الأفلام الإباحية

أبدت أليسون هافي غضبها عندما نما إلى علمها قيام صبيها الذي بات يبلغ حالياً من العمر 13 عامًا بمشاهدة موادًا إباحية، متسائلة عن السبب الذي يدفعه وراء القيام بذلك خاصةً وأنه لا يتمتع بسلوك منحرف، وما أدركته أليسون حالياً هو أنه من الطبيعي بالنسبة للصبية وجود رغبة لديهم في مشاهدة الصور الإباحية، وفي الحقيقة فإن متوسط العمر في بريطانيا لأول مشاهدة لهذه المواد الإباحية هو 11 عامًا، بينما وعلى صعيد الصبية الأكبر في العمر، فإنه من الطبيعي تمامًا مشاهدتهم للصور الإباحية بعد إستطلاع خضع له  3000 صبي في الفترة العمرية من 13 إلى 18 عامًا وتبين بأن 81% منهم يشاهدونها.

 
وذكرت أليسون - التي تعاونت مع دايينا بوتشيو في كتابة إحدى الكتب التي تتناول قضايا عن الآباء والأمهات في العصر الرقمي – بأن هناك إثنين من النتائج الكبيرة أولها تلك التي تشير إلى المحادثات بشأن السلوك الجنسي ووقوعها حتماً في القريب ووسط العائلة. بينما ثاني هذه النتائج تتمثل في الحوار الذي بات حالياً أكثر أهمية بسبب انتشار المواد الإباحية على شبكة الإنترنت وإطلاع الأطفال عليها عبر هواتفهم المحمولة، وأكدت أليسون ديانا على أن هناك مخاطر لهذا الجيل قد تؤدي إلى تدمير الحساسيات الجنسية للصبية وعلاقاتهم المستقبلية، كما أن الفتيات اللواتي لا يبدين أية إهتمام على الأرجح في مشاهدة المواد الإباحية خلال هذه المرحلة من حياتهم في خطر للغاية.
 
وتبدو الغالبية العظمى من النساء التي تظهر في هذه المواد وقد قامت بالخضوع لعملياتٍ جراحية من أجل تحسين القوام، ما قد يعمل على تغيير الصورة لدى الصبية في الفتيات اللواتي سوف تجمعهم بهن علاقة جنسية، وبحسب دراسة IPPR في عام 2014، فإن 75 بالمائة من النساء الشابات تقول بأن المواد الإباحية دفعتها إلى التصرف بطريقة معينة عند ممارة الجنس. وهو ما يظهر جلياً في التزايد المعتاد للجنس الشرجي. كما ناقش الكتاب اللغة والمواقف المتحيزة ضد المرأة فضلاً عن العنصرية والمثلية الجنسية والتي أصبحت شائعة نتيجة التعرض للمواد الإباحية.
 
ودعت أليسون التي تدير مع ديانا ورش عمل مدرسية كجزء من مشروع بعنوان ( تنمية الوعي و الوقاية ) إلى ضرورة قيام الآباء بفتح نقاش مع الأبناء في بداية سن المراهقة وربما قبل تجاوزهم العاشرة من العمر حول المواد الجنسية التي يتم عرضها على مواقع الإنترنت وكيف أنه لا علاقه لها بالتجربة الحياتية الحقيقية، وجاء في كتاب أليسون من شهادة الصبية الذين تحدثوا مع آبائهم بشأن الصور والمواد الإباحية بأنهم يتذكرون جداً ذلك الحديث. حيث أوضح أحد هؤلاء الصبية البالغ من العمر 11 عامًا بأن والده أخبره أن النساء لا يتم التعامل معها جنسياً كما يظهر على مواقع الإنترنت الإباحية، فيما أشار صبي آخر يبلغ من العمر 12 عامًا على أن والده قد اكد له تجنب الرجال الحقيقيين مشاهدة الجنس وثقتهم في النساء وكيفية رعايتهن.
 
وترى أليسون بأن التمتع بحياة جنسية رائعة يتطلب التحدث مع الفتيات، والإعتماد على ثلاثة أشياء تتمثل في الصداقة و الحب و الألفة، مضيفةً بأن أي شخص يقوم بتشغيل ألعاب الفيديو الجنسي و الموسيقي المهينة إضافةً إلى المواد الإباحية العنيفة على الإنترنت إنما يعمل على دعم ثقافة جنسية كارهة للنساء.