت من أوائل الدول التي استخدمته لعلاج مرضى الفيروس) والمغرب والجزائر وتونس.

لا تزال الأسر في نيجيريا تستخدم بانتظام أقراصاً تحتوي على الكلوروكين لعلاج الملاريا على الرغم من أنه تم حظر استعمال هذا الدواء منذ عام 2005 كخيار اول في معالجة المرض بسبب قلة فعاليته. أثارت أنباء عن دراسة جرت في فبراير/ شباط الماضي في الصين حول استخدام الكلوروكوين لمعالجة مرضى فيروس كورونا الكثير من الاهتمام في نيجيريا وبدأ الناس في تخزين الدواء. وبعد إشارة ترامب إليه كعلاج ضد مرضى الفيروس زاد الاقبال عليه واختفى الدواء من المتاجر والصيدليات بسرعة كبيرة. لكن الهيئة الحكومية المسؤولة عن مكافحة الأمراض في نيجريا طالبت الناس بالتوقف عن تناول الدواء لأن "منظمة الصحة العالمية لم تصرح باستخدام الكلوروكين في معالجة مرضى كوفيد-19". بينما أوصى حاكم ولاية باوشي النيجيرية بالا محمد الناس باستخدام الكلوروكين وزيثروماكس بعد أن تناولهما هو بنفسه.وقال مسؤولون في ولاية لاغوس إن هناك عددا من الأشخاص الذين تعرضوا للتسمم بسبب تناول جرعات زائدة من الكلوروكين.

قد يهمك أيضًا:  

  "خطوة أميركية" جديدة لإنتاج أدوية لمكافحة فيروس "كورونا"

"الصحة العالمية" تتعهّد باستمرار مكافحة "كورونا" بعد تهديدات ترامب