سرطان الكلى

عشرة آلاف من البريطانيين مرضى بسرطان الكلى كل عام يتعين عليهم إزالة الورم بواسطة الروبوت، وذلك بعد أن وافق قادة الصحة أن هذا الإجراء يقلل "الألم الذي لا يطاق تقريبا" الذي يعاني منه كثير من المرضى خلال فترة التعافي.
 
آلة دافنشي متعددة الأذرع ذات الـ2 مليون جنيه استرليني، المرخصة حتى الآن فقط لجراحة البروستاتا، هي واحدة من تسعة إجراءات الموصى بها، قد برهنت على فائدة سريرية أكبر وبتكلفة أقل، القرار الآن بيد هيئة الصحة في إنكلترا، التي خططت لوقف تشغيل الإجراء الروبوتي لأنه يكلف مئات من الجنيهات أكثر من الجراحة التقليدية لأنه يستخدم أدوات ينبغي التخلص منها بعد كل عملية، ومع ذلك، تم إقناع المفوضين الطبيين بتقديم أدلة واسعة من الجمعية البريطانية لجراحي المسالك البولية، لتظهر نتائج أفضل لهؤلاء الذين يخضعون لعمليات الروبوت.
 
وقال بن تشالاكومب، استشاري جراحة المسالك البولية للرجال في مؤسسة سالفورد، والذي أجرى 400 عملية روبوتية لسرطان الكلى ودرب 15 جراحًا على هذه التقنية: "إنها أخبار سارة للمرضى. هذا الإجراء يسمح فقط بأخذ الجزء السرطاني في الكلى، بدلا من إزالة الكلية بالكامل كما هو متاح في الخيار التقليدي، وهذا أفضل للمريض بالطبع"، وتتم كل العمليات تحت التخدير العام. في الجراحة التقليدية، يتم إجراء شق مائل بطول 6 إنشات على مقربة من أدنى ضلع في المريض، مما يسبب الألم في الوقت الذي يتعافى فيه المريض، أما في الجراحة الروبوتية، يتم صنع شق صغير طوله خمسة ونصف إنشات إلى أسفل قليلا عبر الورك بين السرة والظهر، ويتم إدخال من خلال هذه الشقوق الأدوات العالقة على أذرع الروبوت دافنشي، ويتم التحكم فيها عن بعد من قبل الجراح، ويتم تخفيف الكلى من الأنسجة المحيطة ويتم إيقاف تدفق الدم في حين يتم إزالة السرطان. وتستغرق هذه العملية حوالي 30 دقيقة. فالتوقيت أمر حيوي، لأن الفشل الكلوي يحدث في الوقت الذي تحرم فيه الأعضاء من الأكسجين، والروبوت يعمل برؤية وبراعة أكبر من تلك المتاحة في الجراحة التقليدية.
 
وأكد البروفيسور نعيم سومرو، مدير الجراحة الروبوتية في نيوكاسل أبون تاين، والذي يستخدم اثنين من الروبوتات لستة من الإجراءات: "إن الجراحة الروبوتية تسمح للجراحين بإجراء كل هذه الخطوات، بما في ذلك خياطة الكلى مرة أخرى بعد الاستغناء عن الأورام، وبسرعة كبيرة، على وجه التحديد"، أحد المستفيدين من هذه التقنية الجديدة باري هارتويل، من هيتشن، هيرتفوردشاير، الذين تم تشخيصه بخمسة أورام في الكلى في أبريل من العام الماضي، يقول: "جدي ووالدتي توفيا بمرض الكلى الذي انتشر، وأخي الأكبر أيضا، وقد تمت إزالة الكلى كليا، ولكن كنت ما زلت شاعرا بالصدمة حينما قيل لي أني مريض بسرطان الكلى على كلا الجانبين، لأنك عندما يكون عمرك 27 تعتقد أنك لا تقهر"، مشيرًا الى أنه تمت إزالة الأورام الأربعة على جنبه الأيمن في مايو من العام الماضي بالجراحة المفتوحة، مما تسبب له في ألم تعافي لا يطاق تقريبا، حيث كان يعاني من صعوبة في التنفس، والحديث، والانتقال، والسعال. "حتى الآن، ما زلت أعاني من آلام في الجانب الأيمن لدي"، وأضاف: "قضيت سبعة أيام في المستشفى، وعدة أيام أخرى في العناية المركزة، وكان علي أن آخذ إجازة ثمانية أسابيع من العمل. كنت أعرف أنني بحاجة إلى إزالة الورم في كليتي، ولكنني بالكاد استطعت تحمل فكرة أن أمر بكل ذلك الألم مرة أخرى".
 
وأشار باري إلى السيد تشالاكومب الذي أجرى له جراحة في الجانب الأيسر بالروبوت، قائلا: "بالمقارنة مع العملية الأولى لي، كان لدي انتعاش ملحوظ، لم أكن في حاجة للذهاب إلى الرعاية المركزة، غادرت المستشفى بعد ثلاثة أيام وكان ألمي حتى أقل من ذلك بكثير، ولم أشعر بشيء على الإطلاق بعد الأسبوع الأول. وفي غضون أسبوعين، عدت إلى العمل"، وكان هناك ما يقرب من 11900 حالة جديدة من سرطان الكلى في المملكة المتحدة في عام 2013، بزيادة نسبتها 38 في المائة خلال عشر سنوات، هناك 60 روبوت مستخدمة داخل مستشفيات هيئة الصحة البريطانية، وفي حين يستخدم الاستخدام الروتيني لجراحة البروستاتا، الكثير قد يستخدم أيضا لعلاج سرطان الرئة والمثانة والأمعاء والحلق وسرطان البلعوم.
 
ويخطط جراحو الصدر في نيوكاسل لتجربة عمليات سرطان الرئة بعد أن أسفرت 100 عملية روبوتية للمرضى أن يتمكنوا من العودة إلى ديارهم بعد 1-3 أيام من الجراحة، وتوفير أكثر من التكلفة الإضافية للعملية جراحية.