الأميركية تريسي كلينتيس

قرَّرت امرأة أميركية التخلي عن حلمها في إنجاب طفل، بعد علاج استمر عشرة أعوام أنفقت خلالها 100 ألف دولار.

وبدأت تريسي كلينتيس التي تبلغ من العمر 50 عامًا، من ولاية كاليفورنيا، محاولاتها للحمل وإنجاب الاطفال عندما كانت تبلغ من العمر32 عامًا، ولجأ الزوجان بعد خمسة أعوام من خيبة الأمل إلى للخضوع لعلاج الخصوبة، الذي اشتمل على 20 جولة للحقن المجهري أو التلقيح داخل الرحم، باستخدام الحيوانات المنوية لـ "توم"، والحيوانات المنوية من المانحين فيما بعد، وأربع دورات ونصف من عمليات التلقيح الإصطناعي.

وأكّدت الزوجة "كنت أحلم دائما بإنجاب الأطفال، وكنت مثل كل الفتيات ألعب بالدمى، على افتراض أني سأكون أمًا يوماً ما، وكنت أملك دمية مفضلة آخذها معي في كل مكان".

وأضافت تريسي التي تعمل كمعالجة في شؤون الزواج والأسرة، أنها كانت يائسة جدا من الحمل وتحقيق حلمها، وأن محاولاتها بلغت حد التعاسة.

"قمت بالكثير من المحاولات اليائسة، مثل الموجات فوق الصوتية الغازية، (فنغ شوي) لزيادة فرص الحمل، فضلاً عن العلاج بالإبر الصينية والشاي العشبي الأسود المثير للاشمئزاز المعروف باللون الأسود، واختراعات أخرى مثل القطران الذي كان من المفترض أن يجعلني آلة للإنجاب".

ولفتت "اعتقدت أن العلاج بالإبر الصينية قد يجعل من الشاي الأسود المر وسيلة لمعرفة قدرتي على الإنجاب، ففي حالة نجاحي في الاختبار وشرب الشاي، سيكون ذلك العلاج الحقيقي".

وتابعت "كنت أعرف أن محاولاتي خيالية وسخيفة، ولكنها لم تكن أكثر عبثاً من رفضي لإلقاء نظرة على الإحصاءات التي تشير إلى أن نسبة 70 % من النساء الذين يحصلون على دورات التلقيح الإصطناعي لا يتمكن من الحمل، أو رفضي لسماع نبرة الصوت المتشككة في قدرتي على الحمل خصوصًا وأن الجولة الأخيرة في العلاج بالتلقيح الاصطناعي كانت الأمل الأخير ، وأن إنتاجي للبويضات مخيب للآمال".

ونشأت تريسي في لوس أنغلوس كطفلة وحيدة لأبويها، ولم تكن تتخيل أنها لن تتمكن من أن تكون أماً، إذ كانت تقضي أوقات الفراغ تلعب بالدمى عندما كانت طفلة، وتحلم بإنجاب طفلها في يوم من الأيام.

وعندما التقت تريسي زوجها توم عام 1990 رفضت الانتظار لبدء تكوين الأسرة وإنجاب الأطفال، وتزوجت منه عام 1992، وقضيا السنوات القليلة الأولى من زواجهما في محاولات جادة من أجل إنجاب الأطفال.

وبعد مرور خمس سنوات في محاولات للحمل بشكل طبيعي، توجه الزوجان إلى أخصائي في أمراض الغدد التناسلية للعلاج للمرة الأولى، في عيادة في لوس اأنغلوس وشيكاغو فيما بعد.

وعلى مدى السنوات الخمس التالية، خضع الزوجان لعشرين جولة للحقن المجهري داخل الرحم، والتلقيح الاصطناعي في حين جربت تريسي مجموعة من العلاجات البديلة التي من شأنها أن تعزز فرصها في الحمل.

وعلى الرغم من الجهود المبذولة، لم تتمكن من الحمل، بعد إنفاق أكثر من 100 ألف دولار، وشكل اليأس من الإنجاب ضغوطاً على علاقة زواجها أدت في نهاية الأمر الى الانفصال.

وعندما قرر الزوجان التبني، قررت والدة الطفل الذي كانا يأملان في تبنيه تغيير رأيها في اللحظة الأخيرة، مما دفعهما إلى عدم التفكير في الأمر مجدداً، وبدأت تريسي بعدها في تقبل الأمر وتركت حلمها يذهب بعيداً، وأدركت أنها من الممكن أن تصبح سعيدة بتقبل الأمر.

دفعت هذه التجربة المريرة تريسي للكتابة عن حياتها في كتاب بعنوان "السعادة المقبلة: اترك الحياة التي خططت لأجلها واختار طريقًا جديدًا للمضي قدماً".

وقدمت في الكتاب مشورة حول كيفية تقبل الأحداث الحزينة، وتحديد الأهداف للمضي قدماً، وكيفية العثور على مسار جديد في الحياة.