الشاي الأخضر

أفادت دراسة جديدة أن المادة الكيميائية الموجودة في الشاي الأخضر  تساعد على تحسين الذاكرة، ومهارات التخاطب والسلوك في الأشخاص الذين يعانون من متلازمة داون، كما يدعي الأطباء, وفي تجارب سريرية استمرت لمدة سنة، وأدى العلاج إلى تحسين الدرجات في الاختبارات وتحسين نوعية الحياة، من خلال دراسة نشرت في مجلة لانسيت لعلم الأعصاب, وقد استمر الأثر الإيجابي لستة أشهر بعد انتهاء التجربة.

وكشف مسح المخ أن المركب، الذي يدعى يبيغالوكاتشين غالاتي، غير طريقة خلايا الدماغ في التواصل مع بعضها البعض, وأوضح، مؤلف الدراسة والباحث في مركز تنظيم الجينوم في برشلونة البروفيسور مارا ديرسن: "هذه هي المرة الأولى التي يثبت فيها العلاج أنه فعالا في تحسين المعرفة في الأشخاص الذين يعانون من هذه المتلازمة، ولكن لا ينبغي تفسير النتائج بأنها بمثابة العلاج، ولكنه قد يكون أداة لتحسين حياة هؤلاء الأفراد".

ووصف الخبراء الدراسة بأنها "مثيرة" و "جزء هام من العمل", في الوقت نفسه، أكدوا على التحقق من صحة النتائج في تجارب إضافية, وتعتبر متلازمة داون هي الشكل الوراثي الأكثر شيوعا للإعاقة الذهنية، وتؤثر على ما يقرب من 1 من 1000 شخص، وفقا لمنظمة الصحة العالمية، وهو معروف أيضا باسم الثلث الصبغي 21، ويتسبب في حالة من وجود نسخة إضافية من كروموسوم رقم 21< وتوضح أن البشر لديهم عادة 23 زوجا من الكروموسومات، والتي تحتوي معا على ما يصل إلى 25 ألف من الجينات المكودة للبروتين, وفي التجارب السابقة على الفئران صممت لتقليد داون، أستاذ ديرسن أظهر أن تثبيط واحدا من هذه الجينات،DYRK1A، يعمل على تحسين وظيفة التطور في المخ, ولكن التقنية المستخدمة، العلاج الجيني، ليست خيارا بالنسبة للبشر، لذلك تحول الباحثون إلى مركب الشاي الأخضر, وفي التجارب، تم تقسيم 84 من الشباب ممن يعانون من متلازمة داون إلى مجموعتين.

وقدم إلى أحدهما تكملة الشاي الأخضر الخالي من الكافيين التي تحتوي على 45% من غالات غالاتي، جنبا إلى جنب مع التدريب المعرفي عبر الإنترنت أسبوعيا, وكانت المجموعة الثانية تواظب على نفس التدريب، ولكن استهلكت مادة شبيهة بالمكمل الغذائي, واستغرقت اختبارات الدراسة ثلاثة أو ستة أشهر و 12 شهرا.

وشهدت المجموعة الثانية تغييرات قليلة أو معدومة في معظم الفئات، ولكن في عدد قليل، مثل القدرة على تذكر الأنماط، تذكر الكلمات والتكيف مع سلوك الحالات مختلفة، وسجلت مجموعة "الشاي الأخضر" نتائج أفضل بكثير، وعلاوة على ذلك، فإنها تحسنت مع مرور الوقت, وتعليقا على هذه الأبحاث، قال البروفسور ديفيد نات، رئيس مركز في امبريال كوليدج في لندن: "إنه أمر مثير أن فهم البيولوجيا العصبية الوراثية لمتلازمة داون يؤدي إلى إمكانية علاج اضطراب معين, وقالت ماري كلود بوتييه، وهي متخصصة في متلازمة داون في معهد باريس للمخ والعمود الفقري، أن النتائج تمثل "قفزة إلى الأمام،" لكن ذلك سلامة يحتاج إلى تأكيد.