سرطان المثانة

اكتشف الباحثون اختبارًا جديدًا للبول، يهدف إلى التعرف على مرض سرطان المثانة، والذي يساعد على تجنب التدخل الجراحي لمرضى السرطان، وتوفير ملايين الجنيهات، التي تتكبدها منظمة "نهس" الداعمة لمرضى السرطان. ويصيب سرطان المثانة حوالي 10 آلاف شخص سنويا في بريطانيا، وينتشر المرض خارج المثانة في عشرة في المائة من الضحايا عند تشخيصه، فيمكن للمؤشر المبكر لهذا المرض أن ينقذ حياه المرضى، مثل وجود نقاط من الدم في بول المريض.

ومن المتعارف عليه عند الاشتباه في الإصابة بسرطان المثانة، يتجه الطب إلى اخضاع الأفراد لتنظير المثانة، حيث يتم تمرير كاميرا داخل أنبوب رقيقة ومرنة في المثانة عن طريق مجرى البول. ورغم إن هذا الإجراء يتم تحت مخدر موضعي، يمكن أن يسبب عدم الارتياح للمريض - ووجود فرصة لنقل عدوى للمثانه.

ولهذا ظهر الاختبار الجديد، الذي يسمى أورومارك، فهو ببساطه فحص لعينه بول يتم ارسالها إلى مختبر متخصص. ويقوم اختبار أورومارك، والذي طوره باحثون في كلية لندن الجامعية، باستكشاف سرطان المثانة في 98 في المائة من الحالات، وهو رقم يعادل نتائج تنظير المثانة. وهو يعمل عن طريق فحص 150 علامة في البول والتي تحدد سرطان المثانة.

وكانت الاختبارات السابقة قادرة على الكشف عن اثنين أو ثلاثة فقط من علامات مرض سرطان المثانة، وقادرعلى تشخيص فقط 70 في المائة من المرضى الذين يعانون من هذا المرض. ويعتقد العلماء المسؤولون عن أورومارك أن هذا الاختبار يمكنه أن ينقذ أموال مؤسسة نهس والتي تتكلف 25 مليون جنيه استرليني سنويا، وذلك عن طريق التخلص من تنظير المثانة. حيث يتم إجراء ما يقدر بـ 000 ,110 تنظرا في بريطانيا كل عام، وتتكلف مؤسسة نهس حوالي 55 مليون جنيه استرليني.

وتجري الآن تجارب أخرى قبل أن تصبح اختبارات أورومارك متاحة على نطاق واسع في العام المقبل. ويقول الدكتور اندي فيبر، كبير الباحثين في جامعة أوكل وجزء من فريق تطوير أورومارك. "هذا هو أول اختبار لتشخيص سرطان المثانة يتسم بدرجة عالية من الدقة".

وأضاف البروفسور جون كيلي، أستاذ المسالك البولية والاستشاري وأخصائي أمراض المسالك البولية في جامعة لندن كوليدج لندن ومشارك فريق تطوير أورومارك، "غالبا ما يتم تشخيص المرضى الذين يعانون من سرطان المثانة خصوصا النساء في وقت متأخر من سرطان المثانة، وغالبا ما يضطرون إلى زيارة الطبيب عدة مرات مع الاعراض قبل الكشف، لذلك يصعب علاجهم والنتيجة تكون أسوأ". ووجود مثل هذا الاختبار يمكن يساعد على الشفاء التام من المرض خصوصا عند اكتشافه في مراحله الأولى.