مجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة

تمكن فريق طبي من استشاريين وأخصائيين في جراحة الأعصاب في مجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة من تحقيق انجاز طبي مميز من خلال إجراء عملية فصل الجمجمة الجبهي عن عظم العين العلوي وإرجاع وضعية عظم الجبهة للحالة الطبيعية، وذلك من بالرغم نقص الإمكانيات والتجهيزات الطبية اللازمة في مستشفيات القطاع بسبب الحصار المفروض على غزة .

وتعاني الطفلة دعاء أبو طعيمة (عامين ونصف) من إغلاق مبكر لعظم الجمجمة مع تشوه في عظم الجمجمة والعين منذ الولادة , حيث يشير رئيس قسم جراحة الأعصاب في مجمع الشفاء الطبي الإستشاري د. باسل بكر إلى أن قرار إجراء العملية جاء بعد عرض الحالة على اللجنة الطبية لإقرار ما إذا كانت الحالة بحاجة للتحويل إلى الخارج من أجل إجراء عملية تجميلية للطفلة , حيث كان من السهل إجراؤها عند بلوغها 8 أشهر.

وبعد محاولات لتحويل الطفلة دعاء أبو طعيمة من أجل إجراء العملية في مستشفيات الضفة الغربية أو الداخل المحتل تم التواصل من قبل لجنة العلاج الخاصة بالتحويلات مع د. بكر كان القرار بفتح غرفة العمليات في مجمع الشفاء الطبي لإجراء العملية , حيث بدء الطاقم الطبي برئاسة د. باسل بكر رئيس قسم جراحة الأعصاب ود. ماهر أبو الخير أخصائي جراحة الأعصاب , ود. محمد الدحدوح ود. هشام الزيناتي استشاري التخدير , ود. آلاء أبو كميل والممرضين هاني الزيان ومحمد الرملاوي , بالإعداد لإجراء واحدة من أعقد عمليات تعديل عظم الجمجمة و العين حيث تم فصل كامل للطبقة الأساسية من الوجه بدءً من منتصف أعلى الرأس وحتى منتصف الوجه , وخلال العملية التي استمرت ثلاث ساعات متواصلة تم فصل عظم الجمجمة الجبهي و عظم العين العلوي مع دفعة للأمام وإرجاع وضعية العظم للحالة الطبيعية , وإعادة طبقة الوجه إلى وضعها الطبيعي دون أي مضاعفات تذكر, حيث أن مثل هذه الجراحات تجرى عادة في مراكز متخصصة وبمشاركة فريق من جراحات الأعصاب والوجه والتجميل, والآن وبعد أسبوعين من إجراء العملية ومغادرة الطفلة للمستشفى , تشهد الحالة استقرار وتماثلت للشفاء.

وتقدم رئيس قسم جراحة الأعصاب د. باسل بكر بالتحية والتقدير إلى إدارة مجمع الشفاء الطبي والطاقم الطبي والتمريضي المشرف والمشارك في العملية على ما أبدوه من مسؤولية كبيرة وحرص على تسجيل تطور جديد في مجال جراحات المخ والأعصاب واستطاعوا التغلب على نقص الإمكانيات والموارد , وإصرارهم على تطوير الخدمة والتخفيف من قائمة الانتظار للتحويل للعلاج في الخارج , وتعزيز ثقة مواطنينا بالخدمة الطبية المقدمة في قطاع غزة .

وتقدم والد الطفلة مهران أبو طعيمة بالشكر والتقدير إلى الطاقم الطبي وتفانيهم في إنهاء معاناة ابنته , وعدم تكبد معاناة السفر .

وأشاد مدير عام مجمع الشفاء الطبي د. مدحت عباس بهذا التطور النوعي في مجال جراحات المخ والأعصاب , والمفردات الجديدة التي تكتب و تتزاحم مع عتمة سنوات الحصار العشر , علها تبدد حالة الحرمان والتي جعلت المريض أول من صرخ فكان الطبيب الفلسطيني أول من لبى النداء ليثبتوا أن العقول المحاصرة لابد أن تتلألأ في حضرة الانجاز .